01-يوليو-2024
اعتقل الدكتور محمد أبو سلمية لأكثر من سبعة شهور داخل السجون الإسرائيلية (منصة إكس)

اعتقل الدكتور محمد أبو سلمية لأكثر من سبعة شهور داخل السجون الإسرائيلية (منصة إكس)

أدى إفراج سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن مدير مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، بعد اعتقال دام أكثر من 7 أشهر، وعدد من الكوادر الطبية التي اعتقلها الاحتلال من مستشفيات قطاع غزة، إلى جدل واسع داخل إسرائيل.

فقد أفادت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان"، اليوم الإثنين، بأن الإفراج عن الدكتور أبو سلمية، وعدد من المعتقلين جاء بسبب "عدم وجود زنازين كافية"، وهو ما أطلق موجة من الانتقادات الحادة من قبل عدد من الوزراء الإسرائيليين الذين طالبوا بإقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار، معتبرين أن القرار يمثل "إهمالًا أمنيًا يتعارض مع مواقف الحكومة".

ومن بين المطالبين باستقالة رئيس جهاز "الشاباك" كان وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير الشتات، عميحاي شيكلي، ووزيرة الاستيطان، أوريت ستروك.

أدى إطلاق سراح أبو سلمية إلى موجة من الانتقادات الحادة من قبل عدد من الوزراء الإسرائيليين الذين طالبوا بإقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار،

وكتب بن غفير منشورًا في صفحته على منصة "إكس" جاء فيه: "إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء في غزة وعشرات الإرهابيين الآخرين هو إهمال أمني. لقد حان الوقت لرئيس الوزراء أن يمنع وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) من ممارسة سياسة مستقلة تتعارض مع موقف الحكومة".

وأكدت القناة 12 الإسرائيلية طلب بن غفير بإقالة بار، بعد الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي.

من جهته، نشر الصحافي الإسرائيلي عميت سيجل، صورًا لمحادثات عدد من الوزراء على مجموعة "واتساب" خاصّة بالحكومة الإسرائيلية، تُبيّن مدى تذمّر الوزراء من قرار الإفراج عن أبو سلمية.

بدورها، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم": إنّ بن غفير هاجم في مجموعة "الواتساب" الخاصّة بوزراء الحكومة، إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء، مطالبًا من رئيس جهاز "الشاباك" ترك منصبه والعودة لمنزله، معتبرًا: أنّ بار ووزير الأمن يؤاف غالانت "يفعلان ما يريدانه".

وقالت القناة 14 الإسرائيلية إنّ "تصريحات الوزراء التي أدانت الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء، جاءت في موجة غضب داخل مجموعة "واتساب" خاصة بالوزراء.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مكتب غالانت قوله: إنّ "الوزير لم يكن على علم بقرار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء".

على صعيد أحزاب المعارضة، أعلن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، معارضته إطلاق سراح أبو سلمية، قائلًا: إنّ "الإفراج عنه سقوط أخلاقي وأمني وقيمي".

كما انضم الوزير السابق المستقيل من مجلس الحرب وزعيم حزب "معسكر الدولة"، بيني غانتس، إلى المعترضين على إطلاق سراح أبو سلمية، الذي اتهمه بـ"التعاون مع حماس".

فلسطينيًا، عقد مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبو سلمية، مؤتمرًا صحفيًا، بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال، عبر خلاله عن استغرابه من حديث أطراف في الحكومة الإسرائيلية عن عدم معرفتهم بخروجه من المعتقل.

وأشار إلى أنه تم اعتقاله من قافلة إنسانية كانت تعمل على نقل الجرحى من مجمع الشفاء عبر معبر نتساريم. وبيّن أنّ الاحتلال لم يوجّه له أي تهمة رغم محاكمته 3 مرات، ولفت إلى أنه لم يلتق بأي من المحامين، ولم تزرهم أي مؤسسة دولية.

وأضاف: "جميع الأسرى خسروا من أوزانهم ما يصل إلى 30 كيلوغرامًا نتيجة الحرمان من الطعام، إذ إنّ الأسرى لم يأكلوا سوى رغيف خبز واحد يوميًا لمدة شهرين".

وتحدّث مدير مستشفى الشفاء عن تعرضه لتعذيب شبه يومي في المعتقل الإسرائيلي، كاشفًا عن تعرض الأسرى لصنوف التعذيب المختلفة، والاحتلال يتعامل معهم كأنهم "جمادات"، و"الأطباء كانوا يضربوننا".

واعتبر أن تدمير مجمع الشفاء يعني إنهاء المنظومة الصحية في غزة عن العمل، وهو ما يريده الاحتلال.

واعتقل الاحتلال الإسرائيلي الطبيب أبو سلمية وعددًا من الكوادر الطبية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي من داخل مجمّع الشفاء الطبي، بعد مزاعم لم تتمكّن إسرائيل من إثباتها، تتعلّق باستخدام حركة حماس للمستشفى لأغراض عسكرية.

ورأى مراقبون أنّ من شأن الإفراج عن الطبيب أبو سلمية تفنيد الأكاذيب الإسرائيلية، وكشف مزيد من تفاصيل الجرائم التي أدت لتدمير المنظومة الصحية، وتسليط الضوء أكثر على أوضاع المعتقلين من غزة.

وقدرت الأمم المتحدة، عدد الموجودين في المجمع الواقع بغرب مدينة غزة في شمال القطاع، عند وقوع الاقتحام، بنحو 2300 شخص بين مرضى وطواقم طبية ونازحين.