10-نوفمبر-2024
ترامب ونتنياهو

تعزز عودة ترامب من فرص نتنياهو لتنفيذ مخططاته والبقاء على رأس السلطة (رويترز)

رغم فضائحه والجدل المستمر حوله، يتوقع خبراء ومحللون ومسؤولون إسرائيليون أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد يتمكن من البقاء في السلطة حتى موعد الانتخابات النيابية القادمة في عام 2026، وربما لفترة أطول، بعد أن نجح في إقالة وزير أمنه، يوآف غالانت، وفوز صديقه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفق صحيفة "ذا أوبزرفر" البريطانية.

وتشير إقالة غالانت الذي كان على خلاف مع نتنياهو حول قضايا عديدة، إلى أن الأخير يسعى إلى إطالة أمد الحرب في قطاع غزة، وتصعيد العدوان على لبنان، مستفيدًا من عودة صديقه ترامب إلى البيت الأبيض، رغم أن الرئيس المُنتخب كان قد تعهّد بإنهاء الحرب في غزة ولبنان، في حال فوزه بالانتخابات.

وتُعزّز عودة ترامب من فرص نتنياهو لتنفيذ مخططاته والبقاء على رأس السلطة في دولة الاحتلال، إذ يأمل – بالإضافة إلى شركائه في اليمين المتطرف – أن يواصل ترامب ما بدأه في ولايته الأولى لناحية دعم مخططاتهم لتهميش القضية الفلسطينية، وإعادة إحياء مسار التطبيع مع بعض الدول العربية.

تشير استطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل إلى أن نتنياهو قد يتمكن من البقاء في السلطة بسبب سياساته المتشددة تجاه الفلسطينيين

كما يأمل نتنياهو ألا تمارس عليه إدارة ترامب أي ضغوط لوقف الحرب على قطاع غزة ولبنان كما فعلت إدارة بايدن، وذلك على الرغم من الدعم الكبير الذي قدّمته له طوال الحرب المستمرة منذ 13 شهرًا.

في المقابل، كان الرئيس المُنتخب قد تعهّد بإنهاء الحرب في غزة ولبنان بأسرع وقت، مؤكدًا في الوقت نفسه على ضرورة خروج "إسرائيل" منتصرة، بحسب ما قالته إليزابيث بيبكو، المتحدثة باسم الحزب الجمهوري، للقناة 12 الإسرائيلية.

وأوضحت بيبكو: "يقول دونالد ترامب دائمًا إنه يريد أن يموت عدد أقل من الأبرياء، وهذا هو موقفه سواء كنا نتحدث عن الحرب في غزة، أو عن روسيا في أوكرانيا أو في أي مكان آخر"، مضيفةً: "لذا أعتقد أنه يريد أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن، كما يفعل كل الأشخاص العقلانيين، لكنه يريد أن تنتهي بانتصار حاسم"، وفق قولها.

وعدا عن فوز ترامب، أتاحت إقالة نتنياهو لغالانت تعزيز سلطته رغم التوقعات بأن تؤدي هذه الخطوة إلى اضطرابات داخلية، وهو ما لم يحدث، باستثناء مظاهرات محدودة لعوائل الأسرى والمحتجزين في غزة. وقالت تامار هيرمان، من المعهد الديمقراطي الإسرائيلي، إن: "الناس يصرخون ويحتجون لكنه يفعل ما يعتقد أنه الأفضل. يقول المنتقدون ما هو الأفضل له. ويقول المعجبون ما هو الأفضل للبلاد".

وتعليقًا على إقالة غالانت وتولّي يسرائيل كاتس وزارة الأمن، كتب رون بن يشاي على موقع "Ynet" الإسرائيلي: "من الآن فصاعدًا، نتنياهو هو الحكم النهائي في المسائل الأمنية التكتيكية والنظامية والاستراتيجية. من الآن فصاعدًا، سيتعين علينا أن نعتاد على حقيقة أن نتنياهو ليس فقط رئيس الوزراء القوي، بل وأيضًا وزير الدفاع".

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل إلى أن نتنياهو، رغم معارضة كثيرين له، قد يتمكن من البقاء في السلطة بسبب سياساته المتشددة التي يؤيدها العديد من الناخبين الإسرائيليين، لا سيما اليمينيين منهم. كما أظهرت أن حزبه، "الليكود"، سيكون الفائز في أي انتخابات نيابية تُجرى الآن.