12-أغسطس-2024
فلسطينيون بين الركام الذي يملأ غزة

فلسطينيون بين الركام الذي يملأ غزة (الأونروا)

يوم آخر من الرعب يعيشه أهالي قطاع غزة المحاصرين بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي وصواريخه، التي أودت بحياة زهاء 40 ألف شخص، وخلّفت ما يزيد عن 92 ألف مصاب، و10 آلاف مفقود، وأكثر من مليوني نازح منذ بداية العدوان قبل 311 يومًا. 

وأفادت وسائل إعلام محلية بوصول 12 شهيدًا إلى مستشفى ناصر الطبي جراء الغارات المتواصلة لقوات الاحتلال على مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، التي تعرضت خلال الساعات الماضية لقصف جوي عنيف طال المناطق الشرقية منها، بما في ذلك بلدة عبسان الجديدة حيث نسف الطيران الحربي مربعًا سكنيًا كاملًا. 

واستشهد 3 أشخاص، بينهم مسعف، إثر قصف مدفعي استهدف بلدة بني سهيلا شرق خانيونس. ويتزامن قصف المدينة مع استمرار نزوح الأهالي من المنطقة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة. 

أكدت حركة "حماس" أن مفاوضات وقف إطلاق النار لن تنجح إذا لم يضغط الرئيس الأميركي جو بايدن على "إسرائيل"

وتعرض حي تل السلطان، غرب مدينة رفح، لقصف مدفعي عنيف خلال الساعات الماضية، كما شنت طائرات الاحتلال أكثر من غارة على المنطقتين الشمالية والغربية من المدينة. 

وفي وسط قطاع غزة، قصفت قوات الاحتلال مدينة دير البلح بالقذائف المدفعية، فيما دمرت طائراته 4 منازل في مخيم النصيرات وبلدة الزوايدة. وذلك في وقت استهدفت فيه مدفعية الاحتلال المتمركزة في محور نتساريم حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

"حماس": لن تنجح المفاوضات إذا لم يضغط بايدن على "إسرائيل"

ويشهد يوم الخميس المقبل استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بعد دعوتهما من قبل الوسطاء لاستئنافها الخميس الفائت. 

وقال القيادي في "حماس"، أسامة حمدان، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، لا يملك أي شيء ليراهن عليه لإنجاح المفاوضات إذا لم يضغط على "إسرائيل". 

وأضاف حمدان، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أن العرض الذي قدّمه الوسطاء للحركة، مطلع تموز/يوليو الفائت، يشمل ضمانًا أميركيًا بموافقة "إسرائيل" على المقترح، الذي أكد أن الأخيرة قابلته بالرفض والمماطلة. 

وشدد حمدان على أنه الآوان آن ليأخذ الوسطاء خطوات حاسمة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقًا وإلزام بنيامين نتنياهو بها، علمًا أن الأخير يواصل مسعاه لعرقلة الصفقة رغم الضغوط المحلية والخارجية، وذلك لأجل حسابات شخصية وسياسية مرتبطة ببقائه على رأس السلطة في دولة الاحتلال. 

وكانت "حماس" قد طالبت الوسطاء، أمس الأحد، بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه في مطلع تموز/يوليو الفائت: "استنادًا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك بدلًا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيدًا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية". 

وأكدت الحركة، في بيان، أنها عملت منذ بداية العدوان: "على إنجاح جهود الأشقاء الوسطاء في مصر وقطر، للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية على شعبنا، وأكدت دعمها لأي جهد يحقق وقف العدوان".

وأضافت أنها خاضت جولات مفاوضات عديدة، وقدّمت: "كل ما يلزم من مرونة وإيجابية من أجل تحقيق أهداف ومصالح شعبنا وحقن دمائه ووقف الإبادة الجماعية بحقه". 

تقديرات إسرائيلية: إيران ستشن هجومها خلال أيام 

أما بشأن الهجوم الإيراني المرتقب على "إسرائيل"، فقد أفاد موقع "والا" الإسرائيلي بأن وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، أبلغ نظيره الأميركي، لويد أوستن، برصد استعدادات عسكرية لإيران تُشير إلى نيتها شن هجوم على "إسرائيل" في الأيام المقبلة، وذلك ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران.

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي، عن مصدرين مطلعين، قولهما إن الاستخبارات الإسرائيلية ترجح أن تشن إيران هجومها المرتقب في غضون أيام وبشكل مباشر، وربما قبل استئناف محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المقررة يوم الخميس المقبل.

وفي السياق، أصدر جيش الاحتلال أمرًا يحظر على جنوده السفر إلى جورجيا وأذربيجان خوفًا من تنفيذ إيران عمليات انتقامية ضدهم هناك، وطالبهم كذلك بقطع إجازاتهم والعودة فورًا وفق ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية. 

بوريل يدعو لفرض عقوبات على بن غفير وسموتريتش

دوليًا، دعا منسق السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى فرض عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بسبب دعوتهما لقطع الغذاء والوقود عن أهالي قطاع غزة وتهجيرهم، حيث قال في منشور على موقع "إكس" إنه: "بينما يضغط العالم من أجل وقف إطلاق النار في غزة، يدعو بن غفير إلى قطع الوقود والمساعدات عن المدنيين". 

وأضاف: "كما هي الحال مع تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش الشريرة، فإن هذا يشكل تحريضًا على ارتكاب جرائم حرب. ولابد أن تكون العقوبات على رأس أجندة الاتحاد الأوروبي".