جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، أوامر الإخلاء الفوري لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد أن حدد 11 مبنى سيتم استهدافها بغارات جوية، وذلك بالتزامن مع سلسلة من الغارات العنيفة التي استهدفت قرى وبلدات الجنوب اللبناني، فيما قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن الاحتلال قصف بالقذائف الفسفورية بلدتين جنوبيتين.
وبعد نحو 30 دقيقة من إصدار أوامر الإخلاء، شن جيش الاحتلال 13 غارة عنيفة استهدفت أحياء مختلفة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبحسب ما أفادت وسائل إعلام لبنانية فإن إحدى الغارات كانت قرب مطار رفيق الحريري الدولي، فيما استهدفت غارة أخرى منطقة الليلكي قرب الجامعة اللبنانية.
وأظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي سقوط صاروخ على مبنى سكني في أوتستراد السيد هادي في الضاحية الجنوبية، مما أدى إلى نسف المبنى بشكل كامل مخلفًا هالة من الدخان الأسود، فضلًا عن مقاطع أخرى تظهر حجم الدمار الذي خلفته غارات جيش الاحتلال في الأبنية السكنية والمحال التجارية التي سوتها بالأرض.
جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، أوامر الإخلاء الفوري لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بالتزامن مع سلسلة من الغارات العنيفة التي استهدفت قرى وبلدات الجنوب اللبناني
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام في سلسلة أخبار عاجلة إن جيش الاحتلال شن قصفًا جويًا ومدفعيًا من البوارج البحرية استهدف بلدات ومدن جنوب لبنان، بما في ذلك مدينة صور التاريخية والنبطية، فضلًا عن شنه غارات جوية استهدفت أيضًا بلدات في شرق لبنان. كما أصدر جيش الاحتلال تحذيرًا يطلب من سكان 14 بلدة في جنوب لبنان إخلاءها فوريًا.
وبحسب الوكالة الوطنية، قصفت مدفعية جيش الاحتلال بالقذائف الفسفورية الحارقة أطراف بلدتي ياطر وزبقين في جنوبي لبنان، مما أدى إلى نشوب حرائق. كما أسفرت غارة جوية لجيش الاحتلال استهدفت مدينة الهرمل شرقي لبنان عن سقوط شهيدين، وإصابة ستة آخرين بجروح.
وكان جيش الاحتلال قد ارتكب مجزرة مروعة في بلدة عين يعقوب في قضاء عكار شمالي لبنان، أمس الإثنين، بعدما استهدف مبنى من طابقين يؤوي نازحين من بلدات جنوب لبنان، مما أسفر عن سقوط 17 شهيدًا، وإصابة 15 آخرين بجروح، بينهم نازحون سوريون، وأشارت الوكالة إلى أن الغارة تسببت في أضرار مادية.
من جانبه، قال حزب الله في سلسلة بيانات منفصلة نشرت عبر قناته على "تليغرام" إنه قصف بصليتين صاروخيتين مستوطنتي كفر بلوم وكفر يوفال، مضيفًا في بيان آخر أن وحدة الدفاع الجوي في الحزب تصدت لطائرة مسيّرة من نوع "هرمز 450" في أجواء النبطية، وأجبرتها على مغادرة الأجواء اللبنانية.
إلى ذلك، قالت وسائل إعلام عبرية إن مسيّرة انفجرت قرب "مركز جماهيري" في نيشر في مدينة حيفا، ونقلت عن جيش الاحتلال أنه فتح تحقيقًا في سبب عدم انطلاق صفارات الإنذار قبل سقوط المسيّرة في المنطقة. كما دوت صفارات الإنذار في مستوطنات شمال الأراضي المحتلة خشية تسلل مسيّرة من لبنان، فيما جيش الاحتلال إنه اعترض مسيًرة جنوبي الجولان المحتل قادمة من الشرق.
وجاءت الغارات العنيفة التي استهدفت مختلف أنحاء لبنان، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد ساعات قليلة من نشر وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، تدوينة على منصة "إكس" أكد فيها: "في لبنان لن يكون هناك وقف لإطلاق النار. سنواصل ضرب حزب الله بكل قوتنا"، وهو ما يتناقض مع تسريبات الإعلام العبري التي تتحدث عن تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، وصفت شروطها بأنها "مفخخة"، وتهدف إلى تحميل لبنان مسؤولية فشل الاتفاق.
لحظة شن الطيران الحربي الإسرائيلية غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت pic.twitter.com/Vgrq9nZJDP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 12, 2024
وكان وزير الخارجية في حكومة الاحتلال، جدعون ساعر، قد أشار في تصريحات صحفية، أمس الإثنين، إلى أنه "حصل بعض التقدم" في مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، مضيفًا "نعمل على الموضوع مع الأميركيين". وتمثل تدوينة كاتس التي جاءت بعد ساعات من تصريحات ساعر موقفين متناقضين في حكومة الاحتلال بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار.
ونقل موقع "العربي الجديد" عن أوساط مقربة من رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أمس الاثنين، قولهم إن "هناك تسريبات كثيرة عن مفاوضات تحصل واتصالات بهذا الشأن، لكن لم يصل إلينا بعد أي شيء رسمي"، وأضافت أنه "من المبكر الحديث عن أجواء إيجابية، خصوصًا أن لا ثقة بالعدو أبدًا، والتجربة الأخيرة دليل على ذلك، ونحن ننتظر الترجمة الميدانية"، مؤكدة موقف لبنان الثابت من التمسك بوقف إطلاق النار فورًا وتنفيذ القرار الأممي رقم 1701 بكافة بنوده.
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى أكثر من 3189 شهيدًا وشهيدة، فضلًا عن إصابة أكثر من 14 ألف آخرين، فيما سُجل نزوح أكثر من 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.