26-سبتمبر-2024
خلاف حزب الله

(WSJ) مناصرون لحزب الله يحضرون كلمة لأمينه العام، حسن نصر الله، في بيروت

تتصاعد الخلافات داخل "حزب الله" اللبناني بشأن كيفية الرد على سلسلة الهجمات المدمرة التي تشنها "إسرائيل" على مواقع للحزب في جنوب وشرق لبنان، وفقًا لما أكده أشخاص مطلعون على مناقشات الحزب، تحدثوا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وقالت الصحيفة الأميركية، إن الهجمات التي استهدف بها الجيش الإسرائيلي "حزب الله" مؤخرًا، "خلّفت حالة من الفوضى داخل الجماعة"، في إشارة إلى سلسلة تفجيرات أجهزة النداء والاتصال اللاسلكية، الأسبوع الماضي، فضلًا عن الغارات الجوية التي أدت إلى اغتيال قادة "قوة الرضوان"، وقائد منظومة الصواريخ، إبراهيم محمد قبيسي.

بين مؤيد ومعارض للرد على "إسرائيل"

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على نقاشات "حزب الله" قولهم، إن بعض الأعضاء يرون أن الحزب "كان متحفظًا للغاية بشأن تصعيد الصراع"، ويجادلون بأن "حزب الله" يجب أن "يرد الآن مستفيدًا من تنامي حالة الغضب داخل صفوفه وبين السكان اللبنانيين على نطاق واسع".

يجادل بعض الأعضاء بأن "حزب الله" يجب أن "يرد الآن مستفيدًا من تنامي حالة الغضب داخل صفوفه وبين السكان اللبنانيين على نطاق واسع".

كما أشار الأشخاص أنفسهم، بحسب الصحيفة الأميركية، إلى أن أعضاء في "حزب الله" أعربوا عن إحباطهم في محادثات مع مسؤولين في "الحرس الثوري الإيراني"، "نتيجة عدم اتخاذ طهران أي خطوات لدعم حليفها اللبناني".

لكن قيادة الحزب، وفقًا لـ"وول ستريت جورنال"، تريد "تجنب ما تراه فخًا نصبته إسرائيل، يتمثل في جعله يظهر وكأن الجماعة هي من بدأت حربًا إقليمية قد تستدرج إيران والولايات المتحدة"، وأضافت أن "القيادة تحاول إيجاد طريقة لإعادة بناء قوة الردع التي كانت تمتلكها دون الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل".

وتعلق الصحيفة الأميركية على ذلك بالقول، إنه "من غير الواضح إلى أي مدى تسببت هجمات إسرائيل في تدمير أسلحة حزب الله"، فحتى وقت قريب، كان الحزب يمتلك حوالي 150 ألف صاروخ وقذيفة، أي نحو 10 أضعاف العدد الذي كان بحوزته في عام 2006، وبحسب الجيش الإسرائيلي، أطلق "حزب الله" تسعة آلاف قذيفة باتجاه "إسرائيل" منذ العام الماضي، وأن الضربات الأخيرة دمرت عشرات الآلاف من ذخائره.

لا يزال حزب الله يملك ترسانة ضخمة من الأسلحة

وبحسب "وول ستريت جورنال"، يُعتقد أن "حزب الله لا يزال يمتلك ترسانة ضخمة، بما في ذلك مئات الصواريخ الباليستية الموجهة"،وقال مسؤول في الحزب إن "الضربات الإسرائيلية الأخيرة دمرت ذخائر أقل مقارنة بالحرب في تموز/يوليو 2006".

وتنقل الصحيفة عن بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الحاليين والسابقين قولهم، إنهم "تفاجؤوا بعدم رد حزب الله بقوة أكبر بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة"، مشيرةً إلى أن السلطات الإسرائيلية، كانت تتتوقع بناء على إحاطة الجيش الإسرائيلي، قبل أسابيع، بأن الحزب سيطلق نحو أربعة آلاف صاروخ وقذيفة يوميًا، إضافة لاستعدادها لاحتمال وقوع آلاف الضحايا.

وقال أحد المسؤولين لـ"وول ستريت جورنال"، إن "الضربات التي استهدفت منصات إطلاق صواريخ حزب الله ربما ساعدت في تقليل حجم الرد"، وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي "لا يعول على قدرته المستمرة على إحباط تلك المحاولات بشكل استباقيط.

ووفقًا للصحيفة الأميركية، فإن "من بين أحد الردود المحتملة التي يتوقعها الجيش الإسرائيلي من قبل حزب الله، قد يكون إطلاق مئات الصواريخ غير الموجهة لإغراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، واستهداف مواقع غير عسكرية".

بحسب "وول ستريت جورنال"، يعتقد الزميل البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، دانيال بايمن، أن "أحد التعقيدات هو أن صواريخ حزب الله الموجهة بعيدة المدى تكون أكثر وضوحًا أثناء إعدادها، مما قد يعرضها لهجمات إسرائيلية".

"ليس لدى الجماعة خيارات جيدة"

ويعتقد مسؤولو "حزب الله" أن "الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تهدف إلى تعويض الانتصار التكتيكي الذي حققته الجماعة في شمال إسرائيل"، حيث تم إجلاء حوالي 60 ألف مستوطن إسرائيلي، وذلك من خلال تسبّب التصعيد الإسرائيلي بأزمة نزوح إنسانية في جنوب لبنان، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر، تحدثوا للصحيفة ذاتها.

وتقول "وول ستريت جورنال" نقلًا عن أشخاص مطلعين على الأمر، إن "قيادة حزب الله لا تزال تعتقد أن "إسرائيل" مترددة في شن غزو بري، والذي سيكون أصعب من الغارات الجوية، ومن المرجح أن يتسبب في خسائر إسرائيلية كبيرة".

وتعلق "وول ستريت جورنال" على ذلك بالقول، إن "قرار (الذي سيتخذه) حزب الله خلال الأيام القادمة قد يكون له عواقب جسيمة (تؤثر) على مستقبله"، وتضيف الصحيفة أنه "قد يكلف الجماعة مصداقيتها في لبنان، حيث تعتبر أيضًا حزبًا سياسيًا قويًا، ومقدمًا للرعاية الاجتماعية، وقوة عسكرية أقوى من الجيش الوطني، وكل ذلك قائم على مقاومة إسرائيل".

وقالت المحللة الأمنية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والمتخصصة في شؤون "حزب الله"، ريم ممتاز، لـ"وول ستريت جورنال"، إن "هذه هي اللحظة الأكثر حسمًا لحزب الله منذ تأسيسه.. ليس لدى الجماعة خيارات جيدة".