دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" حيّز التنفيذ في تمام الساعة السابعة صباحًا (بالتوقيت المحلي)، بعد 49 يومًا من الحرب الهمجية التي خلّفت 14.854 شهيدًا، بينهم 6.150 طفلًا و4 آلاف سيدة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف إصابة.
تستمر الهدنة، وفقًا للاتفاق الذي أسفرت عنه الوساطة القطرية والمصرية والأمريكية، لمدة أربعة أيام تشهد وقفًا كاملًا لإطلاق النار. وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قد أعلن أمس الخميس أن الهدنة ستدخل حيّز التنفيذ عند الساعة السابعة من صباح اليوم الجمعة، على أن يجري تسليم الدفعة الأولى من الأسرى المدنيين حوالي الساعة الرابعة عصرًا.
هدّد جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان شمال قطاع غزة باستهدافهم في حال عودتهم إلى المنطقة التي وصفها بأنها "منطقة حرب خطيرة"
وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" بأن شاحنات المساعدات الإنسانية بدأت بدخول معبر رفح بعد سريان الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة، فيما غادرت 12 سيارة إسعاف معبر رفح وعلى متنها 16 جريحًا لتلقي العلاج خارج قطاع غزة.
ومن المتوقع دخول أكثر من 200 شاحنة مساعدات إنسانية من معبر رفح إلى قطاع غزة اليوم، إذ يتضمن اتفاق الهدنة إدخال 300 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود يوميًا.
ومع دخول الهدنة حيز التنفيذ، توجّه عدد كبير من النازحين المتواجدين بمراكز الإيواء بمناطق جنوب قطاع غزة إلى منازلهم لتفقدها، ومحاولة الاطمئنان على أفراد عائلاتهم.
وفي المقابل، لا يستطيع النازحون من شمال ووسط القطاع العودة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم بسبب تهديد جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهدافهم في حال عودتهم، حيث ألقت طائراته منشورات تحذيرية فوق المناطق الجنوبية جاء فيها: "إلى سكان قطاع غزة، إن الحرب لم تنته بعد، الوقفة الإنسانية مؤقتة ومنطقة شمال قطاع غزة هي منطقة حرب خطيرة وممنوع التجول فيها".
وتابع: "عليكم أن تبقوا في المنطقة الإنسانية في جنوبي القطاع وعدم التوجه إلى الشمال". مؤكدًا أن: "الرجوع إلى الشمال ممنوع وخطير، مصيركم ومصير عائلاتكم بأيديكم".
وفي الأثناء، تحاول طواقم الإسعاف والإنقاذ انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، إذ يقدّر عدد المفقودين وفق آخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، بحوالي 7 آلاف مفقود بينهم أكثر من 4.700 طفل وامرأة.
تصعيد يسبق سريان الهدنة المؤقتة
وشهدت مناطق متفرقة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة قصفًا جويًا ومدفعيًا عنيفًا ومكثّفًا قبل سريان الهدنة، طال مدارس تؤوي نازحين ومستشفيات وتجمعات سكنية، وأسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
واستهدفت طائرات الاحتلال بناية سكنية مأهولة في مخيم النصيرات مخلّفةً عشرات الشهداء والجرحى. كما استهدفت منزلًا مأهولًا لعائلة "خضر" في مدينة جباليا شمال قطاع غزة.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت، صباح اليوم، المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة وسط إطلاق نار كثيف، فقتلت امرأة جريحة وجرحت 3 آخرين واعتقلت ما لا يقل عن 3 أشخاص.