تصل مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى "لحظة حاسمة"، إذ تحدثت حركة حماس عن موقف "إيجابي من المقترح المقدم لها"، مع ضغط أميركي من أجل إنجاز الصفقة، واستمرار التلويح الإسرائيلي بالهجوم على مدينة رفح.
وقال القيادي في حماس محمود مرداوي للتلفزيون العربي: "سنذهب إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات بروح إيجابية"، وأضاف: "درسنا مقترح الوسطاء بإيجابية وهو يتضمن وقف إطلاق النار ويأخذ في الاعتبار أهدافنا".
بعد حديث عن رد إيجابي من حركة حماس على صفقة التبادل، صرح مسؤول إسرائيلي بأن "اقتحام رفح سيتم بصفقة أو بدونها"
واستمر مرداوي في القول: "هذا هو الاختبار الحقيقي للموقف الأميركي والحركة لم تملس أي تغير بالموقف الإسرائيلي"، متابعًا القول: "هناك فرصة أمام الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل كي تعيد النظر في طريقة تفكيرها بشأن المستقبل".
من جانبها، نقلت وكالة "أ ف ب" عن عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران، قوله: إن "نتنياهو يسعى إلى نسف آفاق أي هدنة من خلال التلويح بمهاجمة رفح".
وقال مسؤول في حركة حماس: إن "مفاوضو الحركة وصلوا اليوم السبت إلى القاهرة لاستئناف محادثات الهدنة"، بحسب ما ورد في "رويترز".
وقال مصدر أمني مصري لرويترز "النتائج اليوم ستكون مختلفة عن كل مرة وتوصلنا إلى توافق في كثير من النقاط ويتبقى نقاط قليلة".
وأبدى مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة تفاؤلًا حذرًا. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "الأمور تبدو أفضل هذه المرة ولكن ما إذا كان هناك اتفاق قريب يعتمد على ما إذا قدمت إسرائيل ما هو مطلوب لتحقيق ذلك".
ووسط الحديث عن أجواء إيجابية تتعلق في صفقة التبادل، قال مصدر سياسي إسرائيلي إنه "خلافًا لما ورد في وسائل الإعلام، فإن إسرائيل لن توافق بأي حال من الأحوال على إنهاء الحرب ضمن اتفاق لإطلاق سراح الرهائن".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "كما قرر المستوى السياسي، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يدخل رفح ويدمر ما تبقى من كتائب حماس هناك، سواء كانت هناك فترة تهدئة مؤقتة لإطلاق سراح الرهائن أم لا".
وأوضح مصدر سياسي إسرائيلي لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية: "لن نوافق في أي حال من الأحوال على إنهاء الحرب"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "لم تستلم موقف حماس بعد".
وفي يوم أمس، قالت حركة حماس: "في ضوء الاتصالات الأخيرة مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، سيتوجَّه السبت وفد حركة حماس إلى القاهرة لاستكمال المباحثات". مضيفةً: "نؤكّد على الروح الإيجابية التي تعاملت بها قيادة الحركة عند دراستها مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلَّمته مؤخرًا، فإننا ذاهبون إلى القاهرة بنفس هذه الروح للتوصل إلى اتفاق".
وأوضح بيان حركة حماس: "إننا وقوى المقاومة الفلسطينية عازمون على إنضاج الاتفاق، بما يحقّق مطالب شعبنا بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جادة".
القيادي في حماس محمود المرداوي للعربي: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاق وما سيتم الموافقة عليه سيضمن تحقيق مصالحنا pic.twitter.com/xgGnzPBBDK
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 3, 2024
وبحسب "وول ستريت جورنال" منحت إسرائيل أسبوعًا لحماس للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، وإلا سيبدأ العدوان على رفح.
مدير "سي أي إيه" في مصر
وأكد موقع "أكسيوس"، وصول مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى القاهرة، يوم الجمعة، للبحث في صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقال الموقع الأميركي: "تعكس رحلة بيرنز الضغط الذي تتعرض له إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن وتشير إلى أنها ترى اللحظة الحالية بمثابة نقطة حاسمة في المفاوضات".
ويقول كبار مستشاري الرئيس الأميركي إن "الاتفاق المطروح على الطاولة الآن هو السبيل الوحيد الذي يمكن تصوره لوقف إطلاق النار في غزة وربما إنهاء الحرب".
ويوضح مسؤولون أمريكيون إن "الرئيس الأميركي بايدن شارك شخصيًا في جهود مكثفة للتوصل إلى اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والذي يعتبره عنصرًا حاسمًا في استراتيجية أوسع بكثير في الداخل والخارج".
ويتضمن الاقتراح الأخير الاستعداد الإسرائيلي لمناقشة "استعادة الهدوء المستدام" في غزة بعد إطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى في غزة.
وتوافق إسرائيل في الاقتراح على العودة الكاملة للفلسطينيين النازحين إلى منازلهم في شمال غزة وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من ممر نستاريم، ولكن على مراحل وبعد مرور وقت على تنفيذ أجزاء من المرحلة الأولى للتبادل.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن رد حماس من المتوقع أن يكون "نعم، ولكن" على أن تكون كلمة "لكن" مصحوبة بشروط أكثر صرامة.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي: "كان السؤال الرئيسي، وما زال، هو ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يريد التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن مقابل الأثمان المطلوبة".
وفي وقت سابق، قال مسؤول أميركي إنهم يعتقدون أنه تم إحراز بعض التقدم في المحادثات لكنهم ما زالوا ينتظرون سماع المزيد.
وزعم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن حماس هي العائق الوحيد لوقف إطلاق النار في غزة، بقوله: "ننتظر لنرى ما إذا كان بإمكانهم في الواقع قبول الإجابة بنعم بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. الحقيقة في هذه اللحظة هي أن الشيء الوحيد الذي يحول بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هو حماس".
قوات الاحتلال تضيق على المسيحيين المقدسيين وتمنع وصولهم لكنيسة القيامة للاحتفال بـ "سبت النور" pic.twitter.com/yw634kaMPs
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 4, 2024
وفي وقت سابق، أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، حيث بحثا آخر تطورات المفاوضات بشأن وقف العدوان على غزة. مؤكدًا على "الروح الإيجابية عند الحركة في دراسة مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته مؤخرًا".
وأجرى رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، اتصالًا هاتفيًا، مع وزير المخابرات المصرية عباس كامل بشأن مفاوضات وقف العدوان على غزة. وأكد على قدوم وفد الحركة للمفاوضات لمصر في أقرب وقت، وذلك لاستكمال المباحثات الجارية بهدف "إنضاج اتفاق يحقق مطالب شعبنا ويوقف العدوان".