قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الجمعة، إن صفقة يمكن أن تكون في طريق مع السعودية، بعد محادثات أجراها مستشاره للأمن القومي مع مسؤولين سعوديين في جدة بهدف التوصل إلى اتفاقية تطبيع في العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
وأضاف بايدن: "ربما يكون هناك تقارب جاري"، وذلك خلال حفل لجمع التبرعات لإعادة انتخابه لعام 2024، ولم يذكر بايدن تفاصيل بشأن الصفقة المحتملة.
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الجمعة، إن صفقة يمكن أن تكون في طريق مع السعودية
وأجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في جدة، فيما قيل إنه جزء من محاولة لتحقيق "اختراق دبلوماسي طموح وبعيد المدى في المنطقة".
وقال البيت الأبيض إن سوليفان وبن سلمان ناقشا يوم الخميس "مبادرات لتعزيز رؤية مشتركة لمنطقة شرق أوسط أكثر سلامًا وأمنًا وازدهارًا واستقرارًا ومترابطة مع العالم"، وفق تعبير البيان.
وفي السياق نفسه، قال مسؤول قسم الرأي في صحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان، إنه بناءً على مقابلة مع جو بايدن الأسبوع الماضي، يعتقد أن سوليفان ذهب إلى جدة "لاستكشاف إمكانية وجود نوع من التفاهم الأمريكي السعودي الإسرائيلي الفلسطيني".
ووفق فريدمان، فإن الاتفاقية ستكون بمثابة صفقة كبرى تشمل اتفاقية أمنية أمريكية سعودية وتطبيع العلاقات الدبلوماسية السعودية الإسرائيلية، ويتم بموجبها تبادل الاعتراف بإسرائيل، بناء على إصرار واشنطن، على بعض التحسن في حياة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، مثل وقف بناء المستوطنات اليهودية، ووعد بعدم ضم الضفة الغربية.
وقال فريدمان، إن بايدن لم يتخذ قرارًا بعد بشأن ما إذا كان سيمضي قدما وإن المحادثات في جدة استكشافية، وأوضح فريدمان: أن أي صفقة من هذا القبيل ستكون "مستهلكة للوقت وصعبة ومعقدة".
من جانبه، قال المحلل السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط ومستشار البيت الأبيض بروس ريدل، إن فكرة مثل هذا الاتفاق متعدد الأوجه بعيدة المنال من الناحية السياسية.
وأضاف ريدل: "السعوديون لا يريدون إعادة انتخاب جو بايدن. إنهم يفضلون بشدة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض". وتابع ريدل، قائلًا: "كما أن حمل مجلس الشيوخ الموافقة على اتفاقية أمنية مع المملكة العربية السعودية سيكون أمرًا بالغ الصعوبة. لن يرغب الجمهوريون في مساعدة بايدن على تحقيق تقدم دبلوماسي، وسيقاوم معظم الديمقراطيين التزامات الولايات المتحدة بملكية سعودية بهذا السجل من حقوق الإنسان، ويطالبون بمكاسب كبيرة للفلسطينيين، وهو ما لن تقبله حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة".
قال الخبير في شؤون المنطقة في معهد الشرق الأوسط خالد الجندي لـ"الغارديان"، إن المتطرفين في حكومة نتنياهو سوف "يسقطون" مقترحات تجميد الاستيطان ونقل الأراضي داخل الضفة الغربية إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، "ناهيك عن اتخاذ خطوات جوهرية تجاه حل الدولتين، وهو ببساطة غير مطروح على الطاولة".
أجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في جدة
وأضاف الجندي: "الجانب الآخر الذي أجده مقلقًا هو الطريقة التي يتجاهل بها تمامًا المصالح الفلسطينية وحتى السلطة الفلسطينية. يبدو الأمر كما لو أننا عدنا إلى الأيام التي كان بإمكان الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية أن تقرر فيها مصير الفلسطينيين دون أي تدخل فلسطيني. هذا وحده يجب أن يمنع من أن تؤخذ على محمل الجد".
وفي مقاله، قال فريدمان إن المطالب السعودية ستشمل ضمانات بأن الولايات المتحدة ستدافع عن المملكة إذا تعرضت للهجوم، وأن واشنطن ستسمح ببرنامج نووي مدني سعودي تراقبه الولايات المتحدة، وأن المملكة يمكن أن تشتري نظام دفاع جوي أمريكي متقدم.