ارتكب الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الـ250 للعدوان على غزة 3 مجازر وصل منها للمستشفيات أربعون شهيدًا و120 مصابًا خلال يومٍ واحدٍ، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 37164 شهيدًا و84832 مصابًا منذ السابع من أكتوبر.
وبالتزامن مع شلال دماء الغزيين المتدفق بغزارةٍ، تعالت أصوات دولية خلال المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة لقطاع غزة مطالبةً بإنهاء الحرب، كما سلمت المقاومة الفلسطينية ردّها على مقترح الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وفي تفاصيل التطورات الميدانية استهدف القصف الإسرائيلي منزلًا مقابل نقطة توزيع مساعدات في شارع كشكو بحي الزيتون في مدينة غزة، ومنازل سكنية في مخيم الشابورة وسط مدينة رفح، كما قام جيش الاحتلال بنسف منازل سكنية في حي البرازيل جنوبي مدينة رفح.
وأدى استهداف طائرات الاحتلال مواطنين قرب مفترق الطيران غربي مدينة غزة إلى وقوع 4 شهداء وعددٍ من المصابين.
سلمت المقاومة الفلسطينية ردها على خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن للوسطاء القطريين والمصريين
الضفة الغربية أخذت نصيبها هي الأخرى من جرائم الاحتلال فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 6 فلسطينيين خلال اقتحام الاحتلال بلدة كفردان غربي مدينة جنين.
في الجانب الآخر أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابطٍ و3 جنود وإصابة 6 بجروحٍ خطيرةٍ، وجاء التأكيد الإسرائيلي بعد إعلان كتائب القسام تفجير مبنًى بقوةٍ إسرائيليةٍ.
التطورات السياسية
أعلن الوسيطان القطري والمصري تسلّمهما ردّ المقاومة الإسلامية على خطة وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن، وفي هذا الصدد استقبل رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري في الدوحة كلًّا من إسماعيل هنية وزياد النخالة. واستعرض اللقاء رد حماس والفصائل على مقترح الهدنة وتطورات الوضع في غزة.
وأكّدت الخارجية القطرية في بيانٍ لها أنّ "جهود وساطة قطر ومصر المشتركة مع الولايات المتحدة مستمرة لحين التوصل إلى اتفاقٍ"، كما أفاد بيان الخارجية القطرية أنّ "الوسطاء سيقومون بدراسة رد المقاومة الفلسطينية والتنسيق مع الأطراف المعنية حيال الخطوات القادمة".
وقد أصدرت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بدورهما بيانًا قالتا فيه إنّ "رد الفصائل يضع الأولوية لمصلحة شعبنا ووقف العدوان على غزة والانسحاب الكامل من القطاع"، كما أكدت الحركتان "جاهزية الوفد الفلسطيني للتعامل الإيجابي للوصول لاتفاق ينهي الحرب".
وتفاعلًا مع رد المقاومة الفلسطينية قال البيت الأبيض في واشنطن إنّ الإدارة الأميركية "علمت بتسليم حماس ردها إلى قطر ومصر ونحن نقوم بتقييمه"، وأضاف بيان البيت الأبيض أنه من المفيد "أننا حصلنا على رد حماس على المقترح ونتحفظ على التعليق بشأنه لحين مراجعته والتقييم الكافي له بالطريقة المناسبة ومن ثم معرفة الخطوات التالية".
لكن شبكة "أي بي سي" نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن "ردّ حماس ليس قبولًا أو رفضًا صريحًا، بل استفساراتٍ بشأن بعض بنود المقترح ومطالب إضافيةٍ".
إسرائيليًّا أعلن سفير إسرائيل بالأمم المتحدة غلعاد إردن قبول بلاده بما سمّاه "الخطوط العريضة للاتفاق"، مضيفًا أنّ لدى تل أبيب "مخاوف تتعلق بطريقة تفسير حماس للمقترح، وعندما تتم معالجة مخاوفنا الأمنية سنقبل بوقف إطلاق النار في غزة".
على المستوى الدولي
شهدت العاصمة الأردنية عمّان تنظيم المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة، وعقد المؤتمر بحضورٍ دوليٍّ كبيرٍ، ووجّهت صحة غزة نداءً للمؤتمر باتخاذ إجراءاتٍ ملموسةٍ وعاجلةٍ لإنقاذ قطاع غزة".
وفي كلمته أمام المؤتمر قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه "حان الوقت ليتحمل الكل مسؤولياته وواشنطن منحت 404 ملايين دولار إضافية مساعدات للفلسطينيين".
كدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أن ردهما على المقترح الأمريكي يضع الأولوية لمصلحة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان على غزة
فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدةأنطونيو غوتيريش في كلمته "الحكومات والشعوب بالتبرع من أجل إعادة إعمار القطاع"، مذكّرًا العالم أنّ 80 % من سكان قطاع غزة لا يجدون الماء الصالح للشرب بسبب استمرار الحرب وتوقف المساعدات، وبناءً على ذلك قال غوتيريش: "يجب وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى وأدعو الطرفين لسرعة التوصل إلى اتفاق".
إسرائيليًا
صوّت الكنيست الإسرائيلي لصالح مشروع قانون إعفاء الحريديم من التجنيد بـ63 صوتًا مقابل معارضة 57، بينهم وزير الدفاع غالانت، وأثار التصويت على مشروع القانون جدلًا كبيرًا في إسرائيل، حيث اعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد أنّ "من صوّتوا لصالح التهرب من التجنيد يميزون بين الدم، وكانوا يضحكون وقت التصويت".
ونقلت يديعوت أحرونوت عن جنودٍ في الاحتياط قولهم إنّ "الحكومة طعنتنا في الظهر من خلال قانون إعفاء المتشددين من التجنيد"، وأضاف الجنود "نشعر بالخيانة من حكومة تحشد من أجل بقائها السياسي بدل الحشد للحرب الصعبة"، كما اعتبر الجنود أنّ "القانون فضيحة ويزيد من القطيعة والعزلة بين من يتحمل العبء ومن يتهرب منه".
وشهدت العاصمة الإسرائيلية تل أبيب تظاهر محتجين أمام مقر اجتماع وزير الخارجية الأميركي والرئيس الإسرائيلي.
وفي تعدٍّ جديد، خصص وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريش، 130 مليون شيكل من أموال السلطة الفلسطينية وحولها لـ28 عائلة من الأسر ضحايا عملية طوفان الأقصى.
وفي اجتماعٍ للمجلس الوزاري السياسي الأمني دعا سموتريش "لسحل جثث فلسطينيين من داخل الخط الأخضر، ليكونوا عبرةً لمن يفكر في تنفيذ هجمات ضد السكان اليهود" وفقًا لما نقلته صحيفة معاريف.