21-يوليو-2024
دمار خلّفه قصف إسرائيلي على مدرسة تابعة للأونروا في مدينة غزة

أسفر قصف الاحتلال ليل السبت – الأحد عن استشهاد 19 فلسطينيًا (رويترز)

دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ289 على وقع قصف عنيف ومجازر جديدة ارتكبها جيش الاحتلال وراح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح، ليرتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 60 شهيدًا منذ فجر أمس السبت.

واستشهد 12 فلسطينيًا، وأُصيب العشرات، جراء قصف قوات الاحتلال منزلين مأهولين في مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة، حيث ارتقى 7 شهداء إثر قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "خليفة" في مخيم البريج، واستشهد 5 أشخاص في قصف طال منزلًا لعائلة "عراب" في المخيم الجديد بالنصيرات.

وتعرض المخيمان، ومناطق متفرقة من وسط قطاع غزة، لقصف مدفعي وجوي عنيف استمر طوال ليل السبت – الأحد، وحتى فجر اليوم.

يهدد شح الوقود والمستلزمات الطبية حياة المصابين في ما تبقى من مستشفيات في قطاع غزة

وفي جنوب قطاع غزة، قصفت قوات الاحتلال "بركسًا" يؤوي نازحين في منطقة أرميضة شرق خانيونس، ما أسفر عن استشهاد 7 أشخاص بينهم نساء وأطفال.

وأطلقت آليات الاحتلال النيران تجاه المنطقة الغربية من مدينة رفح، حيث قامت بنسف عدة منازل شمال غربي المدينة، فيما قصفت مدفعيتها حي البرازيل الواقع جنوبي المدينة.

واستهدفت مدفعية الاحتلال المناطق الجنوبية الشرقية من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وشنت طائراته عدة غارات استهدفت الحي نفسه.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 38.919 شهيدًا و89.622 مصابًا.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، أمس السبت، إن قوات الاحلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 4 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 37 شهيدًا و54 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

أطفال غزة يواجهون ظروفًا صعبة

أما على الصعيد الإنساني، فقد جددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أمس السبت، تأكيدها على أن أطفال قطاع غزة: "يواجهون ظروفًا صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية والأعمال العدائية التي لا تنتهي"، وفق المنظمة.

جاء ذلك في منشور على حسابها عبر منصة "إكس"، شددت فيه المنظمة الأممية على أن: "هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار الآن" في قطاع غزة.

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد حذرت، الخميس الفائت، من "كارثة صحية جديدة" بعد رصدها الفيروس المسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي، التي تتجمع وتجري بين خيام النازحين وفي أماكن السكن نتيجة تدمير البنية التحتية في قطاع غزة.

وفي سياق متصل، قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، أمس السبت، إن جميع العاملين معها في قطاع غزة يتأثرون بشكل مباشر بالعنف والتهجير، نتيجة العدوان المتواصل.

وكتب قائد الفريق الطبي في المنظمة، جافيد عبد المنعم، في منشور على حساب "أطباء بلا حدود" عبر منصة "إكس"، إن: "جميع زملائنا في قطاع غزة يتأثرون بشكل مباشر بالعنف والتهجير".

وأضاف عبد المنعم في وصفه للوضع في القطاع أن أحد الأطباء الغزيين في غرفة الطوارئ أخبره بأنه: "سمع للتو أن منزله تم تدميره، وأن ابنته وابن أخيه موجودان هنا في مكان ما"، وتابع: "علمنا لاحقًا أن ابن أخيه قد قُتل".

وحذر المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، خليل الدقران، من خطورة شح الوقود والمستلزمات الطبية، الذي يشكل تهديدًا جديًا وخطيرًا لحياة العديد من المصابين جراء العدوان المتواصل على القطاع.

وقال دقران، في حديث إلى وكالة "الأناضول"، أمس السبت، إن توقف غرف العمليات بمثابة "حكم بالإعدام" على مئات الجرحى والمرضى داخل المستشفى، حيث يوجد هناك: "عدد كبير من المصابين الذين يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية".

وأضاف: "لا نستطع إجراء العمليات بسبب عدم وجود غرف عمليات كافية لإنقاذ حياتهم، بالإضافة إلى نقص مواد التخدير والأدوات والمستلزمات الطبية اللازمة داخل الغرف"، معتبرًا أنه: "إذا توقفت غرف العمليات عن العمل فسيفارق عدد كبير من المصابين الحياة"، مؤكدًا فقدان العديد من المصابين حياتهم في الفترة الماضية بسبب الأسباب ذاتها.

وأشار إلى أن المستشفى لا يستطيع: "تقديم الخدمة الصحية الكافية والضرورية للجرحى والمرضى بسبب عدم وجود أسرة"، وأن: "قسم الاستقبال والطوارئ بالمستشفى ممتلئ تمامًا بالمصابين، فيما تتجاوز أعداد المرضى والجرحى القدرة الاستيعابية للمستشفى بأربعة أضعاف".

الحوثيون يتوعدون بالرد على "إسرائيل"

وفي وقت سابق، فجر اليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض منظومة "حيتس 3" الدفاعية الجوية، صاروخ أرض – أرض أُطلق من اليمن باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى أن الصاروخ لم يدخل: "أجواءنا وأطلقنا صفارات الإنذار خشية سقوط شظايا الصواريخ الاعتراضية".

ويأتي اعتراض جيش الاحتلال للصاروخ بعد عدة ساعات على استهداف مقاتلاته ميناء الحديدة في اليمن ردًا على مئات الغارات التي شنها الحوثيون على الأراضي المحتلة، بحسب البيان الرسمي لدولة الاحتلال.

وطال القصف الإسرائيلي، الأول من نوعه، محطة الحديدة وخزانات الوقود في الميناء، وخلّف 3 قتلى و87 جريحًا بحسب وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي في اليمن.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بحث، في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، الهجوم الإسرائيلي على الحديدة، مجددًا التزام الولايات المتحدة بأمن "إسرائيل" وحقها في الدفاع عن نفسها، وفق قوله.

وتوعد الحوثيون بالرد على الهجمات الإسرائيلية، مؤكدين أن عملياتهم العسكرية ضد الاحتلال ستستمر ولن تتوقف، بل ستتصاعد وستقابل التصعيد بالتصعيد.

وفي سياق آخر، أعلن جيش الاحتلال، اليوم الأحد، إصابة 4 جنود إسرائيليين في المعارك الدائرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.