صنف جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة المواصي الممتدة على طول الشريط الساحلي الفلسطيني على البحر الأبيض المتوسط جنوب غربي قطاع غزة، على أنها منطقة "إنسانية آمنة"، لكنه ارتكب فيها خمس مجازر منذ أيار/مايو الماضي، أدانتها دول وأطراف ومنظمات أممية ودولية، وفقًا لوكالة "الأناضول" التركية.
وفي هذه المنطقة الرملية التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية، يعيش نحو 1.7 مليون فلسطيني أجبرهم جيش الاحتلال على النزوح باتجاهها قسرًا تحت ضغط النيران، إذ وصل إليها معظمهم إبان عمليته العسكرية البرية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي أعلن بدءها في السادس من أيار/مايو الماضي.
وتكتظ هذه المنطقة التي يبلغ طولها نحو 12 كم من مدينة دير البلح شمالًا حتى مدينة رفح جنوبًا، وبعرض يصل نحو كم، بخيام النازحين المصنوعة من القماش والنايلون المسنودة بأخشاب متهالكة وضعيفة، بحيث تكون عرضة لتهديد السقوط في حال هبوب رياح شديدة.
تكتظ المواصي بخيام النازحين المصنوعة من القماش والنايلون المسنودة بأخشاب متهالكة وضعيفة، بحيث تكون عرضة لتهديد السقوط في حال هبوب رياح شديدة
والخيام التي يفصل بينها أقل من متر، وفي بعض الأحيان تكون متلاصقة، تضم الواحدة منها عددًا كبيرًا من الأفراد، حيث اضطر الفلسطينيون خلال الحرب بسبب شح الأماكن إلى العيش في مكان واحد مع أفراد العائلة الممتدة، أو أكثر من عائلة.
ورغم مزاعم الاحتلال تصنيف هذه المنطقة "آمنة"، تعمد جيشها استهدافها بالصواريخ وإطلاق النيران بين الفينة والأخرى، وأسفرت المجازر الإسرائيلية الخمس عن مقتل 217 فلسطينيًا وفلسطينية، على الأقل وإصابة 635 آخرين، بحسب "الأناضول".
مجزرة العاشر من أيلول/سبتمبر
ارتكبها جيش الاحتلال بقصف طائرات حربية لخيام نازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس، ما أسفر عن استشهاد 40 فلسطينيًا وفلسطينية، وإصابة 60 آخرين، إضافة إلى عشرات المفقودين الذين ما زالوا تحت الرمال، وفق حصيلة أولية أفاد بها المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، في تصريح لمراسل "الأناضول".
وزعم جيش الاحتلال، في بيان، أن "طائرات سلاح الجو هاجمت عناصر تابعين لحركة حماس كانوا يعملون في مجمع قيادة وسيطرة متنكر في المنطقة الإنسانية في خانيونس"، فيما أدانت فصائل ومنظمات حقوقية وأممية هذا الهجوم.
وترك هذا الهجوم حفرًا عميقة بأقطار كبيرة، إذ قال نازحون إن هذه الحفرة الناجمة عن القصف تحولت إلى "قبر" حيث ما زالت جثامين بعض الفلسطينيين مدفونة داخلها.
مجزرة الـ16 من تموز/يوليو
ارتكبها جيش الاحتلال بقصف من طائرة مسيرة استهدف مركبة مدنية في شارع العطار بمواصي خانيونس، ما أسفر عن مقتل 17 فلسطينيًا وفلسطينية، وإصابة أكثر من 26 آخرين.
مجزرة الـ13 تموز/يوليو
ارتكبها جيش الاحتلال عبر شن سلسلة غارات جوية على مخيمات النازحين في منطقة "النص"، ما أسفر عن مقتل 90 فلسطينيًا وفلسطينية، وإصابة 300 آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي قالت إن نصف الشهداء من النساء والأطفال.
🎥استمرار البحث عن ضحايا مجزرة #مواصي_خان_يونس التي ذهب ضحيتها حوالي 40 شهيدًا وعشرات الجرحى. pic.twitter.com/dGG8aBSJmg
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 10, 2024
وآنذاك، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الذي وصف هذه المجزرة بالكبيرة، من عدم وجود مستشفيات تستطيع استقبال العدد الكبير من الشهداء والجرحى، بالتزامن مع تدمير المنظومة الصحية في القطاع.
بينما ادعى جيش الاحتلال أن المنطقة كان "فيها هدفان بارزان من حركة حماس"، دون تسميتهما، وهو ما نفته "حماس"، فيما قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن العملية "استهدفت (القائد العام للقسام) محمد الضيف ونائبه رافع سلامة"، وهو ما نفته "حماس" واصفة ذلك بأنه "ادعاءات كاذبة".
مجزرة الـ26 من أيار/مايو
قصفت مقاتلات جيش الاحتلال بعدة صواريخ مخيمًا للنازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح، ما أسفر بحسب وزارة الصحة الفلسطينية آنذاك، عن مقتل 45 فلسطينيًا وفلسطينية، ونحو 249 مصابًا.
وحاول الجيش الإسرائيلي آنذاك التنصل من مسؤوليته عن المجزرة، إذ زعم متحدثه، دانيال هاغاري، في بيان أنه: "خلافًا للتقارير الواردة لم يهاجم الجيش في المنطقة الإنسانية في المواصي".
فيما قالت "حماس"، في بيان، إن: "العدو الصهيوني مستمر في استهداف خيام النازحين غرب رفح، وارتكابه مجزرة جديدة راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى".
مجزرة الـ22 من حزيران/يونيو
قصف جيش الاحتلال خيام النازحين بمواصي رفح بقذائف مدفعية، ما أسفر عن مقتل 25 فلسطينيًا وفلسطينية، بحسب مصادر طبية لـ"لأناضول"، كما تسبب هذا القصف في حرق خيام للنازحين الذين هربوا حينها مجددًا من المنطقة المستهدفة، إلى مواصي خانيونس.
المرصد يؤكد أن #واشنطن "شريكة في هذه الجريمة، كونها تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والقنابل المدمرة رغم علمها باستخدامها في قتل مئات المدنيين". pic.twitter.com/3sLLhm5s9D
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 10, 2024
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "سقطت مقذوفات من العيار الثقيل على بعد أمتار قليلة من مكتب ومقر سكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر غربي رفح بعد ظهر الجمعة، ملحقة أضرارًا بمكتبنا المحاط بمئات المدنيين النازحين الذين يعيشون في الخيام، بمن فيهم العديد من زملائنا الفلسطينيين وأسرهم".
وتابعت اللجنة الدولية في بيان أصدرته آنذاك: "تسبب هذا الحادث في تدفق أعداد كبيرة من الضحايا إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني في المنطقة".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عبر قناتها على تطبيق "تليغرام"، أمس الثلاثاء، إن عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ارتفع إلى 41020 شهيدًا وشهيدة، بالإضافة إلى إصابة 94925 شخصًا.