كشف تقرير نشرته صحيفة إسرائيلية عن أنّ جنود الاحتلال العائدين من قطاع غزة يعانون من وضع نفسي "سيئ".
وتحدث التقرير الذي نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، أمس الجمعة، عن أنّ أكثر من 10 آلاف جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي طلبوا الحصول على خدمات الصحة العقلية، وتم تشخيص العديد منهم على أنهم مصابون بـ"اضطراب ما بعد الصدمة".
وسلط التقرير الضوء على حادثة انتحار جندي الاحتياط في سلاح الهندسة، إليران مزراحي، الذي قاتل لمدة 5 أشهر في غزة، وكان يشارك متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تدميره للمنازل في غزة.
تحدث التقرير الذي نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، أمس الجمعة، عن أنّ أكثر من 10 آلاف جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي طلبوا الحصول على خدمات الصحة العقلية
وكان مزراحي يبدو في جميع صوره أنه سعيد ومتفاخر في قتاله وقتله للفلسطينيين. لكن تلك الصور كانت بعيدة عن الواقع، فقد أفادت الإذاعة الإسرائيلية أنّ مزراحي انتحر بعد تلقيه أمرًا بالعودة للخدمة العسكرية في قطاع غزة.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي الحادثة، وتساءلت عن السبب من استدعاء مزراحي للقتال مرة أخرى وهو يعاني اضطرابات نفسية بعد الحرب.
وتعكس هذه الحادثة الصدمة البعيدة المدى التي واجهها الكثير من الإسرائيليين منذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.
يذكر أنّ تقارير سابقة أشارت إلى أنّ الجيش الإسرائيلي أقر بأنه يواجه أزمة عميقة في مجال الصحة النفسية، وهي الأسوأ منذ حرب 1973، على خلفية المعارك التي يخوضها أفراد الجيش ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى.
كما كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق، عن أنّ نحو 30 ألف من جنوده اتصلوا بالخط الساخن للصحة النفسية التابع له منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ويعلن جيش الاحتلال بشكل متكرر عن تعرض عدد من جنوده لأزمات صحية مختلفة، بينها المشكلات النفسية والعصبية، إضافة إلى الإصابات الجسدية الناتجة عن المعارك وانتشار بعض الأمراض المعدية.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد ذكرت، في تقرير نشرته بداية العام، أنّ نظام الصحة العقلية في إسرائيل يواجه خطر الانهيار.
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق، عن أنّ نحو 30 ألف من جنوده اتصلوا بالخط الساخن للصحة النفسية التابع له منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي
وبحسب تقرير "هآرتس"، فقد وجه منتدى "مديري مراكز الصحة النفسية" رسالة إلى السلطة المختصة، قال فيها "نتوجه إليكم يائسين بشأن الوضع الصعب لنظام الصحة العقلية في إسرائيل".
وأشارت الرسالة إلى الطلب المتزايد على الأطباء النفسيين منذ اندلاع الحرب على غزة، وذكرت أنّ "أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر أدت إلى ما يقدر بنحو 300 ألف مريض إضافي يحتاجون إلى العلاج على يد متخصصين مدربين".
وحذرت رسالة المنتدى من أن عواقب الحرب على الصحة العقلية مثيرة للقلق حتى الآن.