كشفت وكالة "رويترز" أنّ إيطاليا قرّرت تعيّين سفير لها في سوريا "لتسليط الضوء" عليها، بحسب ما أوضح وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، مما يجعلها أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعيّة الكبرى التي تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسيّة في دمشق منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في آذار/مارس 2011.
واستدعت إيطاليا جميع الموظفين من سفارتها بدمشق في 2012، وعلقّت النشاط الدبلوماسي في سوريا احتجاجًا على "العنف غير المقبول" من قوات النظام السوري ضد المحتجين السلميين.
واستعاد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، السيطرة على معظم سوريا، بعد أن ساعدته إيران وروسيا على هزيمة فصائل المعارضة المسلحة التي ظهرت قبل 13 عامًا، مما أدى إلى نشوب صراع دام أسفر عن مئات الآلاف من القتلى، بالإضافة إلى اعتقال وإخفاء النظام السوري لعشرات الآلاف في السجون، فيما دفعت بالملايين من السوريين باللجوء إلى أوروبا.
قرّرت إيطاليا تعيّين سفير لها بدمشق لـ"تسليط الضوء" الأزمة السورية
وقال تاياني لـ"رويترز" إنّه تمّ الإعلان عن تعيّين المبعوث الخاص حاليًا لوزارة الخارجية إلى سوريا، ستيفانو رافاجنان، سفيرًا لدى سوريا، وأضاف أنّه من المقرر أن يتوّلى منصبه قريبًا.
وكانت إيطاليا بالاشتراك مع سبع دول في الاتحاد الأوروبي قد أرسلت، الأسبوع الماضي، رسالة إلى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل، تطلب أن يلعب التكتل دورًا أكثر فاعلية في سوريا.
ووفقًا لـ"رويترز"، فإنّه جاء في الرسالة: "لا يزال السوريون يغادرون بأعداد كبيرة، مما يزيد من الضغوط على الدول المجاورة، في فترة يتصاعد فيها التوتر في المنطقة، مما ينذر بخطر موجات جديدة من اللاجئين".
ووقّع على الرسالة دول إيطاليا، بالإضافة إلى النمسا، قبرص، جمهورية التشيك، اليونان، كرواتيا، سلوفينيا، وسلوفاكيا، وعبّرت الدول في الرسالة عن أسفها إزاء "الوضع الإنساني" في سوريا، والذي "زاد تدهورًا" في ظل بلوغ اقتصادها "حالة يرثى لها".
وقال تاياني، اليوم الجمعة: "كلف بوريل دائرة العمل الخارجي الأوروبي بدراسة ما يمكن القيام به"، مضيفًا أن تعيّين سفير جديد: "يتماشى مع الرسالة التي أرسلناها إلى بوريل.. لتسليط الضوء على سوريا".
وهناك ست سفارات لدول في الاتحاد الأوروبي مفتوحة في الوقت الحالي بدمشق، وهي سفارات رومانيا، بالإضافة إلى بلغاريا، اليونان، قبرص، جمهورية التشيك، والمجر، ولم تقدم باقي دول مجموعة السبع بعد، وهي: الولايات المتحدة، اليابان، بريطانيا، كندا، فرنسا، وألمانيا، على خطوة إعادة تعيّين سفراء لها في سوريا.
وجاء إعلان إيطاليا تعيّين سفير لها في سوريا، بعد يوم واحد من إعلان موسكو أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استقبل الأسد في الكرملين. وبحسب مصادر روسية مطلعة على الاجتماع، فإن بوتين والأسد ناقشا التطورات السياسية والعسكرية الحاصلة في الشرق الأوسط، وما تقتضيه من تبادل للآراء حيال التعامل المشترك مع هذه التطورات.