16-أكتوبر-2024
مسلمو الهند

تستمر الهند في التمييز ضدّ المسلمين (شترستوك)

يواجه المسلمون في الهند سياسة تمييزية جديدة ، وتمّ رصد هذا التمييز، حسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، في ولايتين هنديتين هما "أوتار براديش" و"هيماشال براديش"، وذلك جرّاء سياسةٍ تجبر المطاعم على عرض أسماء ملّاكها وموظفيها على الواجهة. وتكمن المشكلة في أنّ الأسماء هناك تُظهر ديانة الفرد وطبقته الاجتماعية. وأدّت هذه السياسة بالفعل، حسب الغارديان، إلى طرد بعض المسلمين من وظائفهم التي كانوا يزاولونها، كما جعلت ملّاك المطاعم من المسلمين أهدافًا للمجموعات الهندوسية المتشددة.

وتؤكّد "الغارديان" أنّ الذي وضع السياسة التمييزية الجديدة هو يوغي أديتياناث، رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، ومن ثم اعتمدتها ولاية هيماشال براديش.

وبحسب الصحيفة البريطانية فإن يوغي أديتياناث، وهو راهب هندوسي متشدد، ينتمي إلى حزب "بهاراتيا جاناتا" القومي الهندوسي الحاكم، الذي تزايدت تحت إشرافه الهجمات ضد المسلمين والسياسات المعادية لهم.

الغارديان: السياسة التمييزية الجديدة تمثل هجومًا على المسلمين من ملّاك المطاعم والعاملين فيها بهدف إرضاء الناخبين الهندوس

وذكر تقرير "الغارديان" أن العديد من النقّاد يرون أن السياسة التمييزية الجديدة "تمثل هجومًا على المسلمين من ملّاك المطاعم والعاملين فيها" بهدف إرضاء الناخبين الهندوس.وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد أعرب الكثير من المسلمين عن قلقهم إزاء الإفصاح عن أسمائهم، قائلين إن ذلك سيجعلهم ومطاعمهم أهدافًا للمجموعات الهندوسية المتشددة.

يشار إلى أنّه في السابق برزت دعوات لمقاطعة المسلمين اقتصاديًا في "أوتار براديش"، كما تزايدت حوادث الاعتداء على الباعة المسلمين خلال السنوات الخمس الماضية، حسب تقرير الغارديان.

كما أشارت "الغارديان" إلى أنّ السياسة التمييزية الجديدة تأتي في سياق نظريات مؤامرة نشرتها مجموعات هندوسية يمينية بأن "المسلمين يلوثون طعام الهندوس بالبصاق أو البول"، ورغم عدم وجود أيّ أدلة تدعم هذه الادعاءات فإن برافين جارج المتحدث باسم بهاراتيا جاناتا دافع عن السياسة واصفًا إياها بأنها "إجراء صحي لمواجهة حالات تلوث الأغذية".

وتنقل الصحيفة البريطانية عن الطاهي المسلم تابيش ألام، البالغ من العمر 28 عامًا، قوله إن "هذه السياسة الخطيرة تجبرنا على الإعلان عن ديننا، وأنا متأكد من أن الحكومة تعي ذلك وتستغله لمصالحها".

ويضيف شاب مسلم آخر هو شريك علي الذي يدير مطعمًا صغيرًا في هيماشال براديش "لقد رأينا كيف تعرض المسلمون في جميع أنحاء الهند لهجمات متكررة، خلال السنوات العشر الأخيرة، تحت حكم ناريندرا مودي، ولكنني لم أكن أتوقع مثل هذه الخطوة من حكومة الولاية، يبدو أنهم على علم بالسياسات التي قد تعجب الناخبين".

آثار وخيمة

أكّدت "الغارديان" طرْد بعض ملاك المطاعم الهندوس والمسلمين موظفيهم لحمايتهم من ردود فعل المجتمع العنيفة والمتوقعة، ونقلت الصحيفة عن المواطن المسلم رفيق، يبلغ من العمر 45 عامًا، الذي يملك مطعمًا في أوتار براديش "لقد اضطررت إلى طرد بعض موظفي المسلمين لحمايتهم من عواقب هذه السياسة، فمثلًا إذا استمر التوتر الطائفي الحالي بالولاية وتصاعد، سيكون من السهل التعرف علينا واستهدافنا".

وكان من بين المتضررين أيضًا الطباخ إدريس أحمد الذي عمل في نفس الوظيفة لمدة 7 سنوات قبل أن يعتذر له مالك المطعم الهندوسي ويفصله، ويكافح أحمد الآن، حسب الغارديان، لإعالة أسرته التي تتكون من 5 أفراد خصوصًا بعد أن رفض أي مطعم آخر توظيفه، وقال "فقدت وظيفتي فقط لأنني مسلم".

وأكد بعض ملاك المطاعم المسلمين لصحيفة الغارديان أن الشرطة استهدفتهم دون غيرهم لإجبارهم على تطبيق السياسة، مما أكد لهم أن المعني بذلك هم المسلمون، وقال محمد عظيم الذي يدير كشكًا صغيرا على جانب الطريق إنه كان العامل الوحيد الذي تعرضت له الشرطة مطالبةً إياه بعرض اسمه على لافتة، وأضاف "إن الحكومة تحاول عمدًا خلق الانقسامات في المجتمع"، متسائلًا: "لماذا اختارت الشرطة استهدافي دون غيري؟".