02-أغسطس-2024
مدرسة تابعة للأونروا دمرها الاحتلال الإسرائيلي

تواصل إسرائيل عدوانها وسط مخاوف من حرب شاملة في المنطقة (الأونروا)

لليوم الـ301 على التوالي، واصلت آلة الحرب الإسرائيلية قصف قطاع غزة مخلّفةً مزيدًا من الدمار والضحايا والنازحين والمفقودين، فيما تسود حالة من الترقب في المنطقة للرد الإيراني على اغتيال "إسرائيل" رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، على أراضيها؛ والقيادي في "حزب الله" فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت.

واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، في تصريح لوكالة "رويترز"، أن اغتيال هنية لا يساعد في التوصل إلى صفقة لوقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "حماس" و"إسرائيل" في غزة. 

في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، أن إيران عازمة على الدفاع عن أمنها وسيادتها على خلفية اغتيال هنية على أراضيها، وذلك في رسائل وجهها إلى مسؤولين وجهات دولية، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. 

تسود حالة من الترقب في المنطقة للرد الإيراني على اغتيال "إسرائيل" إسماعيل هنية وفؤاد شكر

وكان غوتيريش قد جدد دعوته إلى وقف التصعيد في المنطقة خلال اتصال هاتفي مع باقري، أمس الخميس، وفقًا لما أفاد به المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك. 

وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية، بأن جيش الاحتلال جهّز عشرات الطائرات على المدارج استعدادًا للدفاع والهجوم عندما تبدأ إيران هجومها على الأراضي المحتلة، لافتةً إلى أن سلاح الجو زاد عدد المقاتلات على طول الحدود في جبهات مختلفة، إذ تتوقع حكومة الاحتلال أن يشمل الرد الإيراني إطلاق صواريخ باليستية، وصواريخ كروز، ومسيّرات.

عشرات الشهداء شمال القطاع وجنوبه

في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة، الذي يتعرض لواحدة من أكثر الحروب تدميرًا في القرن الحادي والعشرين. وأفادت مديرية الدفاع المدني في غزة بانتشال جثمان طفلة و4 جرحى إثر قصف قوات الاحتلال منزلًا لعائلة السوافيري في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.

وارتقى 4 شهداء، وأُصيب العشرات، إثر غارة استهدفت شقة سكنية في عمارة أبو هاشم خلف عمارة الزهارنة بشارع الجلاء غرب مدينة غزة. كما قصفت قوات الاحتلال حي الصبرة، وتل الهوا، ومحيط شارع 8، والكلية الجامعية، وشارع السكة في حي الزيتون.

وأعلن الدفاع المدني في جنوب قطاع غزة، استشهاد سيدة وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال منزلًا يعود لعائلة "الأغا" غرب محافظة خانيونس. فيما أُصيب 7 أشخاص إثر غارة استهدفت منزلًا لعائلة "أبو جزر" بمنطقة معن شرق خانيونس. واستشهد 3 أشخاص، وأصيب العشرات، في قصف طال شقة لعائلة "بربخ" وسط مدينة خانيونس. 

وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم أمس الخميس، إلى 39.480 شهيدًا و91.128 مصابًا، وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في غزة.

وقالت الوزارة، أمس الخميس، إنه وصل إلى مستشفيات غزة 35 شهيدًا و55 مصابًا خلال الـ24 ساعة الأخيرة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع. كما لفتت إلى أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

تجريد منهجي من الإنسانية بغزة

إنسانيًا، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أمس الخميس، أن الأعمال العدائية المستمرة، وأوامر الإخلاء المتكررة، وعوائق الوصول، وغيرها من التحديات في غزة؛ لا تزال تعيق الجهود الرامية إلى إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى الناس، محذّرًا من تداعيات ذلك على حياتهم. 

وأشار المكتب إلى أن برنامج الأغذية العالمي، وغيره من الوكالات والمنظمات الأممية والإنسانية في غزة، ما زالوا غير قادرين على إدخال ما يكفي من الغذاء إلى غزة وما حوله، وأنه لا توجه معابر حدودية كافية.

وأوضح برنامج الأغذية العالمي أنه فقد أكثر من 20 نقطة توزيع أغذية بسبب أوامر الإخلاء الأخيرة، كما اضطرت عدة مطابخ ومخابز إلى الانتقال إلى أماكن أخرى، لافتًا إلى أن تصعيد الأعمال العدائية جعل مستودعين غير صالحين للاستخدام في الوقت الحالي، إضافةً إلى قطع أجزاء من طريق صلاح الدين، الطريق الرئيسي بين شمال القطاع وجنوبه، مما يحد من قدرة البرنامج على توصيل المساعدات عبر قطاع غزة.

وفي السياق، اعتبر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، أمس الخميس، أن ما شهده خلال الأشهر العشرة الماضية هو "تجريد منهجي من الإنسانية" ضد المدنيين في كل من قطاع غزة الضفة الغربية، عدا عن الإرهاق الجسدي والنفسي المطلق الذي أصاب سكان غزة.

وقال إنهم: "حرموا من مجرد التفكير بما قد يحمله لهم الغد"، مضيفًا أنه من المدهش كيف يستطيعون أن يبتسموا عندما: "يلتقون بك. كلما ذهبت إلى هناك، ألتقي بهم وأجدهم يبتسمون. ولكن هذه الابتسامة مؤطرة بعيون حزينة"، وفق تعبيره.