أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان جميـع ممارسات الاعتقال والتعذيب التي تقوم بها قـوات النظـام السوري، وتطالب بفتح تحقيق فوري مستقل في جميع حوادث الاعتقال والتعذيب التي وقعت، وبشكل خاص حادثة مقتل الطبيب مجد كم ألماز، التي تثبت مجـددًا وحشية النظام السوري.
وأكدت الشبكة السورية على المطالب بالعدالة للشعب السوري وضرورة تغيير النظام إلى نظام سياسي يحترم حقوق الإنسان ويدافع عن الشعب السوري.
وأشار بيان الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن الطبيب مجد كم ألماز، إلى أنه منذ أيار/مايو 2024، بدأت تتلقى عائلة الطبيب مجد كم ألماز، معلوماتٍ تفيد بوفاته في أحد مراكز الاحتجاز التابعة لقوات النظام السوري، وذلك بعد محاولات وجهود كبيرة بذلتها عائلته لمعرفة أي معلومات عن مصيره، منذ لحظة اعتقاله من قبل قوات النظام السوري في 15 شباط/فبراير 2017، لدى مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لها في حي المزة في مدينة دمشق.
بعد سنوات من اعتقاله، بدأت الأنباء مطلع الشهر الجاري تصل إلى عائلة الطبيب مجد كم ألماز، التي تفيد بوفاته في سجون النظام السوري
ومجد مروان كم ألماز، هو طبيب نفسي، من أبناء مدينة دمشق، وهو مواطن أمريكي، ويبلغ من العمر حين اعتقاله 59 عامًا. في 14 شباط/فبراير 2017، سافر مجد من لبنان إلى مدينة دمشق، وجرى اعتقاله من قبل قوات النظام السوري في اليوم التالي لوصوله، ومنذ ذلك الوقت وهو في عداد المختفين قسريًا؛ نظرًا لإنكار النظام السوري احتجازه أو السماح لأحد ولو كان محاميًا بزيارته.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان من عائلته، فإنَّ الطبيب مجد كان بصحة جيدة عند اعتقاله؛ مما يُرجّح بشكلٍ كبير وفاته بسبب التعذيب وإهمال الرعاية الصحية.
وأشار بيان الشبكة إلى الطبيب مجد عرف بـ"نشاطه الإنساني الواسع من خلال تطوّعه في مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان، حيث عمل على تقديم المساعدات الإنسانية والطبية لهم، ولهذه الأسباب كان هو وأمثاله هدفًا استراتيجيًا ونوعيًا للنظام السوري، الذي سخَّر كامل طاقته لملاحقتهم واعتقالهم دون أي مسوغ قانوني، وإخفائهم قسريًا في مراكز احتجازه".
وقال بيان الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "إنَّ القانون الدولي يحظر بشكلٍ قاطع التعذيب وغيره من ضروب المُعاملة القاسية وغير الإنسانية أو المُذلة، وأصبح ذلك بمثابة قاعدة عُرفية من غير المسموح المساس بها أو موازنتها مع الحقوق أو القيم الأخرى، ولا حتى في حالة الطوارئ، ويُعتبر انتهاك حظر التعذيب جريمة في القانون الجنائي الدولي، ويتحمّل الأشخاص الذين أصدروا الأوامر بالتعذيب أو ساعدوا في حدوثه المسؤولية الجنائية عن مثل هذه الممارسات".
وفي تعداد انتهاكات النظام، أوضح البيان أن النظام انتهك من خلال قيامه بإخفاء الطبيب مجد قسريًا وثم قتله في مراكز احتجازه، قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الصادر في تاريخ 16 تشرين الثاني/أكتوبر2023 بشأن طلب تحديد التدابير المؤقتة الذي قدمته كندا وهولندا في القضية المتعلقة بتطبيق اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره مـن المعاملات، أو العقوبات القاسية، أو اللاإنسانية، أو المهينة ضد النظام السـوري.
ونص قرار المحكمة على اتخاذ الإجراءات المؤقتة بما فيها أن يقوم النظام السوري، وفقًا للالتزامات بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب.
وطالبت الشبكة السورية الإدارة الأميركية باتخاذ أقصى التدابير الممكنة ضد النظام السوري جراء قتله مواطنًا أميركيًا، تحت التعذيب. داعية الخارجية الأميركية إلى إصدار بيان إدانة بشكلٍ عاجل يعبر عن اتخاذ أقصى التدبير من أجل محاسبة النظام السوري وتعويض أهالي الضحية.
بدورها، قالت مريم كم ألماز، لـ"العربي الجديد"، إن "الجهات الحكومية المختصة في واشنطن أخبرتنا وأكدت لنا وفاة والدي مجد كم ألماز في معتقلات النظام"، مضيفةً أن السلطات الأميركية أعطتهم "معلومات تؤكد الوفاة"، وذلك بعد سبع سنوات من اختفاء الضحية في العاصمة السورية دمشق.
وأضافت: "والدي لم يُتوفَّ من جراء جلطة أو قصور في القلب، ولكن هذا الخبر سربه النظام للتعمية على سبب وفاته الحقيقي، وهذه الأدوات يستخدمها النظام دائما للتغطية على جرائمه".
واتهمت الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم الاهتمام بالقضية، مشيرة إلى أن "عائلة مجد كم ألماز ستقوم برفع دعاوى قضائية مدنية وجنائية ضد النظام" في سبيل المحاسبة وتحقيق العدالة والضغط لكشف مصير الآلاف من المعتقلين والمختفين في سجون النظام.