26-يوليو-2024
طفل فلسطيني في خانيونس التي تتعرض لعملية عسكرية منذ عدة أيام

لا تزال العملية العسكرية مستمرة في خانيونس (رويترز)

لليوم الـ294، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية استهداف المدنيين وتدمير ما تبقى من بنية تحتية في قطاع غزة، وسط استمرار الأزمة الإنسانية وتدهور النظام الصحي نتيجة منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية والوقود إلى القطاع. 

وشنت طائرات الاحتلال، ليل الخميس - الجمعة، عدة غارات على مدينة غزة استهدفت إحداها شقة سكنية لعائلة "البنا" في شارع الصحابة شرق مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدة أشخاص. 

وقصفت مدفعية الاحتلال محيط الكلية الجامعية في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، ومنطقة الشعف وحيي الشجاعية والزيتون شرق المدينة. 

وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الخميس، ما يحدث في غزة بأنه "كارثة مكتملة الأركان"

ونسفت قوات الاحتلال عدة منازل في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة، تزامنًا مع قصف مدفعية الاحتلال لمخيم النصيرات ومناطق أخرى وسط القطاع. كما نسفت أيضًا عدة مبان في بلدتي بني سهيلا شرق خانيونس، والقرارة شمال المدينة، في جنوب قطاع غزة.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 39.175 شهيدًا و90.403 مصابين بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة. 

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، أمس الخميس، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الـ24 ساعة الأخيرة 3 مجازر بحق المدنيين بغزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 30 شهيدًا و146 مصابًا.

وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

كارثة مكتملة الأركان في غزة

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الخميس، ما يحدث في غزة بأنه "كارثة مكتملة الأركان"، نتيجة الحملة العسكرية الإسرائيلية وقلة المساعدات الإنسانية، مجددًا تأكيده على أن قطاع غزة شهد أعلى مستوى من القتل والدمار: "الذي أتذكره في أي حملة عسكرية أخرى، في أي مكان في العالم، منذ أن تسلمت منصبي كأمين عام".

وفي حديثه عما أسماه بـ"الطبيعة الفوضوية" للحملة العسكرية الإسرائيلية، قال غوتيريش: "في البداية تعرض الشمال للهجوم، وطُلب من الناس أن يذهبوا إلى الجنوب، ثم تم الهجوم على الوسط، وطُلب من الناس أيضًا أن يذهبوا إلى الجنوب، ولكن فجأة كان عليهم العودة إلى الشمال، لأنه على ما يبدو فالمشكلة لم يتم حلها. ثم ذهبوا إلى الجنوب، ولكن فجأة ذهبوا إلى الوسط مرة أخرى لأنه على ما يبدو أيضًا أن المشكلة في الوسط لم يتم حلها. كان الناس يتنقلون من مكان إلى آخر بحثًا عن الأمان الذي لا يوجد في أي مكان".

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى عرقلة "إسرائيل" للمهمات الإنسانية للمنظمات الأممية بغزة، إضافةً إلى استهداف القوافل الإنسانية التابعة للمنظمة الأممية، حيث تعرضت عدة قوافل أممية لإطلاق النيران من قبل جيش الاحتلال خلال ثلاثة أيام متتالية: الأحد، والإثنين، والثلاثاء. 

وأوضح غوتيريش أنه: "يوم الأحد لم يصب الرصاص هدفه، ولكن يومي الاثنين والثلاثاء اخترقت 5 رصاصات وأربع رصاصات أطلقها الجيش الإسرائيلي مركباتنا"، وذلك: "على الرغم من وضع آليات الإخطار الإنساني وكانت هناك جميع الأسباب التي تجعلنا نفترض أن تلك القوافل يمكن أن تتحرك بأمان". 

مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة

وفي سياق آخر، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خلال لقائهما أمس الخميس، الحرب المستمرة على غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين مع "حماس". 

وأشار إلى أن بايدن أعرب عن الحاجة الملحة إلى سد ما تبقى من فجوات في المفاوضات وإنجاز الصفقة المنتظرة والتوصل إلى نهاية دائمة للحرب المتواصلة على قطاع غزة، منذ 294 يومًا، في أقرب وقت ممكن. 

وذكر المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أنه يمكن سد الفجوات القائمة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لافتًا إلى أن بايدن ناقش مع نتنياهو كيفية سد هذه الفجوات، إضافةً إلى الحاجة الملحة لتحسين الأمن في الضفة الغربية مشددًا على أن: "الأوان حان لإنهاء الحرب". 

قوات الاحتلال تحت ضربات المقاومة

أما ميدانيًا، فلا تزال المواجهات مستمرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة شمال وجنوب قطاع غزة. وقالت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أمس الخميس، إنها فجّرت دبابة للاحتلال بعبوة "شواظ"، ومن مسافة صفر، في خانيونس. 

واستهدف مقاتلو الكتائب جرافة إسرائيلية من نوع "D9" بقذيفة "الياسين 105" في حي السلام بمدينة رفح. وقالت الكتائب، في بلاغ، إن الطيران المروحي هبط لإخلاء طاقمها، فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بمقتل جندي إسرائيلي في رفح، جنوب قطاع غزة، جراء استهداف جرافة من طراز "D9" بصاروخ مضاد للدروع. 

وفي بلاغ آخر، ذكرت "القسام" أنها دمرت دبابة صهيونية من نوع "ميركافا" بعبوة "شواظ"، وأخرى بقذيفة "الياسين 105"، في منطقة الشيخ ناصر بخانيونس.