06-نوفمبر-2024
انتخابات مجلس الشيوخ

ناخبون يدلون بأصواتهم في مركز للاقتراع في شياغو (رويترز)

يبدو أن الخارطة السياسية الأميركية تتجه إلى أن تكون حمراء بالكامل، بعدما أظهرت نتائج فرز أصوات انتخابات الرئاسة الأميركية تقدم المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، لتكون ثاني مرشحة ديمقراطية تفشل في الوصول للبيت الأبيض، بعد هيلاري كلينتون التي خسرت انتخابات 2016 أمام ترامب نفسه.

لكن الأمر لا يقتصر فقط على انتخابات الرئاسة الأميركية، إذ إن الجمهوريين واصلوا تفوقهم على الديمقراطيين في السباق الانتخابي على مستوى مجلسي الشيوخ، والكونغرس حتى لحظة إعداد التقرير، بحسب رادار شبكة "CNN". وفي ليلة يمكن وصفها بـ"الحمراء"، تمكن الجمهوريون من استعادة الأغلبية في مجلس الشيوخ بحصولهم على 51 مقعدًا، فيما تشير نتائج انتخابات الكونغرس إلى حصول الجمهوريين أيضًا على 200 مقعدًا، مقابل 172 للديمقراطيين، علمًا أن السيطرة على الكونغرس تحتاج إلى الفوز بـ218 مقعدًا من أصل 435 مقعدًا.

وكالة "الأناضول" التركية أشارت إلى أن حصول الجمهوريين على الأغلبية في مجلس الشيوخ، جاء بعد إعادة انتخاب السيناتور الجمهورية عن ولاية نبراسكا، ديب فيشر، للمجلس مرة أخرى، فيما قالت تقارير منفصلة إن الجمهوريين استطاعوا تحقيق الأغلبية في المجلس، بعد هزيمة مرشحهم، بيرني مورينو، للسيناتور الديمقراطي، شييرود براون، في ولاية أوهايو بعد نحو 17 عامًا من احتفاظه بهذا المنصب.

واصل الجمهوريون تفوقهم على الديمقراطيين في السباق الانتخابي، بعدما تمكنوا من استعادة الأغلبية في مجلس الشيوخ للمرة الأولى منذ أربع سنوات

كما أن الجمهوريين تمكنوا من اقتناص مقعد ولاية فرجينيا الغربية، بعد فوز حاكم الولاية الجمهوري، جيم جاستيس، والذي وصفته وكالة الأنباء الفرنسية بأنه "فوز سهل"، وجاء فوز جاستيس بعد قرار السيناتور المستقل والمعتدل، جو مانشين، عدم الترشح مفضلًا التقاعد، علمًا أنه كان من الأعضاء الذين يصوتون لصالح الديمقراطيين.

وحتى لحظة إعداد التقرير لا تزال هناك سبع مقاعد شاغرة في مجلس الشيوخ التي تنتظر فرز الأصوات في بعض الولايات، إلا أنها لن تؤثر على النتيجة النهائية. وجاءت استعادة الجمهوريين لمجلس الشيوخ، بعد إجراء الانتخابات لـ34 مقعدًا شاغرًا، إذ جرت العادة أن يحتفظ السيناتور بمنصبه لست سنوات، على أن يتم إجراء جولة انتخابية لثلثي الأعضاء كل عامين.

وتتفق وكالة "أسوشيتد برس" مع هذا الرأي، مشيرة إلى أن استعادة الجمهوريين للسيطرة على مجلس الشيوخ للمرة الأولى منذ أربع أعوام، سيمنحهم قوة في صناعة القرار السياسي في العاصمة وشنطن، كما أنه سيكون لهذا الفوز دور بارز في حكومة ترامب المقبلة، فضلًا عن حصولهم على أفضلية تعيين القضاة في المحكمة العليا في حال كان هناك مقعدًا شاغرًا.

ومع ذلك، ينقل موقع "أكسيوس" عن الخبراء الاستراتيجيين من كلا الحزبين، وكذلك المحلليين المستقلين أنه من غير المرجح أن تفضي نتائج مجلس الشيوخ إلى أغلبية تزيد عن مقعد واحد، وهو ما يعني أن الجمهوريين سيصطدمون في المجلس بمعارضة ديمقراطية، الأمر الذي يصعب مهمتهم في سن القوانين والتشريعات، حيثُ تحتاج الموافقة على أي تشريع إلى 60 صوتًا بدلًا من 51 صوت، وهو ما سيبقي الولايات المتحدة في حالة من الاستقطاب السياسي.

أما بالنسبة لانتخابات الكونغرس، فإن النتائج تشير إلى تقدم الجمهوريين بفارق كبير، وتظهر النتائج أن الحزب الأحمر يحتاج الفوز بـ18 مقعدًا إضافيًا للسيطرة الكاملة على الكونغرس الأميركي، الأمر الذي سيسهل من مهمة ترامب في البيت الأبيض، وسيساعده على تنفيذ برنامجه الانتخابي، دون أي عراقيل أو عقبات قد تظهر في طريقه، في حال كانت نتائج انتخابات الكونغرس لصالح الجمهوريين.

وينظر الجمهوريون إلى السيطرة الكاملة على الكونغرس على أنها فرصة للسيطرة المطلقة على السلطة السياسية في مبنى الكابيتول، فيما سيمثل حصول الديمقراطيين على الأغلبية في الكونغرس فرضهم رقابة على القوانين التي يرغب الجمهوريون في تمريرها، وسيجبر ذلك الحزب الأحمر على الدخول في تسويات سياسية مع الديمقراطيين لتمرير مشاريع القوانين، بحسب "أسوشيتد برس".

وكان ترامب قد أعلن أمام حشد من أنصاره في مقاطعة بالم بيتش في ولاية فلوريدا، اليوم الأربعاء، عودته إلى البيت الأبيض بعد هزيمة منافسته هاريس، حيثُ يحتاج الرئيس السابق إلى ثلاثة أصوات ليكون الرئيس الـ47 الذي يتم انتخابه لهذا المنصب، كما أعلن في خطابه أن الجمهوريين سيطروا على الكونغرس، بعد استعادتهم للأغلبية في مجلس الشيوخ.