10-نوفمبر-2024
غزة

من قصف إسرائيلي استهدف خيام تؤوي نازحين في مستشفى شهداء الأقصى (رويترز)

استيقظ قطاع غزة، اليوم الأحد، على وقع مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد قصف عنيف استهدف منزل عائلة علوش في بلدة جباليا شمالي القطاع، ما أسفر عن استشهاد 32 فلسطينيًا، بينهم 13 طفلًا، وفق ما أفاد به الدفاع المدني للتلفزيون العربي.

وقد تزامنت هذه الهجمات مع سلسلة غارات واسعة على مناطق متفرقة من غزة، في تصعيد مستمر يزيد من حجم المأساة الإنسانية في المنطقة المحاصرة، حيث يتعرض قطاع غزة لحملة إبادة جماعية متواصلة لليوم 401 على التوالي.

ومنذ ليلة السبت - الأحد، شهدت مدينة غزة وشمالها هجمات عنيفة من الطيران الحربي الإسرائيلي، حيث استهدفت الغارات أحياء مكتظة بالسكان كحي الصبرة في جنوب غزة وحي تل الهوى جنوب غربي المدينة. كما شنت قوات الاحتلال حزامًا ناريًا كثيفًا حول مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، ما أثار مخاوف على حياة المرضى والكادر الطبي هناك.

استيقظ قطاع غزة على وقع مجزرة جديدة للاحتلال، استهدف فيها منزل عائلة علوش في جباليا، ما أسفر عن استشهاد 32 فلسطينيًا، بينهم 13 طفلًا

وفي مخيم جباليا، لم تتوقف الغارات عن تدمير المنازل وقتل المدنيين، حيث استهدفت الهجمات مناطق العلمي وأبو قمر، وأسفرت عن تدمير العديد من البيوت واستشهاد العشرات. إضافة إلى ذلك، أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية النيران بشكل كثيف في الأطراف الجنوبية من حي الزيتون في مدينة غزة.

وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مبانٍ سكنية الليلة الماضية، ما أدى إلى نزوح المزيد من الأسر الفلسطينية التي باتت تبحث عن ملاذ آمن وسط دمار شامل ونقص في الإمدادات الأساسية.

وفي ظل هذا التصعيد، يعاني القطاع الصحي في غزة من انهيار شبه كامل. وهو ما أكده الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، حيث ناشد المجتمع الدولي لتقديم الدعم العاجل، وسط نقص حاد في الأدوية واللوازم الطبية.

وصرح في بيان نشره المكتب الإعلامي الحكومي، اليوم الأحد، بأن شمال غزة يعاني من "حرب إبادة" تؤدي إلى فقدان أرواح يومية بسبب نقص الرعاية، وأكد على الحاجة الماسة إلى توفير الإمدادات الأساسية في ظل تزايد حالات سوء التغذية والمجاعة في المنطقة.

وجاء في البيان: "ندعو بشكل عاجل إلى توفير الإمدادات الأساسية وخدمات الإسعاف، بالإضافة إلى رفع الحصار عن شمال غزة، لقد بدأنا نلاحظ ظهور حالات من سوء التغذية والمجاعة في المنطقة".

وأضاف مدير مستشفى كمال عدوان: "شمال غزة يتعرض لحرب إبادة، ونحن نعاني في صمت نتيجة الجرائم التي تُرتكب ضدنا. نظامنا الصحي وحقوق شعبنا تحت تهديد شديد، ونحن بحاجة ماسة إلى الدعم الطبي. تستمر الأزمة في شمال غزة، التي تتسم بهجوم منهجي على نظامنا الصحي، حيث نفقد أرواحًا كل يوم بسبب نقص الرعاية المتخصصة والموارد".

ووصف الطبيب أبو صفية العجز المؤلم الذي يشعر به الأطباء، وقال: "فقط بالأمس، تلقينا تقارير عن أطفال ونساء محاصرين في ظروف صعبة، واليوم ننعى فقدانهم كشهداء. هذه الحقيقة لا تُحتمل".

من جهته، أفاد المفوّض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الجوع كسلاح، وأشار في تغريدة له على حسابه في موقع "إكس"، إلى تقرير أممي حذر من مجاعة وشيكة في غزة، وقال في تغريدته: "لقد تم استغلال الجوع كسلاح من قبل دولة إسرائيل، ويؤدي هذا إلى حرمان الناس في غزة من الأساسيات بما في ذلك الغذاء اللازم للبقاء على قيد الحياة".

وزاد المفوّض الأممي: "إن ما يُسمح بدخوله إلى غزة لا يكفي، حيث يبلغ متوسط ​​عدد الشاحنات التي تدخل غزة يوميا أكثر من ثلاثين شاحنة. وهذا يمثل أكثر من ستة في المائة من الاحتياجات اليومية".

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، وصل عدد الشهداء إلى 43552 شهيدًا، يضاف إليهم قرابة 10 آلاف مفقود، ناهيك عما يقارب 103 ألف جريح، فيما ارتفعت حصيلة شهداء الحملة الإسرائيلية على شمالي القطاع إلى أكثر من 1500 شهيد، إضافة إلى آلاف الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.