18-أغسطس-2024
فلسطينيون ينزحون بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية

فلسطينيون ينزحون بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية (الأونروا)

في الوقت الذي يتصاعد فيه الحديث عن "تفاؤل حذر" بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" و"إسرائيل"؛ واصلت الأخيرة، لليوم الـ317، قصف قطاع غزة وتقليص المساحات الآمنة فيه التي لم تكن أساسًا بمنأى عن القصف منذ بداية العدوان

وأصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس السبت، بيانًا تحدث فيه عن "تفاؤل حذر" بشأن وقف إطلاق النار في القطاع، حيث جاء في البيان أن فريق التفاوض الإسرائيلي أعرب لنتنياهو، بعد عودته من الدوحة، عن "تفاؤله الحذر" حول إمكانية التوصل إلى صفقة. 

وأضاف البيان: "هناك أمل أن يتيح الضغط الكبير للولايات المتحدة والوسطاء على حماس، أن تتراجع عن معارضتها للاقتراح الأميركي الذي يتضمن عناصر مقبولة لدى إسرائيل"، وفق قوله.

أكد القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان، أنه لا توجد لدى الإدارة الأميركية إرادة حقيقية لوقف الحرب في غزة

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن الخلافات بشأن محور فيلادلفيا، الذي يُعتبر من النقاط الخلافية بين "حماس" ودولة الاحتلال، بشأن صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين: "يمكن حلها، وإن هناك دعمًا للمقترح الأميركي". 

وكانت "حماس" قد أعلنت أن "إسرائيل" وضعت شروطًا جديدة في المقترح الذي توصّل إليه الوسطاء في الدوحة بعد يومين من المفاوضات، مؤكدةً رفضها لهذه الشروط وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس"، الجمعة الفائت، عن مسؤولين في الحركة. 

وقال القيادي في الحركة، أسامة حمدان، في حديث لـ"التلفزيون العربي"، اليوم الأحد، إن هناك محاولة إسرائيلية أميركية لمنح دولة الاحتلال المزيد من الوقت لتنفيذ مزيد من المجازر، مؤكدًا أنها ترفض الانسحاب من غزة وإجراء عملية تبادل عادلة. 

وأشار إلى أن ما يطرحه الأميركيون الآن لا يتضمن الانسحاب من غزة أو وقف إطلاق النار، وأن عملية التفاوض ما زالت، حتى اللحظة، على المعايير ولا حديث بعد عن أسماء الأسرى، مشددًا على أنه لا توجد إرادة حقيقية لدى الإدارة الأميركية لوقف إطلاق النار في غزة.

تفاصيل المقترح الأميركي بشأن الصفقة

وكشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر مطلعة على مفاوضات صفقة التبادل ووقف الحرب، تفاصيل المقترح الأميركي الذي قالت إنه حدّد عدد وأسماء المحتجزين الذين سيُطلق سراحهم خلال المرحلة الأولى، في حال التوصل إلى الاتفاق. 

ونص المقترح، بحسب ما ذكرته القناة، على إطلاق سراح النساء والمجندات والمحتجزين الأحياء أولًا، وتضمن أيضًا أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين ستُطلق سلطات الاحتلال سراحهم مقابل كل محتجز إسرائيلي لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة. 

وأشارت إلى أن مقترح واشنطن أخذ بعين الاعتبار معظم مطالب "إسرائيل"، ولكن من دون حل الخلاف بشأن محوري فيلادلفيا، بين مصر وقطاع غزة، ونتساريم الذي يفصل بين شمال القطاع وجنوبه. 

50 شهيدًا منذ فجر السبت

في الأثناء، واصلت "إسرائيل" قصف قطاع غزة مخلّفةً مزيدًا من الدمار والضحايا، حيث أفادت وسائل إعلام محلية باستشهاد شخص، وإصابة آخرين، جراء غارة استهدفت منزلًا لعائلة "جودة" في حي الصبرة بمدينة غزة، فيما أُصيب عدة أشخاص إثر قصف مدفعي استهدف الحي نفسه. 

وشنت طائرات الاحتلال غارة جوية على حي الزيتون شرق مدينة غزة، فيما قصفت مدفعيته محيط مسجد البنا بالحي نفسه. كما ارتقى 4 شهداء، وأُصيب ما يزيد عن 19 شخصًا، جراء قصف طال شقة سكنية في شارع الهوجا بمخيم جباليا شمال قطاع غزة. 

وقصفت قوات الاحتلال منزلًا لعائلة "اليازجي" في منطقة العشرين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 4 أشخاص وإصابة آخرين. كما استشهدت امرأة وأطفالها الستة إثر قصف طال منزلًا لعائلة "العطار" بمدينة دير البلح.

أما في جنوب القطاع، فقد استشهد 4 أشخاص، وأُصيب آخرون، جراء قصف استهدف منزلًا لعائلة "مصبح" ببلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس. كما نفذت قوات الاحتلال حزامًا ناريًا في محيط مسجد طيبة بحي تل السلطان غرب مدينة رفح. 

وأفادت وسائل إعلام محلية باستشهاد أكثر من 48 فلسطينيًا جراء قصف قوات الاحتلال، في مختلف مناطق قطاع غزة، منذ فجر يوم أمس السبت. وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 40.074 شهيدًا و92.537 مصابًا. 

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الـ24 ساعة الماضية، 5 مجازر بحق أهالي القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 69 شهيدًا و136 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.  

المقاومة تواصل ضرب قوات الاحتلال

إلى ذلك، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التصدي لقوات الاحتلال واستهداف جنوده وآلياته في مختلف محاور القتال شمال ووسط القطاع. 

وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس السبت، استهدافها تجمع مفتاحيم، في غلاف غزة، بصواريخ "رجوم" قصيرة المدى من عيار 114 ملم. كما استهدفت تحشدات جيش الاحتلال شرق مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة.

وفجّر مقاتلوها عبوتين مضادتين للأفراد في جيبين لقوات الاحتلال، واشتبكوا مع من تبقى من الجنود بالأسلحة الرشاشة، وأوقعوهم بين قتيل وجريح، في محيط الكلية الجامعية بحي تل الهوى جنوب مدينة غزة، وفق بلاغ للكتائب عبر "تلغرام" أشار إلى هبوط طيران الاحتلال المروحي في المكان لإخلاء القتلى والجرحى.