20-سبتمبر-2024
الضاحية الجنوبية

لبنانيون يتفقدون موقع الغارة الجوية في الضاحية الجنوبية (رويترز)

شنت طائرة لجيش الاحتلال، اليوم الجمعة، غارة جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، ما أسفر عن سقوط تسعة شهداء، فضلًا عن إصابة 59 آخرين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية، وذلك بعد بضعة أيام من سلسلة انفجارات ضربت حاملي أجهزة اللاسلكي من طراز "بيجر" و"أيكوم" في مناطق مختلفة من لبنان.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن طائرة حربية معادية من طراز F35 استهدفت بأربع صواريخ شقة في منطقة الجاموس، قرب مجمع القائم في الضاحية الجنوبية، مشيرةً إلى أن سيارات الإسعاف تواصل على نقل  المصابين من شهداء وجرحى من المنطقة، بينهم عدد كبير من الأطفآل والنساء، كون المبنى يقطنه مواطنون في منطقة مكتظة بالسكان. 

ونقل موقع "العربي الجديد"، عن مصدر أمني، أن هناك شهداء وإصابات في القصف الإسرائيلي على الضاحية، مضيفًا أنه لا أرقام دقيقة بعد نظرًا للدمار الكبير، وأضاف أن هناك أطفال بين شهداء الضاحية، وظروف العمل صعبة جدًا لانتشال الضحايا.

طائرة حربية معادية من طراز F35 استهدفت بأربع صواريخ  شقة في منطقة الجاموس قرب مجمع القائم في الضاحية الجنوبية

وتعد الغارة الجوية التي نفذها جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، الاستهداف الثالث من نوعه للضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الأساسي لحزب الله، منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعدما أدت الغارة الأولى إلى اغتيال القيادي في حركة المقاومة اللبنانية "حماس"، صالح العاروري، فيما استهدفت الغارة الثانية، بعد أشهر، القيادي العسكري البارز في "حزب الله"، فؤاد شكر.

فيما تضاربت الأنباء المرتبطة بطبيعة الغارة، تناقلت العديد من وسائل إعلام أن الشخصية المستهدفة بالغارة الجوية، هو قائد العمليات الخاصة في "حزب الله"، إبراهيم عقيل، دون أي تأكيد من صحة أي مما انتشر حتى لحظة إعداد هذا الخبر، لكن مراسل "التلفزيون العربي" نقل عن مصدر أمني كبير أن الاتصال بعقيل مقطوع منذ تنفيذ الغارة.

ونقل "العربي الجديد" عن مصدر في كتلة "حزب الله" النيابية، أنه لا توجد معلومات بعد عن الشخصية المستهدفة في الضاحية ومصيرها، وأضاف "لا كلام الآن بانتظار انتهاء عمليات انتشال المصابين والضحايا وسيكون لنا تعليق على ما حصل".

من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "شن غارة دقيقة الهدف في منطقة بيروت"، مشيراً إلى أنه في هذه المرحلة لم يطرأ أي تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية. وأضاف أن تفاصيل إضافية ستنشر لاحقًا، فيما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قرر تأجيل رحلته إلى نيويورك للمشاركة باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من الثلاثاء إلى الأربعاء المقبل، بسبب التطورات الجارية في لبنان.

وكان موقع "واينت" العبري قد نقل عن مسؤول إسرائيلي لم يسمّه في معرض تعليقه على عملية الغارة الجوية، قوله: "نحن في مرحلة جديدة من الحرب ونواصل ملاحقة حزب الله. نستعد للرد (من قبل حزب الله)، وكل شيء على الطاولة".

ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأ "حزب الله"، بالاشتراك مع الفصائل الفلسطينية، شن عمليات عسكرية ضد القواعد العسكرية لجيش الاحتلال في شمال الأراضي المحتلة، رد عليها الاحتلال بقصف قرى وبلدات الجنوب الواقعة على "الخط الأزرق" الفاصل مع جنوب لبنان، فضلًا عن شنه غارات متفرقة في عمق الأراضي اللبنانية، وصولًا إلى العاصمة بيروت.

ويقول "حزب الله" إن جبهة الجنوب المشتعلة هي "جبهة إسناد" للفصائل الفلسطينية في غزة، ويربط توقف المواجهات على الجبهة الشمالية بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.