06-أكتوبر-2024
فلسطينيون يسيرون بين الركام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة

فلسطينيون يسيرون بين الركام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)

عام مضى على بداية العدوان على قطاع غزة ولم يوقف أحدٌ همجية برابرة العصر الحديث الذين دمّروا القطاع انتقامًا من مقاومته، ويعيدون اليوم تكرار السيناريو نفسه في لبنان الذي شهد الليلة الماضية واحدة من أعنف الليالي منذ بداية الحرب قبل أسبوعين.

وعشية مرور عام على بداية عدوانها، كثّفت "إسرائيل" قصفها على قطاع غزة مخلّفةً مزيدًا من الدمار والضحايا في سياق مسعاها لتحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة البشرية، وجعله عبرة لكل من يفكر في تكرار عملية طوفان الأقصى التي جاءت في الأصل ردًا على انتهاكاتها في القدس مرورًا بالضفة الغربية وصولًا إلى قطاع غزة الذي يعيش حصارًا خانقًا منذ 17 عامًا.

ارتكب جيش الاحتلال مجزرتين مروعتين في وسط قطاع غزة راح ضحيتهما أكثر من 24 شهيدًا و93 جريحًا في حصيلة أولية

واستٌشهد 21 فلسطينيًا، وأُصيب العشرات، في غارة إسرائيلية استهدفت مصلى كان يؤوي عددًا كبيرًا من النازحين في محيط مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، فيما أطلقت آليات الاحتلال النار شمال مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.

وتركز القصف الإسرائيلي ليل السبت – الأحد على محافظة شمال قطاع غزة، حيث أصدرت قوات الاحتلال أوامر إخلاء جديدة بعد حملة قصف عنيفة عبر الطيران الحربي والمروحي والمسيّر والمدفعية، طالت مشروع بيت لاهيا وبلدة جباليا البلد ومخيم جباليا. وقد شهدت هذه المناطق، عقب القصف، توغلًا بريًا لقوات الاحتلال وحركة نزوح واسعة. فيما أعلن جيش الاحتلال، صباح اليوم الأحد، أن قواته استكملت تطويق منطقة جباليا شمال القطاع، وشرع بتنفيذ عملية برية فيها.

وأفاد "التلفزيون العربي" باستشهاد أكثر من 30 فلسطينيًا وإصابة نحو 150 آخرين، إضافةً إلى عشرات المفقودين، جراء الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة وشمال القطاع خلال الساعات القليلة الماضية. فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي إن قوات الاحتلال قصفت 27 منزلًا ومدرسة ومركز نزوح، في مختلف محافظات القطاع، خلال الـ48 ساعة الماضية.

وأضاف المكتب، في بيان صحفي فجر اليوم الأحد، أن جيش الاحتلال ارتكب مجزرتين وحشيتين بالمحافظة الوسطى بقصف مسجد ومدرسة يؤويان نازحين، راح ضحيتهما 24 شهيدًا و93 جريحًا في حصيلة أولية.

وفي التفاصيل، قال المكتب إن جيش الاحتلال ارتكب: "مجزرتين وحشيتين بالمحافظة الوسطى بقصف مسجد شهداء الأقصى الملاصق لمستشفى شهداء الأقصى، ومدرسة ابن رشد"، مؤكدًا أن: "المسجد والمدرسة يؤويان مئات النازحين".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العد وان المتواصل منذ نحو عام إلى 41.825 شهيدًا و96.910 مصابين.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، ثلاث مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 23 شهيدًا و66 مصابًا. فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

ليلة قصف عنيفة في لبنان

أما في لبنان، فقد شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت واحدة من أعنف ليالي القصف منذ بداية العدوان، حيث شنت مقاتلات الاحتلال أكثر من 30 غارة على مناطق متفرقة منها شملت الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة.

وجاء القصف بعد دقائق قليلة على إصدار جيش الاحتلال أوامر جديدة لأخلاء سكان هذه المناطق، فيما أفادت وسائل إعلام محلية بأن سيارات الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى الأماكن المستهدفة بسبب استهدافها من قبل قوات الاحتلال.

وكان "حزب الله" قد أعلن، اليوم الأحد، استهدافه بقذائف المدفعية قوة إسرائيلية حاولت التسلل باتجاه خلة شعيب في بليدا وإجبارها على التراجع بعد أن أوقع فيها إصابات مؤكدة، حسب بيانه. كما قال إنه استهدف، برشقة صاروخية، قوات إسرائيلية أثناء إجلاء جنود قتلى وجرحى في مستعمرة المنارة، التي سبق أن أعلن استهداف تحرك لجنود الاحتلال فيها بصلية صاروخية محققًا إصابات مؤكدة.

ونفذ "حزب الله"، وفق بياناته، هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة شمشون العسكرية، معلنًا أيضًا مقتل أكثر من 25 ضابطًا وجنديًا من نخبة العدو، وإصابة أكثر من 130 آخرين، منذ بدء العملية البرية على جنوب لبنان قبل أيام.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، اليوم الأحد، اعتراضه مسيرتين قبالة السواحل الشمالية، وثالثة قبالة سواحل تل أبيب، دون إطلاق صفارات الإنذار. كما أعلن اعتراض صاروخين أرض – أرض أٌطلقا من جنوب لبنان باتجاه حيفا ومحيطها.

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إنه تم رصد إطلاق نحو 30 صاروخًا على كريات شمونة من جنوب لبنان، دون الإبلاغ عن وقوع مصابين.