مياهٌ أبدية
حافظوا على ماءِ وجوهِكم مهما كلّفكم ذلك
لأنكم بعدَ الموتِ
وحينَ تعطشونَ داخلَ قبورِكم
ستشربونَ منه.
رجلُ إطفاءٍ يعيشُ في جهنم
لا فائدةَ رغمَ كل ما أفعلهُ
إنَّني أخسرُ حياتي
ولا يمكنُ تعديلُ النتيجةِ أبدًا
حتى أنّ سنواتي بدأتْ تخرجُ من المدرجات.
يسخرونَ مني
يطلقونَ على قصائدي فقاعات
أنا معهم... قصائدي فقاعات
ولكني أتساءلُ
بأيّ شكلٍ تظهرُ كلماتُ الغريقِ حينَ يطلبُ النجدة؟!
العبورُ الآمن
لماذا تقفينَ وحيدةً كل هذا الوقت
لماذا تفعلينَ ذلك بنفسكِ
هل أنتِ عمياء؟
خذي يدي
امسكيها جيدًا وتحركي على مهلٍ
لا تفكري بأيّ شيء مطلقًا، فقط تحركي
قريبًا سنتجاوزُ الأمرَ، ثقي بي
أنتِ عمياء كليًا على ما يبدو
لا يهم
أنا أيضًا أعمى،
ولكنّي أحببتُ عبورَ الشارعِ معكِ.
السرابُ ماءٌ فقدَ ذاكرتهُ
1- شفتاكِ شفرتا مقصٍ
ولساني شريطٌ أحمرٌ بينهما.
2- الطائرةُ الورقيةُ
حيلةٌ ابتدعتها السماءُ لترى وجوهَ الأطفال.
3- خلفُ الشلالِ يختبئُ وجهُ الماء.
4- العصافيرُ أوراقٌ كذّبتْ على الشجرِ.
5- الغريقُ شخصٌ طبيعيٌ جدًا
أتقنَ لعبةَ الغوصِ إلى الأبد.
6- لا تخافي مني
أنا خيطُ دخانٍ خلفَ طائرةٍ ترحلُ بلا عودة
سرعان ما أختفي.
أولادُ حلالٍ
خوفًا من الفضيحةِ
صاروا يستخدمونَ كلمةَ التعبِ بدلَ القتل
ورغم أنّنا نتعبُ على أيديهم كثيرًا
بقينا أولادَ حلالٍ
حتى أنّهم عندما يقولون لنا: متأسفون أتعبناكم.
نمسحُ دمنا من خناجرهم
ونقولُ لهم: تعبكُم راحة.
ألوانٌ دامية
اليومَ رأيتُ البنتَ التي انتحرتَ بسببها
جالسةً مع شخصٍ غريبٍ
وتنظرُ إلى عينيهِ اللامعتين.
تذكرتُ لونَ عينيكَ وأنتَ تقطعُ شرايينَ يديكَ أمامَ بيتِها، لأنها رفضتكَ.
اليومَ
لا أحدَ غيري يعرفُ أنّك في القبرِ
ستقتلُ
نفسَكَ
ثانيةً.
حادثةُ ولادةٍ
لم أولدْ مثلُكم
جئتُ إلى هذه الدنيا عن طريقِ قفزةٍ.
قفزتُ من طائرةٍ انفجرت في الجو
سقطتُ في بحيرةٍ نائيةٍ
وكل هذهِ السنوات، مازالَ حطامُ تلك الطائرة يتساقطُ على رأسي.
مفاتيحٌ وأخطاء
كُلّما طلبتِ مني الزواجَ
فكرّتُ بالحزنِ الذي تضعهُ المفاتيحُ في بطونِ الأقفالِ
بالقلقِ
الذي
يصيبُ
الأبوابَ
فيما بعد.
الأبوابُ التي لم تُفتح أمامكَ لا تضغطْ على جرسِها
الجرسُ من أخطاءِ الباب.
مساميرٌ في صليب
تمهيد...
قِيل عن القلبِ: شجرةٌ
وعن الأحبةِ: عصافيرٌ
يأتي البعدُ ويطلقُ رصاصاتَهُ
فتهربُ العصافيرُ
وتصابُ الشجرةُ.
الوداعُ
الحصاةُ التي تُرمى في النهرِ
والدموعُ
الدوائرُ التي تستمرُ بالرعشةِ.
أتذكرينَ القلبَ الطيني الذي صنعناهُ معًا في صغرنا؟
يدُقُ الآنَ في صدري.
بعدَ أن أكملَ موسى عبورهُ
تلاقى نصفا البحرِ بلهفةٍ
كان أولُ ظهورٍ للعناق.