على مدار 3 أشهر مضت على بداية الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، شهدت تركيا، وخاصةً مدينة إسطنبول، العديد من التحركات التضامنية التي تنوّعت بين المظاهرات والمقاطعة، إلى جانب تنظيم أنشطة وفعاليات ثقافية وفنية تُلقي الضوء على ما يحدث في القطاع من جرائم يرتكبها جيش الاحتلال على مرأى من العالم.
في هذا السياق، افتتحت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية بإسطنبول يوم الجمعة الماضي، 29 كانون الأول/ديسمبر الفائت، معرضًا فنيًا يضم رسومًا لأطفال من غزة تسلط الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية التي أسفرت، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن استشهاد أكثر من 22 ألف فلسطيني، بينهم أكثر من 9 آلاف طفل.
يهدف المعرض إلى رفع مستوى الوعي في المجتمع التركي من خلال نقل مشاعر وآلام وظروف أطفال غزة في ظل الحرب
يحمل المعرض عنوان "أحلام مضادة للرصاص: معرض رسامي أطفال غزة"، ويتضمن مجموعة مختارة من 266 عملًا فنيًا رسمها أطفال من غزة استُشهد بعضهم لاحقًا بسبب القصف الإسرائيلي الهمجي المتواصل، على أن يستمر حتى 29 كانون الثاني/يناير الجاري.
ويهدف المعرض الذي أقُيم في ميدان تقسيم، وجُهّز بتفاصيل تُحيل إلى ما يحدث في القطاع، مثل الركام وغيره، إلى رفع مستوى الوعي في المجتمع التركي من خلال نقل مشاعر وصدمات وآلام وظروف الأطفال الصعبة، الذين شهدوا الحرب على غزة، بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة من خلال الفن، بحسب المنظمين. كما يتضمن المعرض جناحًا مخصصًا للصحفيين الذين فقدوا حياتهم جراء القصف الوحشي الذي لم يهدأ منذ 3 أشهر.
وبحسب المنظمين، فإن المعرض مشروع بدأه الصحفي التركي عبد الله آيتكين، الذي استلهمه من صورة رسمتها الطفلة الغزيّة منى (6 أعوام)، التي شهدت استشهاد والدتها بعد استهدافها بصاروخ إسرائيلي، تبعها مقتل 26 فردًا من عائلتها، خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع نهاية 2008 بداية 2009، الذي يُعرف باسم "عملية الرصاص المصبوب".
