11-أغسطس-2024
المجاعة في مخيم زمزم

(AFP) المجاعة تهدد حياة أطفال السودان

تتربّص المجاعة بالنازحين في مخيم زمزم الواقع على بعد 15 كيلومترًا مربعًا جنوبي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان، ويضطر الافتقار إلى المواد الأساسية من ماء وغذاء النازحين المتجاورين إلى تقاسم ما يتوفّر من غذاء وشراب للبقاء على قيد الحياة، وذلك في ظل تفشّي سوء التغذية والمجاعة بحسب تقارير أممية، بسبب استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وشح المساعدات المقدمة من المنظمات والهيئات الدولية التي تتذرّع هي الأخرى بمنع طرفيْ الصراع لها من تقديم المساعدات.

وفي هذا الصدد، تحدّث تقريرٌ للأمم المتحدة عن استخدام التجويع كسلاح حرب، خاصةً من طرف قوات الدعم السريع التي تفرض حصارًا وقيودًا على الطرق والإمدادات، ما يمنع وصول السلع والمساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر، ومنها إلى مخيم زمزم.

ويدعو النازحون في مخيم زمزم إلى رفع الحصار عن المخيّم، وإلى تدخّل المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات والحماية اللازمة لهم في هذه الظروف الصعبة.

المجاعة تنتشر

يؤوي مخيم زمزم للنازحين أكثر من نصف مليون نازح فرّ معظمهم من مناطقهم الأصلية في إقليم دارفور عقب اندلاع النزاع المسلح في الإقليم عام 2003، وارتفع عدد النازحين فيه مؤخرًا بسبب الحرب في مدينة الفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

تتربّص المجاعة بالنازحين في مخيم زمزم الواقع على بعد 15 كيلومترًا مربعًا جنوبي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان

وتدقّ جميع التقارير الحقوقية والانسانية ناقوس الخطر بشأن أوضاع مخيم زمزم للنازحين، وتؤكّد أنّ المجهودات المحدودة التي تقوم بها المنظمات الإنسانية المحلية لتوفير المساعدات الأساسية للنازحين، لا تكفي لمنع وقوع المجاعة.

بل إنّ مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أكّدت وجود مجاعة في مخيم زمزم بشمال دارفور، وقالت في بيان نشرته على منصة "إكس"، إنّ: "علامات المجاعة كانت ظاهرةً منذ شهور، ولكن تم التأكد الآن من انتشارها".

ولفتت المفوضية إلى أن النازحين في المخيم: "يموتون جراء الجوع وسوء التغذية والمرض، سواء كانوا من الأطفال والنساء والرجال"، ودعت المفوضية الجهات المختصة: "إلى اتخاذ إجراءاتٍ عاجلة لمعالجة الوضع الحرج وإنقاذ أرواح المتضررين في المخيم".

كما سبق للجنةٍ من خبراء الأمن الغذائي المدعومة من الأمم المتحدة، وجهاتٍ دوليةٍ أخرى، أنْ أعلنت هي الأخرى: "عن حدوث مجاعة في مخيم زمزم"، وقالت اللجنة إن: "الحرب في السودان والقيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين تسببت في تفشّي المجاعة في المخيم".

وأفاد المتحدث الرسمي للمنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور، آدم رجال، بأن: "النازحين في زمزم يواجهون المجاعة وأزمةً إنسانية خطيرة"، مؤكّدًا أنّ: "الجميع يعاني من نقصٍ حادٍّ في الغذاء والماء والدواء"، بسبب توقف توزيع المساعدات الغذائية المقدمة لهم من الهيئات والمنظمات الدولية منذ اندلاع الحرب في السودان قبل 16 شهرًا.

وأضاف رجال أنّ انتشار المجاعة لا يقتصر على مخيم زمزم وحده، بل يشمل مخيماتٍ أخرى للنازحين في دارفور. قائلًا إن: "حالات سوء التغذية وسط الأطفال والحوامل والأمهات والعجزة والمسنين تفشت بمخيم مكجر للنازحين، فقد شهد المخيم أكثر من 450 حالة سوء تغذية أسفرت عن وفاة 5 أطفال جراء المجاعة وانعدام الأمن الغذائي" وفقه.

نفي حكومي واتهام بالتسييس

في مقابل التأكيدات الدولية على وجود المجاعة وانتشارها في مخيم زمزم في الفاشر، نفت مفوضية العون الإنساني في السودان ومسؤولون بحكومة ولاية شمال دارفور التقارير التي تحدثت عن وقوع مجاعةٍ في المخيم.

وفي هذا الصدد، قال مفوض العون الإنساني بولاية شمال دارفور عباس يوسف إنّ: "الزيارة الميدانية التي قام بها مع وفدٍ من وزارة الصحة وجهاتٍ فنية أخرى أظهرت أن الوضع الإنساني والغذائي في المخيم أفضل من العام السابق، وأن الوفيات المسجلة للأطفال طبيعية"، واصفًا التقارير الأممية بأنها: "غير حقيقية وبُثّت لأغراض سياسية".