05-يوليو-2024
تحاول الحكومة الإسرائيلية خلق واقع جديد على الأرض (رويترز)

تحاول الحكومة الإسرائيلية خلق واقع جديد على الأرض (رويترز)

مع دخول العدوان على غزة شهره التاسع، تقول إسرائيل إنها تسيطر على 26 % من مساحة القطاع، وهي المناطق الممتدة على طول حدود غزة مع مصر وأراضي 48. بالإضافة لمعبر نيتساريم الذي يقسم القطاع، ويمنع اللاجئين الفلسطينيين من العودة نحو بيوتهم المدمرة في الشمال.

شيد الجيش طريقًا جديدة، بعد اقتلاع الأشجار والخطاء النباتي بالمنطقة، لربطها بأربعة قواعد عسكرية أقامها على طول الطريق.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن ضابط إسرائيلي كبير، قوله: "هذا الجهد يشير إلى احتلال طويل الأمد" لغزة.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، اليمين المتطرف ومؤيدوه في الجيش لن يكتفوا بالاستيلاء على الأراضي في غزة بدافع الاعتبارات العسكرية البحتة، وتحقيق أهداف الحرب المعلنة، والمتمثلة في "القضاء على حماس" وعودة المحتجزين وإعادة الأمن لمستوطنات غلاف غزة، بل هناك دعوات منذ أشهر، من قبل ضباط وحاخامات بتشجيع من سياسيين يمينيين متطرفين إلى إعادة تجديد الاستيطان داخل غزة.

فقد انتشرت مقاطع مصورة على شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الإخبارية اليمينية، من المناطق التي يعمل فيها جيش الاحتلال بغزة، تظهر افتتاح كنيس يهودي وتركيب "مزوزاه"، بالإضافة لكتابات على الجدران تدعو لإعادة توطين اليهود في غزة.

شيد الجيش طريقًا جديدة، بعد اقتلاع الأشجار والخطاء النباتي بالمنطقة، لربطها بأربعة قواعد عسكرية أقامها على طول الطريق

 

هذا التوجه الرسمي، وإن كان غير معلن، لاحتلال دائم لغزة، من المحتمل أن يثير معارضة في الخارج.

وردًا على الأفعال التي يقوم بها الجنود الإسرائيليين لتشجيع إعادة الاستيطان في غزة، قال بيان للجيش بإنها "حوادث خطيرة لا تتماشى مع قيم وتوجيهات جيش الدفاع الإسرائيلي ولا تسهم في أهداف الحرب".

وخلال الحوار الذي أجراه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع القناة 14 العبرية (المؤيدة للمستوطنين)، رد نتنياهو على سؤال حول عودة الاستيطان إلى غزة، بأنه "ليس واقعيًا"، ولكنه أشار في نفس الوقت بأنه من الصعب إنكار حقائق يتم خلقها على أرض الواقع تساعد على بقاء الجيش الإسرائيلي هناك، كتطوير الإدارة المدنية مستقبلًا، كما هو الحال في الضفة الغربية بعد عام 1967.

وفي سياق ما يحدث، حذرت "هآرتس" من الخطوات التي تقوم بها حكومة اليمين المتطرف، وقالت: "من المفترض أن يكون الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 دائمًا"، لذا يجب عدم جر إسرائيل لإعادة احتلال القطاع وإعادة الاستيطان، مما سيكثف الصراع، ويسبب معاناة للمواطنين الفلسطينيين، ويقلل من احتمال التوصل إلى اتفاق. وبدلًا من الغرق في مستنقع غزة مرة أخرى، يجب على إسرائيل إنهاء الحرب، والتوصل إلى اتفاق لعودة المحتجزين، والاستعداد للانسحاب إلى حدود فك الارتباط.

لكن حكومة نتنياهو-سموتريتش-بن-غفير، التي قادت إسرائيل إلى "كارثة 7 تشرين/أكتوبر"، وفق تعبير الصحيفة الإسرائيلية، تواصل السباق نحو كارثة أخرى. كل يوم إضافي تبقى فيه إسرائيل بغزة يعرض مستقبلها للخطر.