اعتبرت الولايات المتحدة أن على الحلفاء من الدول الغربية زيادة دعمهم لأوكرانيا في هذه المرحلة الحاسمة، في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع الأمريكي على تقديم الولايات المتحدة منظومة الدفاع الجوي باتريوت لكييف، مؤكدًا على أن الولايات المتحدة الأمريكية لن توقف دعمها لأوكرانيا. فيما تدرس الدول الغربية زيادة مستوى التسليح المقدم لأوكرانيا بما يشمل العربات المدرعة.
اعتبرت الولايات المتحدة أن على الحلفاء من الدول الغربية زيادة دعمهم لأوكرانيا في هذه المرحلة الحاسمة، في الوقت الذي أكد فيه وزير الدفاع الأمريكي على تقديم الولايات المتحدة منظومة الدفاع الجوي باتريوت لكييف
وتستمر مطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالحصول على الأسلحة، مؤكدًا ضرورة تسريع هذه العملية، ومطالبًا بالحصول على طائرات نفاثة وأسلحة فاعلة. من جهته، يستمر الكرملين بالتهديد، معتبرًا أن الحرب في أوكرانيا تتصاعد و"خطر المشاركة المباشرة لحلف الناتو آخذ في الازدياد". جاء ذلك بعد كشف صحيفة واشنطن بوست عن زيارة مدير وكالة المخابرات الأمريكية لكييف الأسبوع الماضي واللقاء في الرئيس الأوكراني.
ومع زيادة مستوى التسليح الموجه لأوكرانيا، يبدو أن الولايات المتحدة تتجه إلى رفع نوعيته وفاعليته، وذلك بعد أشهر من الدعم بالأسلحة الدفاعية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية قوله إن "واشنطن تعتقد أن كييف بحاجة لأسلحة تمكنها من استهداف شبه جزيرة القرم"، حيث تعتقد واشنطن بأن كييف بحاجة إلى تهديد العمق الروسي في القرم، لتغيير ديناميكية الحرب من خلال تزويد كييف بأسلحة جديدة.
وبحسب مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية، فإن هذه الخطوة مهمة، حتى ولو كانت تزيد من خطر التصعيد مع روسيا، التي تمتلك العديد من القواعد العسكرية، ويتمركز بها الآلاف من الجنود الروس في شبه الجزيرة الواقعة بين البحر الأسود وبحر أزوف. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الأوكرانية عن نية روسيا القيام بعملية تعبئة سرية في شبه جزيرة القرم.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن إدارة بايدن تعتقد بشكل متزايد أن ضرب الخطوط الخلفية لروسيا في القرم يمكن أن يلحق ضررًا كبيرً، ومن الممكن أن ينعكس على التقدم القوات الروسية في جبهات القتال.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن المسؤولين الأمريكيين يناقشون مع نظرائهم الأوكرانيين، استخدام الأسلحة التي زودتهم بها الولايات المتحدة، من أنظمة صواريخ "هيمارس" إلى مركبات "برادلي" القتالية، من أجل استهداف الجسر بري، الذي يعمل كطريق إمداد مهم يربط شبه جزيرة القرم بروسيا عبر مدينتي ميليتوبول وماريوبول التي احتلتها القوات الروسية خلال الغزو.
وتشدد الولايات المتحدة على أن القرم جزء من أوكرانيا، ومع ذلك فإن واشنطن التزمت بعدم تزويد كييف بأسلحة وصواريخ بعيدة المدى تحتاجها لاستهداف شبه الجزيرة، التي تستخدمها روسيا كقاعدة لشن ضرباتها، منذ غزوها لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وفي هذا الإطار، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون، "قلنا طوال الحرب إن شبه جزيرة القرم أوكرانية، وإن كييف لها الحق في الدفاع عن نفسها وعن أراضيها السيادية في حدودها المعترف بها دوليًا".
ويُظهر التفكير الجديد بشأن شبه جزيرة القرم، تطور النظرة السياسية لواشنطن بشأن الحرب، حيث كانت الإدارة الأمريكية، قلقة بداية الحرب حتى من الاعتراف علنًا بأنها تقدم صواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات للقوات الأوكرانية، لكن على مدار الصراع، خففت الولايات المتحدة والحلفاء، بشكلٍ متزايد من القيود التي وضعوها على أنفسهم، وانتقلوا من مد أوكرانيا بصواريخ "ستينغر" و"جافلين"، إلى منحها أنظمة صواريخ وأنظمة دفاع جوي أكثر تقدمًا، وعربات قتالية مدرعة، وحتى بعض الدبابات. وبحسب الصحيفة، فإن تغير موقف الإدارة الأمريكية يعود لكونها الآن أقل قلقًا من استخدام روسيا، لسلاح نووي تكتيكي، في حال استهداف شبه جزيرة القرم.
وفي هذا السياق يقول فريدريك هودجز، وهو ضابط متقاعد وقائد سابق في القوات الأمريكية المتواجدة بأوروبا، "أشعر بشكلٍ متزايد بأن الإدارة الأمريكية أصبحت تدرك أن خطر التصعيد الروسي ربما لم يكن كما اعتقدت سابقًا"، ويعتقد هودجز أن شبه جزيرة القرم يمكن أن تكون تحت السيطرة الأوكرانية في غضون عام، مؤكدًا بأنه "ما دامت روسيا متواجدة في شبه جزيرة القرم، فلن تكون أوكرانيا آمنة أبدًا"، ولكن يشير الضابط الأمريكي في نفس الوقت، إلى أن "القرم كانت نقطة قوة استراتيجية لروسيا".
وأوضح هودجز أيضًا أن الغرب بحاجة إلى "تزويد أوكرانيا بأسلحة دقيقة بعيدة المدى لضرب قلب روسيا"، ومن المفترض أن يؤدي هذا إلى "إعادة التوازن إلى الميزة التي تتمتع بها موسكو حاليًا مع شبه جزيرة القرم". بالمقابل، وبحسب "نيويورك تايمز"، يقلل قادة في الجيش الأمريكي من أهمية استهداف القرم متحدثين عن وجود أهداف أفضل في ساحة المعركة.
بدوره، هدد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، بأن موسكو لن تتوانى عن الرد، في حالة حدوث هجمات تستهدف القرم باستخدام أسلحة أمريكية جديدة.
حسب "نيويورك تايمز"، يقلل قادة في الجيش الأمريكي من أهمية استهداف القرم متحدثين عن وجود أهداف أفضل في ساحة المعركة
وتأكيدًا على المضي في هذا الطريق، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن بلاده تسعى لاستعادة شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، وقال زيلينسكي في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، يوم الخميس، إن "هدفنا هو تحرير كل أراضينا"، وأضاف "القرم أرضنا وبحرنا وجبالنا، أعطونا أسلحتكم وسنستعيد أرضنا". ولطالما أصر قادة أوكرانيا على أن القرم هدف مهم لهجماتهم، وأن الضغط العسكري المستمر على القواعد الروسية هناك جزء كبير من استراتيجيتهم، لزيادة الضغط على القيادة الخلفية لروسيا في شبه الجزيرة، والتي تدعم العمليات العسكرية في أماكن أخرى من أوكرانيا.