06-يوليو-2024
فوز مسعود بزشكيان برئاسة إيران

بزشكيان رئيس إصلاحي جديد يترأس إيران (الأناضول)

وجّه الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان رسائل مقتضبة إلى الشعب الإيراني، بعد إعلان فوزه في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة أمام المرشح المحافظ سعيد جليلي.

واستهلّ بازشكيان رسائله بالدعوة إلى فتح صفحة جديدة، والوحدة من أجل الوطن، وهو تصريح فُهم منه حرص بازشكيان على اتباع نهجٍ سياسي مختلف، خاصةً فيما يتعلق بعلاقات طهران الخارجية، وملف إيران النووي المتعطّل منذ أشهر، بعد إخفاق جولات المفاوضات في الدوحة وفيينا في التوصل إلى اتفاق يفضي إلى العودة للاتفاق.

وعلى الرغم من أهمية وجود رأس إصلاحي في مؤسسة الرئاسة الإيرانية، فإنّ إحداث اختراق في ملف المفاوضات يتعلّق بفريق التفاوض الذي سيمثل إيران، إن ما كان سيبقى على ما هو عليه أم سيشهد تغييرات، كما يتعلق الأمر أيضا بمؤسسة المرشد، ومدى دعمها لتوجهات بازشكيان، فالكلمة الأخيرة في هذا الملف والسياسة الخارجية عمومًا هي للمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي.

ويشار في هذا السياق، إلى دعوة المرشد لبازشكيان في الاستمرار على نفس نهج سلفه المتوفى إبراهيم رئيسي، وهي دعوة قد يجد البعض تناقضًا فيها مع إرادة بازشكيان الذي دعا  لفتح صفحة جديدة، علمًا بأن إبراهيم رئيسي كان يضع على قائمة أولوياته في السياسة الخارجية إصلاح علاقات إيران الإقليمية مع جوارها، لاسيما العربي منه. إلّا أن عهدته الرئاسية التي توفي قبل اكتمالها لم تعرف تحقيق اختراق في ملف المفاوضات مع الغرب، ورفع العقوبات التي أنهكت الاقتصاد الإيراني، والتي تمثّل تحديًا رئيسيًا أمام برنامج بازشكيان.

وكان بازشكيان قد أقرّ في أولى تصريحاته بعد انتخابه رئيسًا لإيران، بالظروف الصعبة لبلاده، معلنًا حاجته لعون "الشعب الإيراني" وعون ما سماها "القيادة الحكيمة للعمل في هذه الظروف الصعبة"، منبهًا "إلى أهمية الوحدة وتناغم المجلس التشريعي مع الحكومة القادمة لتخطي العقبات"، متعهدًا على مستواه أن يكون "في منصبه الجديد خادمًا للشعب"، وأن يفي "بالعهود التي قطعها" للشعب الإيراني، مضيفًا أنه "لم يقدم أي وعود كاذبة في حملته الانتخابية، ولم يقل إلا الصدق"، متابعًا "أصواتكم عهد في عنقي".

كما أكد بزشكيان، اليوم السبت، بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية "أنه يسعى لجعل إيران مزدهرة"،وأضاف بزشكيان في سلسلة منشورات على منصة "إكس ـ تويتر سابقًا": "أمامنا طريق صعب ولا يمكن تجاوزه إلا بتعاطفكم وثقتكم وتعاونكم"، وتابع: "أقسم بشرفي ، بأنني أمد يدي إليكم ولن أتخلى عنكم وأسألكم أيضا أن تكونوا إلى جانبي في هذا الطريق".

وتابع بزشكيان: "أثبتم أننا قادرون على تحقيق الإنجازات وإنجاز الصعاب وتخطي العقبات" وذلك بهدف "فك العقد التي تواجهنا بإشراف القائد وحكمته" في إشارة إلى مرشد الثورة علي خامنئي.

وكان بزشكيان قد التقى خامنئي وقال عقب اللقاء، "لولا حكمته لم نكن نستطيع أن نصل لهذه الفرصة" مضيفا أن إيران في مواجهة امتحان كبير من التحديات والصعاب "لتحقيق حياة كريمة للشعب الإيراني".

وبدوره هنّأ خامنئي الرئيس المنتخب، وأوصاه في رسالة بـ"التطلع إلى المستقبل المشرق ومواصلة طريق الشهيد رئيسي وتوظيف كل إمكانيات البلاد ولا سيما الشباب الثوري والمخلص من أجل رفاه الشعب وتقدم البلاد ورفعتها"، مضيفًا أنّ الشعب "شعر بالمسؤولية وصنع مشهدًا حماسيا وسجل مشاركة واسعة في جولتي الانتخابات".

وكانت الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الايرانية قد أجريت يوم أمس الجمعة 5 تموز/يوليو بين المرشحين سعيد جليلي ومسعود بزشكيان. وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 49.8 بالمائة. وحصل مسعود بزشكيان على 16 مليونًا و384 ألفًا و 403 أصوات، أي نسبة 55% من الأصوات، فيما حصل سعيد جليلي على 13 مليونا و538 ألفا و179 صوتًا، أي نسبة 45%، وذلك بعد فرز  30 مليونًا و 530 ألفا و157 صوتًا. وبفوزه أصبح مسعود بازشكيان الرئیس التاسع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وكانت الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة قد جرت يوم الجمعة 28 حزيران/يونيو بين المرشحين الأربعة؛ سعيد جليلي ومسعود بزشكيان ومحمد باقر قاليباف ومصطفى بورمحمدي، ولم يتمكن أي منهم الفوز بالغالبية المطلقة مما استوجب خوض جولة ثانية بين المرشحيْن الحائزين على أعلى عدد من الاصوات وهما جليلي وبزشكيان.

وقد جرت هذه الانتخابات لاختيار رئيس بديل للرئيس السابق إبراهيم رئيسي الذي توفي ومعه وفد مرافق أبرزهم وزير الخارجية حسين عبد اللهيان، في حادث مروحية يوم 19 أيار/مايو الماضي.