انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفشله في الرد بشكل مناسب على الحرب الإسرائيلية على غزة وحرب روسيا في أوكرانيا، قائلًا إنه "قوض سلطته، ربما بشكل قاتل".
وأضاف في افتتاح مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أن افتقار مجلس الأمن الوحدة، بشأن الحرب على غزة، وحرب أوكرانيا، كان سببًا في تقويض سلطته وربما على نحو قاتل له، موضحًا: "يحتاج المجلس إلى إصلاح جدي في تشكيلته وأساليب عمله".
غوتيريش: "أي هجوم إسرائيلي شامل على المدينة لن يكون مرعبًا لأكثر من مليون مدني فلسطيني يحتمون بها فحسب، بل سيضع المسمار الأخير في نعش برامج المساعدات التي نقدمها"
وأوضح غوتيريش أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجد نفسه في كثير من الأحيان في طريق مسدود و"غير قادر على التصرف بشأن قضايا السلام والأمن الأكثر أهمية في عصرنا".
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، مرة أخرى الأسبوع الماضي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعم مطلب الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب الإسرائيلية على غزة. وهذا هو الفيتو الثالث الذي تستخدمه الولايات المتحدة ضد مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وتعرضت واشنطن لانتقادات واسعة النطاق لاستخدامها حق النقض مرة أخرى في وقت قُتل فيه ما يقرب من 30 ألف فلسطيني ويتعرض أكثر من مليوني شخص لخطر المجاعة.
وقد صاغت الولايات المتحدة، قرارًا بديلًا يدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار "في أقرب وقت ممكن عمليًا"، ويدعو إسرائيل إلى عدم المضي قدمًا في الهجوم المخطط له على رفح.
وقالت المبعوثة الأميركية، ليندا توماس غرينفيلد، في شرحها للفيتو، إن جو بايدن كان في خضم مفاوضات مع إسرائيل ومصر وقطر تهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل بشأن صفقة التبادل.
وقال غوتيريش، إن "أي هجوم إسرائيلي شامل على المدينة لن يكون مرعبًا لأكثر من مليون مدني فلسطيني يحتمون بها فحسب؛ بل سيضع المسمار الأخير في نعش برامج المساعدات التي نقدمها".
من جانبه، شجب المفوض السامي لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، المعلومات المضللة والهجمات الأخرى التي تهدف إلى "تقويض شرعية" وعمل الأمم المتحدة والمؤسسات الأخرى، ووصفها بأنها "مدمرة للغاية".
وفي حديثه في افتتاح الدورة السنوية الرئيسية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، انتقد فولكر تورك "التضليل الواسع النطاق الذي يستهدف المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومكتبه".
قال تورك: "لقد أصبحت الأمم المتحدة بمثابة مانعة الصواعق للدعاية المتلاعبة وكبش فداء لفشل السياسات. وهذا مدمر للغاية للصالح العام، ويخون بقسوة العديد من الأشخاص الذين تعتمد حياتهم عليه".
وشدد المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، خلال كلمته الافتتاحية، على أن الأمم المتحدة "مجهزة بشكل فريد لتمكين الدول من مناقشة القضايا العالمية الملحة وحلها".
وأضاف أن "قوة التجمع هذه حيوية بشكل خاص الآن، حيث يتطلب حجم الصراع والمخاطر الكوكبية والتحول الرقمي حلولًا عاجلة".
وأشار تورك إلى "الألم والمذبحة التي يتعرض لها الكثير من الناس في الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان وميانمار وهايتي والعديد من الأماكن الأخرى حول العالم"، وهو ما وصفه بأنه "لا يطاق".