09-أغسطس-2024
يتبنى روبنسون خطابًا يدعو لكراهية المسلمين والأجانب (AFP)

(AFP) يتبنى روبنسون خطابًا يدعو لكراهية المسلمين والأجانب

سلطت أحداث الشغب الأخيرة التي قادها أفراد من اليمين المتطرف، واستهدفت مراكز اللجوء والمساجد والممتلكات العامة والخاصة في عدد من المدن البريطانية، الضوء على شخصية، تومي روبنسون، المحرك الرئيسي لهذه الأحداث.

فقد أفادت وسائل إعلام بريطانية، أن روبنسون نظم أعمال الشغب العنصرية ضد المسلمين والمهاجرين أثناء قضائه عطلة بجزيرة قبرص.

وأصدر القضاء البريطاني أمرًا بإلقاء القبض عن الناشط اليميني المتطرف بتهمة "ازدراء القضاء".

وقد كُشف أن روبنسون كان يرسل رسائل تحضيرية على وسائل التواصل الاجتماعي من فندق 5 نجوم، كان يقيم فيه.

أفادت وسائل إعلام بريطانية أن تومي روبنسون نظم أعمال الشغب العنصرية ضد المسلمين والمهاجرين أثناء قضائه عطلة بجزيرة قبرص

ويعرف عن روبنسون استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لحشد الجماهير وجمع الأموال ونشر نظريات مؤامرة وخطاب الكراهية.

وبحسب صحيفة "الغارديان"، فإن عودة العنف الذي يمارسه اليمين المتطرف في بريطانيا، يرجع جزئيًا إلى قرار مالك منصة "إكس" إيلون ماسك بالسماح لشخصيات مثل تومي روبنسون بالعودة إلى المنصة.

ولد ستيفن كريستوفر ياكسلي لينون، المعروف باسم تومي روبنسون، في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 1982 في بلدة لوتون بالقرب من العاصمة لندن، لأب إنجليزي وأم أيرلندية.

اختار اسم تومي روبنسون لينشط في مجموعات "الهوليغانز" المعروفة بتعصبها الكروي، إذ تتبنى هذه المجموعات منهج العنف في الملاعب، واستخدم هذا الاسم لإخفاء هويته، وكان يرتدي قناعًا يخفي وجهه، الأمر الذي مكنه من التحايل على الشرطة قبل أن تكشف هويته عام 2010.

بعد إكمال مرحلة الثانوية، درس هندسة الطيران في مطار لوتون، وتمكن من الحصول على فرصة تدريب تقدم إليها نحو 600 شخص ولم ينجح سوى 4 أشخاص بحسب ادعاءاته، وتخرج عام 2003.

حكم عليه بالسجن لمدة عام، بعد اعتدائه على شرطي وهو في حالة سكر.

بعد خروجه من السجن، انتقل للعمل السياسي، وتبنى خطابًا يدعو لكراهية المسلمين والمهاجرين، وبدأ الترويج له بمسقط رأسه في مدينة لوتن.

 كما صب جام غضبه على الشرطة التي اتهمها بالتساهل مع ما سمّاه "الغزو الإسلامي" للبلاد.

في عام 2004 أصبح روبنسون عضوًا في الحزب "الوطني البريطاني" اليميني المتطرف الذين يتبنى خطابًا فاشيًا.

وفي عام 2009، نظم مظاهرة، على خلفية اعتراض مجموعة من المهاجرين طريق عدد من الجنود البريطانيين التابعين للفوج "الملكي الأنجليكاني" العائدين من حرب أفغانستان، واشتبك معهم.

وكانت تلك الحادثة وراء تأسيس "رابطة الدفاع البريطانية" عام 2010، التي ضمت القوميين البيض المتطرفين، بالإضافة للنازيين الجدد.

نظمت الرابطة مظاهرات روجت لخطاب مناهض للإسلام، عبر ترديد شعارات تسب الذات الإلهية وتسب النبي محمد، إضافة إلى تقديمها التحية النازية، وإلى جانب مناهضي الإسلام ضمت الرابطة مشجعين كرة القدم "الهوليغانز".

في عام 2011، ألقي القبض على روبنسون، بسبب قيادة مجموعة، تضم نحو 100 شخص تسببت في أعمال شغب.

ألقي القبض عليه مرة أخرى عام 2013، بعد محاولته استخدام جواز سفر مزور يعود لشخص آخر، من أجل دخول الولايات المتحدة الأميركية، وسجن لمدة 10 أشهر.

في 2014، حكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرًا، بتهمة النصب للحصول على قروض.

وفي عام 2017، أدين بتهمة ازدراء المحكمة وحكم عليه بالسجن لمدة 13 شهرًا، عقب إطلاقه بثًا مباشرًا من أمام المحكمة للتعليق على أطوار قضية لم تنته بعد، وخلال البث وجه شتائم وانتقادات للمحكمة.

نظم أنصاره احتجاجًا في وسط العاصمة لندن، شارك فيه 15 ألف من عناصر اليمين المتطرف والنازيين الجدد، انتهى بمواجهات عنيفة مع رجال الشرطة.

في عام 2018، حُذفت حساباته من مواقع التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك وإنستغرام، بسبب خطاب الكراهية والدعوة للعنف. وبعد عام حظرت منصة "سناب شات" بدورها حسابه، كما قيّدت منصة "يوتيوب" الوصول إلى مقاطعه المصورة.

أنتج روبنسون أفلامًا تحريضية بتمويل من أثرياء أميركيين وأستراليين وأوربيين، كما أصدر كتابًا بعنوان "كتاب محمد. لماذا يقتل المسلمون باسم الإسلام؟".

كما ادعى روبنسون، أن بعض البريطانيين الغاضبين يهاجمون الشرطة ومراكزها، وذلك لأنها "سمحت للمسلمين بالسيطرة على لندن".

زعم أن أفراد الجالية المسلمة يقومون في كل نهاية عطلة أسبوع برفع أعلام "تنظيم الدولة"، ولا تفعل لهم الشرطة شيئًا، وبدلًا من ذلك يقومون باعتقاله.

كما وصف مدينة برمنغهام بأنها "بؤرة الإرهاب في بريطانيا"، وذلك بسبب وجود جالية مسلمة كبيرة فيها.

لم يقتصر نشاط روبنسون في داخل بريطانيا بل امتدت علاقاته إلى خارجها، فقد أسس عام 2015 فرعًا لحركة "بيغيدا" اليمينية المتطرفة الألمانية في بريطانيا، ضمن تحالف "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب".

وخلال سنوات محاكماته وسجنه المتكررة، جمع أكثر من مليوني جنيه إسترليني على شكل رعاية وهدايا، كانت معظمها من مؤيديه خارج بريطانيا. وحصل على آلاف الدولارات شهريًا مقابل تعاونه مع موقع "ريبل نيوز" اليميني المتطرف الكندي.

استخدم روبنسون كذلك خاصية التبرعات الخيرية على فيسبوك لعدة أشهر في أواخر عام 2018، وتلقى تبرعًا بقيمة مليوني جنيه إسترليني من معارضين لسجنه، كما دعمته منظمة "السترات الصفراء" اليمينية المتطرفة الأسترالية.

أنتج روبنسون أفلامًا تحريضية بتمويل من أثرياء أميركيين وأستراليين وأوربيين، كما أصدر كتابًا بعنوان "كتاب محمد. لماذا يقتل المسلمون باسم الإسلام؟"

عرف عن تومي روبنسون علاقاته القوية مع الدوائر الصهيونية داخل وخارج بريطانيا، إذ تحالف مع "رابطة الدفاع اليهودية"، المدرجة على لائحة الإرهاب.

 ودفعت منظمة "منتدى الشرق الأوسط" المرتبطة بإسرائيل، مبلغ 60 ألف دولار لإخراجه من السجن عام 2018.

كما وظفه الملياردير روبرت شيلمان الذي يتبرع بشكل متكرر للمؤسسات الإسرائيلية، براتب شهري بلغ نحو 6400 دولار، كما تبرع له مركز "ديفيد هوروفيتز للحريات" ورابطة "مكافحة التشهير". استغل روبنسون هذه الأموال ليعيش حياة مترفة.

يقول عن نفسه إنه "صهيوني"، وإذا "كان بإمكان المسلمين أن يكون لهم 55 دولة فيمكن لليهود أن يكون لهم دولة واحدة". 

ويجاهر روبنسون بولائه لإسرائيل وجيشها وتربطه علاقات بمجموعات المستوطنين المتطرفة.

أعلن إفلاسه عام 2021، كي لا يدفع مبلغ 100 ألف جنيه استرليني غرّمته بها محكمة لتشهيره بطفل سوري لاجئ، تعرض للاعتداء من قبل أفراد معادين للمهاجرين.

بعد بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وخروج المسيرات المناهضة للحرب، خاطب روبنسون الشرطة قائلًا: "إن أفعالها منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر خلقت الآلاف مثله"، وأضاف: "لن تتمكنوا من سحق أناس كهؤلاء الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع في المدن والبلدات اليوم يحتاجون إلى قيادة".

وبعد غيابه عن الأضواء لفترة، ظهر روبنسون مجددًا يوم 27 تموز/يوليو 2024، وقاد مسيرة كبيرة ضد المهاجرين والمسلمين، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن وقوفه وراء اندلاع أعمال العنف، فغادر البلاد مجددًا وصدرت مذكرة اعتقال بحقه.

نشر روبنسون بالخطأ رسالة نصية من محاميه على تطبيق "واتساب"، عززت الاتهامات بوقوفه وراء أعمال الشعب الأخيرة، حيث خاطبه المحامي، قائلًا: "أريد فقط أن أعلمك أنك بضمير مرتاح، قمت بإشعال أعمال شغب في المملكة المتحدة، ما تسبب في معاناة الكثير من الناس. لا أستطيع أن أمثلك بعد الآن. يرجى إرسال تفاصيل حسابك المصرفي حتى أتمكن من إعادة مستحقاتك. المفارقة أنه إذا كنت في الشوارع، فإن أتباعك سيهاجمونني بسبب لون بشرتي".