13-أكتوبر-2024
غزة

دمار هائل في جباليا ومجازر لا تتوقف

يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزة لليوم الـ373 على التوالي، مع استمراره بمحاولات فصل شمال غزة عن باقي مناطق القطاع، تمهيدًا لتهجير الفلسطينيين قسرًا، من خلال ارتكابه المجازر اليومية وتنفيذ حصار مطبق حارمًا السكان من الغذاء والدواء، ويحدث ذلك بالتزامن مع عدوانه على لبنان، يحاول فيه التوغل نحو مناطق الجنوب، وسط مقاومة شرسة وردّ بالصواريخ على مستوطنات في الأراضي المحتلة.

الاحتلال الإسرائيلي واصل تطبيقه لما يعرف بخطة الجنرالات، والقاضية بتهجير أهالي قطاع غزة قسرًا نحو الجنوب، بغرض تفريغ المنطقة تمامًا من سكانها، فارتكب من أجل ذلك مجزرة بقصفه جباليا في وقت متأخر من مساء السبت، ما أسفر عن استشهاد أربعة فلسطينيين وجرح آخرين في حصيلة أولية، كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية باستشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح، جراء قصف الاحتلال لمخيم النصيرات وسط القطاع.

يأتي ذلك بالتزامن مع حصار مطبق لفصل شمال القطاع عن وسطه، حيث يعاني القطاع الصحي الأمرين لتجنب كارثة إنسانية جديدة تضاف إلى سجل الكوارث التي يعاني منها القطاع، فثمة شح في الإمكانيات الطبية والمستلزمات الطبية، ومنظمة الصحة العالمية أدخلت لمستشفى كمال عدوان كمية من الوقود تكفي لعشرة أيام فقط، حسب ما صرح به مدير المستشفى للتلفزيون العربي.

وإمعانًا في فرض حصاره على شمالي غزة، وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي سواتر ترابية لفصل مدينة غزة عن شمال القطاع، كما نسف عشرات المنازل في مخيم جباليا باستخدام "روبوتات" متفجرة مخلفًا العشرات من الشهداء والجرحى وفق ما أفادت به صحيفة العربي الجديد. علمًا أن جيش الاحتلال منع الطواقم الإسعافية والدفاع المدني من انتشال أكثر جثمان من 75 شهيدًا يوم السبت، من أصل 285 شهيدًا قتلهم في جباليا خلال الأيام الثمانية الماضية، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي.

هذه الحملة العسكرية الشرسة في شمال غزة لم تمنع الاحتلال من مواصلة ارتكاب جرائمه في وسط وجنوب القطاع، حيث تعرضت المناطق الغربية من مخيم النصيرات وسط القطاع لقصف مدفعي، والأمر ذاته بالنسبة لمخيم البريج وسط القطاع حيث تعرض لقصف مدفعي من الاحتلال، كما شنت طائرات الاحتلال غارات على منطقة المواصي غرب رفح جنوبي القطاع، وفي الجنوب أيضًا استهدفت غارة إسرائيلية بلدة بني سهيلا شرق خانيونس.

وحسب آخر تحديثات المكتب الإعلامي الحكومي، فقط ارتفع عدد الشهداء في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 42 ألف و227 شهيد، إضافة إلى 98 ألف و464 جريح، وجل الشهداء والجرحى من النساء والأطفال، ناهيك عن آلاف المفقودين.

على الجانب الآخر، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان، حيث وجّه جيش الاحتلال الإسرائيلي إنذارًا إلى سكان أكثر من 20 قرية في جنوب لبنان بضرورة إخلائها فورًا، فشن الاحتلال غارات عنيفة على عدة بلدات وقرى جنوبي لبنان، ومنها بلدة عيتا الشعب.

الاحتلال لم يستثن في قصفه ما يتعلق بالمنظومة الصحية، فقد تسبب بإغلاق 5 مستشفيات و100 مركز للرعاية الصحية بلبنان، وحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، فمن بين 207 مراكز رعاية صحية أولية في "مناطق النزاع بلبنان"، تم إغلاق 100 مركز، ووفقًا لأرقام وزارة الصحة اللبنانية في أيار/مايو الماضي، فقد بلغ عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان 311 مركزًا، وهو ما يعني أن نحو ثلثها بات خارج الخدمة جراء العدوان الإسرائيلي، وهذا يبين أن استهداف المنظومة الصحية يمثل نهجًا للاحتلال الإسرائيلي، سواء كان ذلك في غزة أو بلبنان.

على الصعيد الميداني، تحتدم المعارك على الحدود الجنوبية للبنان، حيث قال حزب الله إنه فجر عبوة ناسفة بقوة من جنود الاحتلال الإسرائيلي واشتبك معها بالأسلحة المتوسطة ‏والرشاشة، لدى محاولتها التسلل إلى بلدة رامية، مؤكدًا في بيان ‏إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، كما دوت صفارات الإنذار بالعديد من المستوطنات في الأراضي المحتلة، إثر قصف الحزب بالعديد من "الصليات الصاروخية" وفق بيانات له.

 وقال الحزب أيضًا إنه استهدف تجمعًا لقوات الاحتلال في مستوطنة شوميرا بصلية صاروخية، واستهدف تجمعًا آخر في خلة وردة وثكنة زرعيت بصاروخ "بركان"، مؤكدًا تحقيق إصابات مباشرة، وذكر الحزب في بياناته أيضًا استهدافه لموقع تل شعر بقذائف مدفعية، وتجمعًا لجنود الاحتلال في مستوطنة المنارة، علمًا أن أول عمليات الحزب التي جرت فجر الأحد كانت بقصفه لمربض لجنود الاحتلال في معيليا بصلية صاروخية.