هذه المساحة مخصصة لأرشيف الثقافة والفن، لكل ما جرى في أزمنة سابقة من معارك أدبية وفنية وفكرية، ولكل ما دار من سجالات وأسئلة في مختلف المجالات، ولكل ما مثّل صدوره حدثًا سواء في الكتب أو المجلات أو الصحف، لكل ذلك كي نقول إن زمن الفن والفكر والأدب زمن واحد، مستمر دون انقطاع.
قدّم "مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي"، خلال سنوات نشاطه بين عامي 1989 – 2004، عددًا مهمًا من الكتب والترجمات التي تناولت مواضيع ثقافية وفكرية مختلفة جعلت منه تجربة عربية رائدة في مجالي التأليف والترجمة.
تُعتبر المجلة واحدة من أهم منابر الأحزاب الشيوعية والعمالية العربية وإحدى أبرز المساحات التي ناقشت تجاربها السياسية والفكرية
أصدر المركز مؤلفات فكرية وتاريخية مهمة، منها "بنية الوعي الديني وتطوره الرأسمالي: دراسات أولية" لعالم الاجتماع العراقي فالح عبد الجبار، و"فصول من تاريخ الإسلام السياسي" للمفكر العراقي هادي العلوي، و"البحث عن كيان: دراسة في الفكر السياسي الفلسطيني 1908 – 1993" للباحث والمؤرخ الفلسطيني ماهر الشريف.
وإلى جانب نشاطه في هذين المجالين، نظّم المركز ندوات علمية عدة ناقش المشاركون فيها قضايا ومواضيع مختلفة تتعلق بالواقع السياسي والثقافي والفكري والديني للعالم العربي. كما أصدر أيضًا مجلة "النهج" التي قدّمها بوصفها مجلة سياسية فكرية غايتها المساهمة في التنوير وتأصيل العقلانية في العالم العربي.
تُعتبر المجلة واحدة من أهم منابر الأحزاب الشيوعية والعمالية العربية، وإحدى أبرز المساحات التي تناولت تجاربها السياسية والفكرية. وإلى جانب اهتمامها بدراسة الحركات الشيوعية والعمالية العربية، خصصت المجلة بعض محاور أعدادها لمناقشة قضايا مهمة وإشكالية مثل العلمانية والديمقراطية والعولمة والحداثة والنهضة، التي أضاءت بعض أعدادها على تجارب أبرز رموزها. ناهيك عن تجارب فكرية عربية مهمة مثل تجربة الباحث والأكاديمي والمؤرخ الفلسطيني حنا بطاطو، الذي ناقشت المجلة دراساته عن سوريا والعراق.
اهتمت "النهج" أيضًا بالدراسات العلمية، حيث نشرت أبحاث ودراسات كثيرة حول الفيزياء والكيمياء والفلك من خلال أقلام علي الشوك وجهاد ملحم وغيرهما. كما توقفت عند الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ونشرت الكثير من المقالات والأبحاث والدراسات التي تناولت وناقشت واستشرفت واقع الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية في العراق ما بعد سقوط نظام البعث برئاسة صدام حسين.
تضمنت المجلة 10 أبواب إلى جانب محور العدد، وهي: دراسات، وآراء وأفكار، ومدارات، ووجهة نظر، وذاكرة، وكتاب النهج، ومناقشات، ومكتبة العدد، وتقارير ورسائل، ووثائق. وكتب فيها العديد من الكتّاب والمفكرين العرب، مثل: سمير أمين، وعزيز العظمة، وفالح عبد الجبار، وماهر الشريف، وفيصل دراج، وطيب تيزيني، وهادي العلوي، ومحمود أمين العالم، وصادق جلال العظم، وفواز طرابلسي، ونصر حامد أبو زيد، وغيرهم.