12-نوفمبر-2024
بيت حانون

مقاتلات الاحتلال تشن غارة جوية على منزل في جباليا شمالي غزة (رويترز)

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامرَ عبر مكبرات الصوت يطالب مئات الفلسطينيين المقيمين في مراكز إيواء بلدة بيت حانون في شمالي القطاع النزوح قسرًا إلى جنوبه، وذلك بعدما كان قد ركّز تصعيده في الشمال على منطقتي جباليا وبيت لاهيا، وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع تقارير عبرية تزعم أن سلطات الاحتلال وافقت على رفع عدد شاحنات الإغاثة التي تدخل إلى غزة تجنبًا لحظر أميركي على الأسلحة.

ويواصل جيش الاحتلال حصاره المطبق على شمال غزة منذ الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث يمنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المنطقة، ويطالب السكان المدنيين بالإخلاء القسري لمنازلهم، وذلك عبر استهدافهم بشتى أنواع الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة التي تستهدف المدنيين، بالإضافة إلى البنية التحتية للقطاع الصحي.

إجبار سكان بيت حانون على النزوح قسرًا

قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" إن جيش الاحتلال قصف بالمدفعية شقة سكنية تؤوي مدنيين في شارع الجلاء شمالي مدينة بيت حانون شمال غزة، مما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء، وإصابة آخرين بجروح.

أجبر جيش الاحتلال المدنيين المقيمين في مراكز الإيواء في بيت حانون شمالي غزة على النزوح قسرًا إلى جنوب القطاع

ونقلت الوكالة الفلسطينية عن شهود عيان قولهم إن انفجارات ضخمة سمع دويها في شمالي غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف استهدف غرب مخيم جباليا في المنطقة ذاتها، تبيّن أن السبب هو نسف جيش الاحتلال لمبانٍ سكنية. كما استهدف جيش الاحتلال بالقصف المدفعي حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة شمالي القطاع،  بالتزامن مع شن غارات جوية عنيفة استهدفت محيط منطقة الجامعات غربي المدينة.

أما في منطقة المواصي غرب خانيونس جنوبي قطاع غزة، فقد أسفر قصف جيش الاحتلال لخيمة تؤوي نازحين عن سقوط عشرة شهداء، وإصابة آخرين بجروح. فيما استهدف جيش الاحتلال منزلًا في حي الرحمة في منطقة المخيم الجديد غرب النصيرات وسط قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء، بالإضافة إلى إصابة 11 شخصًا تم نقلهم إلى مستشفى "العودة".

وفي السياق، أفاد شهود عيان لوكالة "الأناضول" بأن جيش الاحتلال يحاصر 130 عائلة داخل مراكز الإيواء في بلدة بيت حانون، بالإضافة إلى المنازل المحيطة بها، وبحسب شهود العيان، فإن جيش الاحتلال أجبر المدنيين المقيمين في مراكز الإيواء على النزوح قسرًا، وحدد لهم الاتجاه نحو شارع صلاح الدين الذي يصل شمال القطاع مع جنوبه، وتخللت عملية الإخلاء إطلاق جيش الاحتلال للرصاص، وتهديد المدنيين بالسلاح لإجبارهم على النزوح.

.وكان جيش الاحتلال قد أعلن، اليوم الثلاثاء، مقتل أربعة جنود من كتيبة شمشون التابعة للواء كفير خلال المعارك الدائرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال القطاع. ويرتفع بذلك عدد قتلى جنود الاحتلال منذ بدء الاجتياح البري لشمال غزة في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 24 ضابطًا وجنديًا في جيش الاحتلال، ويأتي ذلك في الوقت الذي يشهد جيش الاحتلال انخفاضًا في جنود الاحتياط بنسبة 75 بالمئة، بحسب ما نقل "التلفزيون العربي" عن وسائل إعلام عبرية.

رفع عدد شاحنات المساعدات خوفًا من حظر أميركي

وفي سياق متصل، أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من تفعيل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لمذكرة الأمن القومي التي تقضي بمنع شحن الأسلحة إلى تل أبيب، وفقًا لما ينص عليه قانون المساعدات الأميركي، وذلك بعدما حذرت تقارير دولية من احتمال حدوث مجاعة وشيكة شمالي القطاع، بحسب موقع "ألترا فلسطين".

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إن حكومة الاحتلال ستوافق على زيادة المساعدات إلى غزة تجنبًا لحظر الأسلحة الأميركية، لكنها أشارت أيضًا إلى أن تل أبيب "لن تساوم" على قرار حظر وكالة "الأونروا"، وزيارات الأسرى في سجون الاحتلال.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن جيش الاحتلال سيعمل على توسيع المنطقة الإنسانية في شمال وشرق منطقة المواصي، على أن يتم رفع عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى المنطقة إلى 350 شاحنة، بعد أن كان عددها ما بين 150 حتى 200 شاحنة. وتزعم "يسرائيل هيوم" أن الوثيقة التي يصوغها المستوى السياسي ستلبي مطالب الجانب الأميركي.

وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا" قد قال إن سلطات الاحتلال منحت تصريحًا لـ15 طلبًا من أصل 98 طلبًا لعبور شاحنات المساعدات نقطة التفتيش على طول وادي غزة، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال رفضت 33 طلبًا من أصل 50 طلبًا قدمتها المنظمات الإنسانية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فيما واجهت الطلبات التي حصلت على تصاريح عوائق عدة، الأمر الذي منعها من إتمام مهامها.

إلى ذلك، قالت وزارة التربية والتعليم العالي في منشور على منصة "إكس" إن عدد الشهداء الطلاب ارتفع منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 12,061 طالبًا، بالإضافة إلى إصابة 19,467 طالبًا بجروح في غزة والضفة.

وبيّنت الإحصائية التي نشرتها الوزارة، اليوم الثلاثاء، أن عدد الشهداء في غزة بلغ ما لا يقل عن 11,946 شهيدًا، فضلًا عن إصابة 18,858 آخرين، فيما وثقت الوزارة استشهاد 115 طالبًا، بالإضافة إلى إصابة 609 طلاب، واعتقال 466 طالبًا في الضفة الغربية.

أما على مستوى الكوادر التعلمية، فقد أشارت الوزارة إلى استشهاد 564 معلمًا وإداريًا، فضلًا عن إصابة 3729 معلمًا وإداريًا بجروح في قطاع غزة والضفة، فيما وثقت اعتقال ما لا يقل عن 153 معلمًا وإداريًا في الضفة. كما أوضحت الوزارة في منشورها أن 506 مدارس حكومية وجامعات ومبانٍ تعرضت للقصف والتخريب في غزة، من بينها 65 مدرسة تابعة لـ"الأونروا"، مؤكدة أن 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 43,603 شهداء وشهيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 102,929 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.