12-نوفمبر-2024
برج مراقبة لقوات الأمم المتحدة لفض الاشتباك

(AP) برج مراقبة لقوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك على الخط الفاصل بين الحدود السورية والجولان المحتل

كشفت صور التقطت عبر الأقمار الصناعية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ العمل على تعبيد الطريق على طول "خط ألفا" الذي يفصل مرتفعات الجولان المحتل عن سوريا، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشيتد برس". ويأتي التقرير الأخير بعد عدة تقارير سابقة أشارت إلى تجريف جيش الاحتلال لبعض الأراضي الزراعية في ريف محافظة القنيطرة جنوبي سوريا.

وبحسب  "أسوشيتد برس"، فإن الاحتلال الإسرائيلي بدأ مشروع بناء على طول "خط ألفا"، مشيرةً إلى أن صور الأقمار الصناعية التي حللتها أظهرت فيما يبدو أنه يضع الأسفلت لتعبيد طريق على طول الحدود مباشرة، ونقلت الوكالة عن الأمم المتحدة تأكيدها أن جيش الاحتلال دخل المنطقة منزوعة السلاح أثناء العمل، الأمر الذي يشكل انتهاكًا لوقف إطلاق النار في المنطقة.

أظهرت الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ العمل على تعبيد الطريق على طول "خط ألفا" الذي يفصل مرتفعات الجولان المحتل عن سوريا

ولفتت الوكالة إلى أن صور الأقمار الصناعية السابقة أظهرت أن الاحتلال بدأ العمل بشكل جدي على تعبيد الطريق نهاية أيلول/سبتمبر الماضي. وأظهرت صور عالية الدقة أن ما يزيد على 7.5 كم من عمليات البناء تتم على طول "خط ألفا"، بدءًا من على بعد حوالي 3 كم جنوب شرق بلدة مجدل شمس المحتلة.

ووفقًا لـ"أسوشيتد برس"، فإن الصور أظهرت خندقًا بين سدين، ويبدو أن أجزاءً منه قد تم رصفها بالإسفلت الجديد، مضيفة أنه يبدو أيضًا أن هناك سياجًا يمتد على طوله باتجاه الجانب السوري. ويتبع البناء مسارًا جنوبيًا شرقيًا قبل أن يتجه جنوبًا على طول "خط ألفا"، ثم يقطع الجنوب الشرقي مرة أخرى.

ونقلت "أسوشيتد برس" عن المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة  لمراقبة فض الاشتباك، نيك بيرنباك، قوله: "لاحظت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الأشهر الأخيرة أنشطة بناء يقوم بها الجيش الإسرائيلي على طول خط وقف إطلاق النار"، مضيفًا أنه قام في بعض الحالات بإحضار حفارات ومعدات بناء أخرى.

كما أشارت الوكالة إلى أن الصور تظهر حفارات ومعدات أخرى لتحريك التربة، وهي تحفر بنشاط على طول الطريق، مع وجود كميات كبيرة من الأسفلت في المنطقة.

وتأتي التطورات الأخيرة التي تشهدها الحدود السورية مع الجولان المحتل، بالتزامن مع صدور تقارير منفصلة تتحدث عن مواصلة روسيا تعزيز وجودها العسكري في الجولان المحتل، حيثُ أنشأت القوات الروسية نقطة مراقبة جديدة لها في تل الأحمر، لتكون بذلك نقطة المراقبة الثامنة للقوات الروسية في المنطقة، بحسب ما أفاد موقع "تلفزيون سوريا" نقلًا عن وسائل إعلام روسية.

وكان جيش الاحتلال قد نشر مقطعًا مصورًا في وقت سابق من الشهر الجاري يظهر تنفيذه توغلًا بريًا في جنوب سوريا، وقال حينها إن العملية التي وصفها بأنها "عابرة للحدود في سوريا" كان الهدف منها اختطاف، علي سليمان العاصي، وبحسب شبكة "درعا 24" المتخصصة بأخبار الجنوب السوري، فإن العاصي المقيم في قرية صيدا الجولان تم اختطافه قبل شهرين من نشر الاحتلال المقطع المصور، فيما قال الاحتلال إن العاصي كان يعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية في المنطقة الحدودية.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مصادر أمنية الشهر الماضي أن جيش الاحتلال بدأ بإزالة الألغام الأرضية، وتعزيز تحصيناته على الحدود مع سوريا، مضيفة أن الاحتلال أزال الألغام الأرضية الفاصلة بينه وبين الحدود السورية، وأقام حواجز جديدة على الحدود بين مرتفعات الجولان المحتل، والشريط الحدودي منزوع السلاح.

الحدود السورية

وقبل تقرير "رويترز" ببضعة أيام، نقل موقع "العربي الجديد" عن الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، أيمن أبو محمود الحوراني، قوله إن: "مجموعة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، برفقة عربات مصفحة مزودة برشاشات، دخلت الأراضي الزراعية قرب بلدة كودنة، بجانب تل الأحمر الغربي في ريف القنيطرة الجنوبي".

وأشار الحوراني إلى أن "المجموعة جرفت الأراضي الزراعية، بما فيها أشجار الزيتون، على امتداد 500 متر وعرض ألف متر، ثم ضمتها إلى الجانب الإسرائيلي عبر وضع شريط شائك"، مضيفًا أن "عملية التجريف وضم الأراضي جرت وسط صمت من قبل ضباط وعناصر قوات النظام السوري الموجودين في المنطقة ولا يبعدون إلا عدة أمتار، دون أن يبادروا بأي تحرك يُذكر".

كذلك، ذكرت قناة "تلفزيون سوريا" أنها رصدت توغل دبابات لجيش الاحتلال مصحوبة بآليات شرعت بشق طريق ترابي عسكري في منطقة الجولان داخل الأراضي السورية، وأظهرت الصور التي حصلت عليها القناة أن عمليات تجريف أراض وحفر خنادق تجري في المنطقة المحاذية للسياج الحدودي.