قبل أيام قليلة، تواترت المعلومات القادمة من إسرائيل عن قرب اكتمال العملية البرية لجيش الاحتلال في جنوب لبنان، ويبدو أن تلك المعلومات لم تكن إلا جزءًا من الاستراتيجية الحربية الإسرائيلية (الحرب النفسية)، إذ بدأ جيش الاحتلال بتوسيع عمليته في لبنان، معطيًا الإشارة الخضراء لما أسماها المرحلة الثانية من "العملية العسكرية البرية جنوب لبنان"، والتي تهدف بحسب ما هو مخطط إلى "التقدم باتجاه خط الدفاع الثاني لحزب الله اللبناني".
وتوجد الفرقة 36 في طليعة هذه العملية، وميزة هذه الفرقة المدرعة هي أنها تعد الأكبر بين التشكيلات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي. وبحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فإن التشكيلات المشاركة في العمليات الجديدة جنوب لبنان هي "قوات اللواء غولاني، ولواء المظليين، واللواء 188 مدرع، إضافةً إلى مقاتلي الهندسة القتالية". فوفقًا لعقيدة جيش الاحتلال، لا بد من الحصول على موافقة هندسية على جميع المناطق التشغيلية الجديدة.
أهداف المرحلة الثانية من العملية البرية
يتوخى جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيق أهداف عسكرية وسياسية من المرحلة الجديدة، وعلى رأس تلك الأهداف "القضاء على القدرة الصاروخية لحزب الله، حيث يزعم جيش الاحتلال أن "جميع عمليات إطلاق الصواريخ التي تمت في الأيام الأخيرة باتجاه منطقة خليج حيفا والشمال، تم تنفيذها من مناطق لم يعمل فيها الجيش الإسرائيلي بجنوب لبنان".
بدأ جيش الاحتلال توسيع عملياته العسكرية في جنوب لبنان، في وقت تداولت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أنباءً عن قرب اكتمال العملية البرية
الهدف الثاني المرتبط بالهدف سالف الذكر هو "إزالة تشكيلات حزب الله في المنطقة، والضغط عليه في كل ما يتعلق بالمفاوضات السياسية للتسوية في لبنان".
وأكدت صحيفة "معاريف" أن جيش الاحتلال يقوم "بالتوازي مع العملية البرية، بالعمل في عمق لبنان، بضرب مستودعات الذخيرة التابعة لحزب الله في العاصمة بيروت، وكذلك في البقاع شرقي البلاد".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أصدر بيانًا قال فيه: "تواصل الفرقة 36 عملياتها البرية في جنوب لبنان ضد أهداف جديدة لحزب الله". وفي البيان ذاته، أضاف جيش الاحتلال أن "مقاتلي اللواءين 188 وغولاني عثرا خلال الساعات الأخيرة الماضية على منصات صواريخ جاهزة للإطلاق داخل الأراضي الإسرائيلية، إلى جانب العديد من الأسلحة والمعدات العسكرية".
وتابع القول: "تواصل قوات الفرقة 91 (فرقة الجليل) قتالها في جنوب لبنان، حيث دمرت قوات اللواء 769 مبان عسكرية لحزب الله في المنطقة، وصادرت معدات عسكرية وأسلحة عثر عليها في مباني مدنية".
يشار إلى أن جيش الاحتلال بدأ عملية التوغل البري في جنوب لبنان مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وأدى العدوان الإسرائيلي، وفق آخر الأرقام الإحصائية، إلى مقتل 3 آلاف و287 قتيلًا و14 ألفًا و222 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
ويضاف إلى هؤلاء نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 أيلول/سبتمبر الماضي.
ويعتمد "حزب الله" في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على استراتيجية دفاعية هجومية، من خلال تشديد الخناق على القوات الإسرائيلية المتوغلة برًا، ومهاجمة المواقع العسكرية والمستوطنات، مستخدمًا الصواريخ والمسيرات الانقضاضية والانتحارية لضرب أهدافه.
مفاوضات وقف إطلاق النار
وتحدث وزير الخارجية في حكومة دولة الاحتلال، جدعون ساعر، مطلع الأسبوع الجاري، عن "حصول بعض التقدم" في مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، مضيفًا "نعمل على الموضوع مع الأميركيين".
لكن وزير الأمن في دولة الاحتلال، يسرائيل كاتس، قلل من شأن مسار التفاوض قائلًا إنه "في لبنان لن يكون هناك وقف لإطلاق النار. سنواصل ضرب حزب الله بكل قوتنا".
وعلى الجانب اللبناني، نفت أوساط مقربة من رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن يكون "قد وصل إليه كوسيط ممثل لحزب الله أي شيء رسمي". وأضافت تلك الأوساط أنه "من المبكر الحديث عن أجواء إيجابية، خصوصًا أن لا ثقة بالعدو أبدًا، والتجربة الأخيرة دليل على ذلك، ونحن ننتظر الترجمة الميدانية"، مؤكدة موقف لبنان الثابت من التمسك بوقف إطلاق النار فورًا وتنفيذ القرار الأممي رقم 1701 بكافة بنوده.