29-أكتوبر-2024
دونالد ترامب

(AFP) يعد ترامب بفرض رسوم جمركية عالية على جميع الواردات

هيمنت العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض على محادثات كبار المسؤولين الماليين والاقتصاديين، ضمن الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، التي نُظّمت مؤخرًا في العاصمة الأميركية واشنطن، للتداول حول قضايا اللحظة، وعلى رأسها تصاعد الصراعات والحروب وانخفاض النمو الاقتصادي، وارتفاع سقوف الدين العالمي.

وفرضت إمكانية عودة ترامب نفسها على المشهد بسبب ما أظهرته آخر الاستطلاعات، حيث قلّص المرشح الجمهوري بشكلٍ كبير الفارق بينه مع منافسته كامالا هاريس، والتي كانت تتقدم عليه قبل شهرٍ من الموعد الانتخابي الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، فعلى بُعد أسبوع من يوم الاقتراع، بدأت نتائج الاستطلاع تُظهر تعادلًا بين المرشحين وأحيانًا تقدمًا طفيفًا لترامب.

وقد كان هذا التقدّم مثار نقاش في محادثات قادة الاقتصاد العالمي، من محافظي بنوك مركزية ومنظمات مالية دولية، في اجتماعاتهم التي دخلت أسبوعها الثاني اليوم الإثنين.

يعد ترامب حال فوزه بفرض رسوم جمركية كبيرة على جميع الواردات

وفي سياقٍ متّصل بالنتائج المتوقعة للانتخابات، يُلاحظ أنّ أوساطًا عُرفت بدعمها لترامب وقربها سابقًا منه، بدأت تُثير موضوع سرقة نتائج الانتخابات من ترامب مجددًا، على غرار ما تزعم أنه حصل في انتخابات 2020.

فبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، حذّر مستشار الأمن القومي السابق الجنرال المتقاعد مايكل فلين، المعروف بجهوده الرامية إلى تقويض وإسقاط نتائج انتخابات 2020، حذر من أن انتخابات هذا العام ستسرق أيضًا من المرشح الجمهوري دونالد ترامب، موجّهًا داعمي ترامب "باتخاذ إجراءات لمنع السرقة"، متعهّدًا بما تعهد به ترامب "بالانتقام ممّن سرقوا إرادة الأميركيين"، قائلًا أمام تجمع لأقصى اليمين المتطرف في بنسلفانيا إنّ "أبواب الجحيم ستفتح بفوز ترامب".

أبرز المخاوف من عودة ترامب:

لا يُخفي ترامب تبرّمه من النظام المالي العالمي، ولذلك عبّر أكثر من مرة عن نيته القيام بإجراءات بنيوية حال عودته للبيت الأبيض، من قبيل فرض زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية، واستصدار ديون بتريليونات الدولارات، وتعديل خطة العمل المعمول بها لمكافحة تغير المناخ، لصالح الرفع من إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري، وهي إجراءات كفيلة حسب المراقبين لقلب النظام المالي العالمي رأسًا على عقب.

وفي هذا الصدد نقلت رويترز عن محافظ البنك المركزي الياباني كازو أويدا قوله، إنّ الجميع "يشعرون فيما يبدو بالقلق إزاء حالة الغموض الكبيرة بشأن من سيصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة، والسياسات التي ستُتخذ في عهده".

وكان ترامب قد التزم في حملته الانتخابية ـالتي يخوضها بنفسٍ شعبوي لا غبار عليهـ بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات من جميع البلدان، ورسوم جمركية بنسبة 60% على الواردات من الصين.

وبحسب المحللين الاقتصاديين، فإنّ فرض هكذا رسوم من شأنه أن يؤثّر "على سلاسل التوريد عالميًا وزيادة التكاليف"، وسيزداد الطين بلة في حال ـ وهذا هو المتوقع ـ ردّت الدول على الخطوة ردًّا انتقاميًا.

في المقابل يرى قادة الاقتصاد العالمي أنّ فوز هاريس سيكون مطمئنًا، لأنها تتبنى نهج بايدن القائم على التعاون متعدد الأطراف في قضايا تخفيف أعباء الدين، وإصلاح بنوك التنمية، وضرائب الشركات وقضية المناخ، وإن كانت خطط هاريس الاقتصادية ستؤدي في المقابل إل زيادة مستوى الديون، لكن بما لا يقارن مع ترامب وخططه "الجنونية".

أمّا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا، فتجنّبت الحديث بلغة متخوفة أو متحيزة ضد ترامب، عندما سُئلت عن التداعيات المحتملة لعودته إلى البيت الأبيض، على مخرجات اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين؟ ولعلّ ذلك بسبب منصبها الذي يفرض عليها مستوًى من الدبلوماسية، حيث اكتفت في ردها على سؤال رويترز بالقول "إن المناقشات ركّزت على حل المشكلات الاقتصادية المطروحة، والأعضاء يشعرون أنّ الانتخابات من أجل الشعب الأميركي. ما يتعين علينا تحديده هو التحديات، وكيف يمكن لصندوق النقد الدولي معالجتها بشكل بنّاء".

كما انتهز رئيس اللجنة التوجيهية لصندوق النقد الدولي، وزير المالية السعودي محمد الجدعان، انتهز الفرصة للتأكيد  على التعاون،  قائلًا إن " الصندوق تعاون في السابق مع الإدارات الأميركية سواءً الجمهورية أو الديمقراطية، بما في ذلك إدارة ترامب"، مضيفًا "نحن بحاجة فقط إلى التأكد من أننا نواصل هذا الحوار" وفق تعبيره.