25-يوليو-2024
نزوح متواصل من المنطقة الشرقية من خانيونس

هناك 1350 مناشدة من عائلات محاصرة شرق خانيونس (رويترز)

دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومًا جديدًا تعرض فيه القطاع لقصف عنيف طال مختلف مناطقه وتركّز في مدينة غزة والمنطقة الشرقية من خانيونس، حيث شنّت طائرات الاحتلال عدة غارات وأحزمة نارية أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات خلال الليلة الماضية. 

واستهدفت غارات الاحتلال منطقة معن، وأرمضية في بني سهيلا، شرق خانيونس جنوب القطاع. فيما قصفت مدفعيته محيط دوار بني سهيلا، ومحيط مستشفى دار السلام، إضافةً إلى محيط دوار العودة ومخيم الشابورة وسط مدينة رفح، التي تعرضت كذلك لقصف جوي طال منطقة مصبح الواقعة شمال المدينة. 

وأفاد "التلفزيون العربي"، نقلًا عن مراسله في القطاع، بوصول 34 شهيدًا إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس، وشهيدين إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، منذ صباح يوم أمس الأربعاء جراء الاستهدافات الإسرائيلية للمدنيين، والعملية العسكرية المستمرة بخانيونس. 

اليونيسف: الوضع في قطاع غزة يتجاوز الكارثة في ظل غياب الظروف اللازمة للاستجابة، واضطرار الأسر إلى الهرب القصف مرارًا وتكرارًا

وفي مدينة غزة، استشهد 4 فلسطينيين، وأصيب العشرات، في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "أبو السعدي النمر" في منطقة أبو إسكندر بحي الشيخ رضوان شمال المدينة. كما طال القصف الإسرائيلي على المدينة حيي الزيتون والشجاعية ومنطقة الشاطئ. واستشهد عدة أشخاص جراء قصف الاحتلال تجمعًا بشريًا في بيت لاهيا شمال القطاع. 

وشنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت منزلًا لعائلة "أبو غرقود" على مدخل مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أسفر عن 7 إصابات معظمهم من النساء والأطفال. 

128 شهيدًا في 48 ساعة

ونشر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مساء أمس الأربعاء، تصريحًا أعلن فيه عن استشهاد 129 فلسطينيًا جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على خانيونس، جنوب القطاع، منذ أكثر من 48 ساعة. 

وقال المكتب إن عدد المصابين وصل إلى 416 مصابًا، أكثر من 100 منهم لم يصلوا إلى المستشفيات بعد، فيما بلغ عدد المفقودين 44 مفقودًا. كما أشار إلى أنه تم إجلاء 82 عائلة، وهناك 1350 مناشدة من عائلات محاصرة في المنطقة. 

وذكر المكتب أن طائرات الاحتلال ومدفعيته نفذتا 208 ضربة استهدفت 237 منزلًا ومبنىً سكنيًا، بينها 22 منزلًا مأهولًا قُصفت فوق رؤوس ساكنيها. ولفت إلى أن جيش الاحتلال يعيق عمليات التنسيق للوصول إلى المصابين والشهداء، ويخترق كذلك: "القانون الدولي بشأن الحق في الحياة والحق بإنقاذ الأرواح".

وأضاف أن الاحتلال: "يكرر ارتكاب الجريمة ضد الإنسانية بشأن التهجير والنزوح وإعادة تشكيل الجغرافية البشرية بشكل يهدد حياة مئات الآلاف من المصابين والمرضى والحوامل والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ويعرضهم للموت"، محمّلًا الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن استمرار المجازر بحق المدنيين. 

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 39.145 شهيدًا و90.257 مصابًا بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة. 

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، أمس الأربعاء، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الـ24 ساعة الأخيرة 3 مجازر بحق المدنيين بغزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 55 شهيدًا و110 مصابين.

وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

ونشرت الوزارة إحصائية مفصلة لأعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع وتداعياته، خلال الفترة ما بين السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 و30 حزيران/يونيو الفائت. ووثقت الوزارة استشهاد 37.900 شخص خلال هذه الفترة، بينهم 28.185 شهيدًا تم استيفاء بياناتهم، وإصابة 87.060 شخصًا بينهم 60.464 مصابًا تم استيفاء بياناتهم، وفق الإحصائية نفسها.

ووصل عدد الشهداء من الأطفال خلال المدة المذكورة إلى 9.351 طفلًا، مقابل 5.320 سيدة، و2.414 مسن. ويشكل هؤلاء ما نسبته 60.6 بالمئة من إجمالي ضحايا العدوان. 

الوضع في غزة يتجاوز الكارثة

أما إنسانيًا، فإن الأزمة لا تزال قائمة، وتتفاقم يومًا بعد آخر، في ظل غياب الاستجابة اللازمة نتيجة العراقيل التي تضعها قوات الاحتلال أمام المهام الإنسانية للمنظمات الأممية، ومنع إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية والوقود إلى القطاع.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، كاثرين  راسل، إن الوضع في غزة يتجاوز الكارثة في ظل غياب الظروف اللازمة للاستجابة، واضطرار الأسر إلى الهرب القصف مرارًا وتكرارًا. 

وأوضحت المسؤولة الأممية، في بيان صدر أمس الأربعاء، أن العائلات في قطاع غزة تواجه: "أهوالًا جديدة مع مرور كل أسبوع"، وأضافت: "تستمر الهجمات المدمرة على المدارس ومواقع النازحين داخليًا، مما أسفر عن مقتل مئات آخرين من الفلسطينيين، كثير منهم من النساء والأطفال، وجعل المستشفيات المكتظة بالفعل تنهار تحت الضغط". 

وأشارت إلى أن العنف والحرمان في غزة يخلقان: "ندوبًا دائمة على أجساد وعقول [الأطفال] الضعيفة"، وتابعت قائلة: "والآن، ومع انهيار الصرف الصحي ومعالجة مياه الصرف الصحي، ينضم فيروس شلل الأطفال إلى قائمة التهديدات، خاصة بالنسبة لآلاف الأطفال غير المحصنين". 

نتنياهو يتوعد بمواصلة القتال في غزة

وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد طالب واشنطن بإمداده بالمزيد من الأسلحة لمواصلة الحرب على قطاع غزة، وذلك خلال كلمة ألقاها في الكونغرس الأميركي، أمس الأربعاء، وسط احتجاجات ضخمة لآلاف المؤيدين لفلسطين في شوارع العاصمة الأميركية طالبوا خلالها بوقف الحرب وكذلك تزويد إسرائيل بالأسلحة.

وقال نتنياهو في كلمته: "من أجل أن تنتصر قوى التحضر يتعين على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تقفا جنبًا إلى جنب"، وفق تعبيره. وتوعد بمواصلة القتال في غزة حتى: "نحقق النصر الشامل والكامل" حسب زعمه. 

ونقلت "رويترز" عن مسؤول في "حماس"، أمس الأربعاء، قوله إن خطاب نتنياهو في الكونغرس يظهر أنه لا يريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين مع الحركة.

ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، خطاب نتنياهو بـ"المشين"، قائلًا إنه تحدث ساعة كاملة من دون أن يذكر جملة واحدة بشأن صفقة التبادل.

وصرّح مسؤول أميركي رفيع بأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى مراحلها الختامية، مدعيًا أن المفاوضات تمخضت عن  نص مفصل لترتيبات تتعلق بكيفية إنجاز صفقة التبادل، ومشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من الصفقة ستشهد إطلاق سراح النساء والرجال فوق 50 عامًا، وكذلك المرضى والجرحى، على مدار 42 يومًا. 

وزعم المسؤول بأن العقبات المتبقية أمام الصفقة قابلة للتذليل، لافتًا إلى أنه سيكون هناك نشاط بشأن القضية في الأسبوع المقبل، وأن بايدن ونتنياهو سيتحدثان عن كيفية سد الثغرات النهائية التي تعيق الصفقة في اجتماعهما اليوم. 

في المقابل، تحفظ القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان، على تصريحات المسؤول الأميركي قائلًا، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إنهم ينتظرون رد الوسطاء. 

وشدد حمدان في حديثه على أنه لا يمكن أن يكون هناك اتفاق من دون رفع الحصار وانسحاب الاحتلال ووقف العدوان.