دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ296 على وقع غارات عنيفة طالت مناطق متفرقة من القطاع، وفي ظل تصاعد التوترات في الجبهة اللبنانية على خلفية حادثة هجوم مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وتوعد الاحتلال بالرد على "حزب الله" الذي اتهمه بالوقوف خلف الهجوم.
وتركّز القصف الإسرائيلي على مناطق جنوب قطاع غزة، حيث شنت مقاتلات الاحتلال الحربية غارة في محيط قيزان النجار جنوب خانيونس. وفي المنطقة نفسها، دمر القصف أيضًا الإسرائيلي مسجد "أم حبيبة".
وطال القصف الإسرائيلي بلدة القرارة شمال خانيونس، حيث أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية نيرانها تجاه منازل المواطنين، وذلك تزامنًا مع قصف مدفعية الاحتلال بلدتي بني سهيلا والشيخ ناصر شرق مدينة خانيونس، إضافةً إلى شمال مدينة رفح.
تشهد الجبهة اللبنانية توترات متصاعدة على خلفية هجوم مجدل شمس الذي اتهمت "إسرائيل" حزب الله بتنفيذه، فيما ينفي الأخير مسؤوليته
واستهدفت مقاتلات الاحتلال بناية لعائلة "دغمش" في نهاية شارع المغربي في حي الصبرة جنوب مدينة غزة. وقصفت مدفعيته المناطق الشرقية لمدينة دير البلح وسط القطاع.
وكان جيش الاحتلال قد ارتكب، أمس السبت، مجزرة مروعة بقصفه مستشفى ميدانيًا بمدرسة في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 30 فلسطينيًا وإصابة العشرات في حصيلة قابلة للزيادة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن قوات الاحتلال قصفت المستشفى المقام في "مدرسة خديجة" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بثلاثة صواريخ أطلقتها الطائرات الحربية.
وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد وصل عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى أمس السبت، إلى 39.258 شهيدًا و90.589 مصابًا معظمهم من الأطفال والنساء.
وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، أن عدد ضحايا مجازر الاحتلال في محافظة خانيونس، أمس السبت، وصل إلى 23 شهيدًا وأكثر من 89 مصابًا. وأضافت الوزارة أن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 4 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 41 شهيدًا و103 مصابين.
وذكرت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
أماكن النزوح لم تعد آمنة
وفي سياق متصل، قالت المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، إن: "السكان يواجهون منذ بدء العدوان الإسرائيلي البري في قطاع غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نزوحًا قسريًا من بيوتهم إلى مناطق لا تتوفر فيها أدنى مقومات الإيواء".
ولفتت المديرية إلى تقرير للأمم المتحدة ذكر أن: "كافة العائلات في قطاع غزة نزحت من بيوتها مرة على الأقل، وبعضها نزح 9 مرات بفعل الحرب الإسرائيلية التي دفعت السكان للنزوح قسرًا، وهو ما تحرمه اتفاقية جنيف وبروتوكلاتها والقانون الدولي الإنساني".
تجدد القصف المدفعي على مناطق قيزان رشوان.. مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع #غزة @Bata99m pic.twitter.com/CCbiNsCqtz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 28, 2024
وتابعت أن: "أكثر من مليون وثلاثمائة ألف مواطن فلسطيني في قطاع غزة ما زالوا نازحين قسرًا من بيوتهم إلى مناطق متعددة، والعدد الأكبر نزح من مناطق شمال القطاع إلى جنوبه".
وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني أن: "اتفاقية جنيف تُحرِّم تشتت العائلات وتهجيرهم قسرًا، وتطالب الدول أثناء الحروب بأخذ جميع التدابير المناسبة لتفادي تشتت شمل العائلات، وتحثها باتخاذ إجراءات لإعادة الاتصالات العائلية من خلال إتاحة المعلومات وتيسير أنشطة البحث عن المفقودين".
وأضافت أن: "أماكن النزوح التي باتت مأوى لمئات آلاف النازحين المدنيين لم تعد آمنة، حيث استشهد آلاف المدنيين النازحين، معظمهم من النساء والأطفال، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدفها بشكل مباشرة"، مشددةً على أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي كثفت من استهدافها لمراكز الإيواء خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، دون أن تكترث لما تنص عليه اتفاقية جنيف الرابعة".
تهديدات إسرائيلية لـ"حزب الله"
وفي سياق آخر، يواصل المسؤولون الإسرائيليون تهديداتهم بتوجيه "ضربة قوية" لـ"حزب الله" ولبنان عمومًا، عقب الهجوم الصاروخي الذي استهدف ملعبًا لكرة القدم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وأسفر عن مقتل 12 شخصًا بينهم عدد من الأطفال.
وتتهم "إسرائيل" الحزب بتنفيذ الهجوم، بينما ينفي الأخير مسؤوليته قائلًا إن ما حدث كان نتيجة سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي بالمنطقة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الوزير السابق في مجلس الحرب، بيني غانتس، اليوم الأحد، قوله إن المطلوب بعد هجوم مجدل شمس هو رد كبير على "حزب الله" ولبنان، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يستمر الوضع هكذا.
وانتقد غانتس حكومة نتنياهو قائلًا أنها لا تتعامل مع ما تحتاج إليه "إسرائيل" لاعتبارات سياسية بحتة، مضيفًا أن "إسرائيل" أقوى من لبنان و"حزب الله"، وتستطيع التعامل مع تهديداته.
وتوعد وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، "حزب الله" بدفع ثمن باهظ بعد الهجوم على البلدة الواقعة في مرتفعات الجولان السوري المحتل. فيما ادعى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن الصاروخ الذي أُطلق على مجدل شمس من نوع "فلق" برأس حربي يزن 53 كيلوغرامًا.
ونفذت طائرات الاحتلال، ليل السبت - الأحد، عدة غارات استهدفت بلدات وقرى في عمق الأراضي اللبنانية والجنوب اللبناني، وسط تحذيرات أممية من صراع واسع النطاق من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها.
مراسلة التلفزيون العربي كريستين ريناوي ترصد آخر التطورات والمواقف الإسرائيلية بشأن حادثة مجدل شمس @christinerinaw3 pic.twitter.com/tcrwpNjyT4
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 28, 2024