29-يناير-2024
الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي على منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة

(Getty) ارتكب جيش الاحتلال عدة مجازر بمدينة غزة فجر اليوم

يواجه أهالي قطاع غزة تحدياتٍ متزايدة تُفاقم من أوضاعهم البائسة التي يصر الاحتلال الإسرائيلي على جعلها أكثر بؤسًا بهدف تدمير قدرتهم على البقاء عبر جعل القطاع غير صالح للعيش، وذلك من خلال استهداف المدنيين وتدمير المنازل والبنى التحتية واستهداف مراكز الإيواء ومحاصرة المستشفيات، إضافةً إلى منع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

وبينما كانت المنظمات الأممية تحذّر من مجاعة وشيكة بغزة، وعقب أيام قليلة من مطالبة محكمة العدل الدولية "إسرائيل" بتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع وضمان توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة بشكل عاجل؛ أعلنت عدة دول غربية تعليق تمويلها لوكالة "الأونروا" التي تقدّم خدماتها لملايين الفلسطينيين، بعد ادعاء "إسرائيل" بأن عددًا من موظفيها شاركوا في عملية "طوفان الأقصى".

ارتكبت قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية عدة مجازر في مدينة غزة راح ضحيتها أكثر من 30 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين

وبالتزامن مع استخدام التجويع سلاحًا في حربها على غزة، واصلت "إسرائيل" في اليوم الـ115 من عدوانها قصف القطاع وتدمير ما تبقّى من بنية تحتية فيه، حيث نفّذت مدفعيتها وطائراتها الحربية منذ ما بعد منتصف الليل وحتى صباح اليوم الإثنين، قصفًا عنيفًا استهدف مناطق متفرقة من القطاع، وأسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين الذين لم تستطع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إلى بعضهم بسبب القصف الشديد.

وتركّز القصف الإسرائيلي على مدينة غزة، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال وطائراته المناطق الغربية والجنوبية من المدينة إضافةً إلى حيي الصبرة والزيتون ومحيط مجمع الشفاء الطبي.

وطال القصف كذلك مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، حيث أفاد "التلفزيون العربي" باستشهاد أكثر من 25 فلسطينيًا وإصابة العشرات في قصف استهدف منزلًا مليئًا بالسكان في المخيم، لا يزال العدد الأكبر من الضحايا أسفل ركامه. كما استُشهد ما لا يقل عن 10 فلسطينيين إثر قصف طال مدرسة تابعة لـ"الأونروا" تؤوي نازحين بحي الرمال غرب غزة.

واستهدفت مدفعية الاحتلال وطائراته وزوارقه الحربية معسكر جباليا شمال قطاع غزة، وغرب خانيونس جنوبًا، وشواطئ النصيرات والزهراء وسط القطاع، حيث استُشهد أكثر من 33 فلسطينيًا منذ مساء أمس الأحد وفق مصادر طبية.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن جيش الاحتلال فرض حصارًا مطبقًا على منطقة الجامعات وعدة مدارس تؤوي نازحين جنوب حي الرمال. وأشارت أيضًا إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الذي كانت قوات الاحتلال قد انسحبت منه سابقًا.

ويواصل جيش الاحتلال حصاره لمجمع ناصر الطبي الذي بدأت تتكدس جثامين الشهداء داخله بسبب منع قواته خروج عوائلهم لدفنهم. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت، أمس الأحد، تراكم النفايات الطبية وغير الطبية في كل مكان داخل المجمع.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن الوزارة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 26.422 شهيدًا و65.087 مصابًا معظمهم من النساء والأطفال.

وقالت الوزارة في بيان مقتضب عبر "تلغرام"، أمس الأحد، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 19 مجزرة ضد عائلات قطاع غزة راح ضحيتها 165 شهيدًا و290 مصابًا، لافتةً إلى أن هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات تمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أمس الأحد، أن جيش الاحتلال ارتكب 38 مجزرة راح ضحيتها أكثر من 350 شهيدًا خلال الـ48 ساعة الماضية في محافظة خانيونس وحدها، وقام أيضًا: "بتنفيذ جرائم إعدام ميداني في الساعات المذكورة، مما يؤكد نيته المبيتة لارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي بشكل واضح".