29-مايو-2024
مفاوضات صفقة التبادل

(Getty) قدمت إسرائيل مقترحها الجديد بشكلٍ مكتوب يوم أمس للوسطاء

تتجدد مفاوضات صفقة التبادل والتهدئة مجددًا في قطاع غزة، بعد توقف دام أكثر من 3 أسابيع، في ظل استمرار عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على رفح.

وفي هذا السياق، قال عضو القيادة السياسية لحركة حماس في الخارج عبد الجبار سعيد، لـ "الترا فلسطين"، يوم الأربعاء، إنه من المتوقع وصول مقترح التبادل الجديد ووقف إطلاق النار من الوسطاء، للحركة خلال الساعات القادمة، مؤكدًا أن أي تفاوض سيكون قائمًا على المحددات الخمسة التي اتّفق عليها سابقًا.

وأوضح عبد الجبار سعيد، أن المقترح المنتظر سيخضع للدراسة بعد التشاور مع الأطر التنظيمية للحركة بما فيها إقليم غزّة، ومع فصائل المقاومة، مضيفًا أن الاحتلال عادة ما يعلن عبر الإعلام عن شيء ما، وفي الحقيقة يتفاوض عن شيء آخر.

قال قيادي في حماس لـ"الترا فلسطين"، إن الحركة تتمسك بموقفها في وقف إطلاق النار ضمن مفاوضات التهدئة والتبادل

وشدد عبد الجبار سعيد أنه لا تنازل عن المحددات الخمسة التي أعلنتها الحركة سابقًا، وتنسجم مع المقترح الذي قدمه الوسطاء في جولة التفاوض الماضية، ووافقت حماس عليه، وهي: "النص على وقف إطلاق النار في غزة خلال المرحلة الأولى أو الثانية من الاتفاق، وانسحاب جيش الاحتلال من كلّ قطاع غزة بدءًا من محور نتساريم غرب غزة، وعودة النازحين إلى منازلهم دون أي قيود، وإدخال المساعدات وكل ما يلزم لإعادة الإعمار، وصولًا إلى إجراء صفقة تبادل أسرى".

وأكد سعيد، أن أي بنود في الورقة المقترحة لا تلبي مطالب الشعب الفلسطيني ومصالحه لن تكون مقبولةً لدى حركة حماس، فالحركة لن توافق على شيء لا يوازي تضحيات أهالي القطاع، أما البنود التي تتطلب تعديلات، فستقدم الحركة تعديلاتها دون التنازل عن ما اتفق عليه سابقًا، "لأن ذلك مرفوض عند الحاضنة الشعبية للمقاومة قبل قيادتها".

ونفى القيادي عبد الجبار سعيد أن تكون حماس قدّ تعرّضت لضغوط من الوسطاء للموافقة على أيّ مقترح، مضيفًا أن عامل الضغط الأبرز هو ارتكاب الاحتلال لمزيد من الجرائم والقتل بحق أهالي غزّة، "لكن عامل الضغط هذا عكس ما يتمناه الاحتلال، فهو يدفع المقاومة للاستمرار والإصرار على تحقيق مطالبها".

وردًا على سؤال "الترا فلسطين" حول معبر رفح وشكل إدارته، بيّن عبد الجبار سعيد أن حركة حماس أبلغت الوسطاء بما فيهم مصر أن المعبر فلسطيني - مصري خالص، وأبلغ الاحتلال بهذه الرسالة، وأن أي جهة ستدخل المعبر ستعتبر جهة معادية، موضحًا أن شكل إدارة المعبر يُتوافق عليه بين الفصائل في غزة أو التوافق مع السلطة الفلسطينية، موضحًا: المهم أنه مع طرف فلسطيني وليس إسرائيليًا".

من جانبها، قالت مصادر من حركة حماس للتلفزيون العربي إن "لا مفاوضات إلّا بوقف شامل للعدوان والانسحاب من معبر رفح وإعادة إدارته السابقة"، وأضافت: "وقف العدوان على نحو دائم في كل قطاع غزة هو نقطة الارتكاز والبداية وبدونه لن يكون هناك اتفاق".

وأوضحت المصادر في حركة حماس: "الوسطاء يتحدثون عن اقتراب إسرائيل من الموافقة على ورقة قدموها ولا نستبعد أن يكون ذلك مناورة للاحتلال".

ترقب في إسرائيل

بدورها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مصدر مطلع، قوله: إن "المفاوضات الحالية فرصتنا الأخيرة لاستعادة المختطفين والتوصل إلى صفقة تبادل".

وأضاف: "إن لم نتوصل إلى اتفاق، فسيدخل الجيش إلى رفح، ولن يفرج عن الأسرى". متابعًا: "المختطفون يموتون في الأسر، وقد يزداد الوضع خطورة".

وبحسب موقع "أكسيوس"، فإن الاقتراح الإسرائيلي قدم بشكلٍ مكتوب، وقد "يؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار"، ويأتي بعد ثلاثة أسابيع من توقف المفاوضات.

وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن اجتماعًا عقد في باريس، يوم الجمعة، بين رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ومدير الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنياع، أحرز تقدمًا نحو الاستئناف المحتمل للمفاوضات.

ويوضح الموقع الأميركي، بأن الاقتراح المكتوب، الذي قُدِّم للوسطاء الرئيسيين قطر ومصر، كان مفصلًا وموسعًا حول المبادئ العامة التي قدمها مدير الموساد ديفيد برنياع خلال الاجتماع في باريس يوم الجمعة الماضي.

يتضمن الاقتراح الإسرائيلي المحدث "الاستعداد للتحلي بالمرونة" فيما يتعلق بعدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين سيُطلَق سراحهم في المرحلة الإنسانية الأولى من الصفقة، بالإضافة إلى الاستعداد لمناقشة مطلب حماس بـ "الهدوء المستدام" في قطاع غزة.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات: "هناك مبادرة جديدة وهي جادة، بحسب ما ورد في "أكسيوس".

بدوره، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تسحي هنغبي: "المقترحات التي قدمتها إسرائيل لإطلاق سراح المختطفين سخية. حماس تطالب حاليا بشيء آخر: إنها تطالبنا بالاستسلام فعليًا. في المقابل، الوقت لا يعمل لصالح المختطفين وهناك أولوية للعثور عليهم حتى لو كان ذلك بثمن"، وفق تعبيره.

وبحسب هنغبي: "ما زلنا نعتقد أنه من الممكن تحقيق كلا الهدفين في الوقت نفسه: عودة المختطفين وعدم الاستسلام وإخضاع حماس. إذا توقفنا الآن، فلا أعلم ما إذا كنا سنستعيد الدافع والشرعية، وبالتالي فإن الهجوم القادم هو مسألة وقت فقط. ويجب أن تكون إسرائيل مختلفة عما كانت عليه حتى 7 تشرين الأول/أكتوبر. المختطفون مقدسون وآمل أن نتمكن من إنقاذهم"، وفقه قوله.

وفي خريطة دعم صفقة التبادل داخل إسرائيل، فإن جيش أركان الاحتلال هرتسي هليفي، يدعم الصفقة، يوضح "الجيش سيعرف كيف يعود إلى القتال بعد ذلك"، كما تدعم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هذا الموقف.

في مجلس الحرب الإسرائيلي هناك اتفاق بين الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية على أنه من الصواب وقف العمليات في رفح وإعطاء الأولوية لصفقة التبادل، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يعارض ذلك. ويعتقد مؤيدو الصفقة أن "إسرائيل يجب أن تدخل المرحلة الأولى من الصفقة، ومن ثم تعزيز ديناميكية الاتفاق في وقت لاحق".

وفي حديث مع أهالي الأسرى في غزة، أوضح رئيس الأركان الإسرائيلي أن "الهدف النهائي هو بالفعل تفكيك حماس، لكن في هذه المرحلة هناك أولوية زمنية للإفراج عن المختطفين، وفي إشارة إلى مطلب حماس ولوقف الحرب، قال هاليفي إن الجيش الإسرائيلي سيعرف كيفية العودة والقتال".

وتستمر الخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي على الصفقة، إذ لم يحضر مسؤول المفاوضات الإسرائيلي نيتسان ألون، جلسة مجلس الوزراء، بعد أن نشر القناة الـ12 الإسرائيلية، تصريحاته عن عدم رغبة نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق.

نفى القيادي في حماس عبد الجبار سعيد أن تكون حماس قدّ تعرّضت لضغوط من الوسطاء للموافقة على أيّ مقترح

وفي بداية اللقاء هجام نتنياهو التسريبات التي تخرج من فريق التفاوض، ووصفها بـ"الفضيحة". وقال "اتفقنا على السرية. لقد قمت دائمًا بتوسيع التفويض بناء على طلبكم عند الضرورة. الإحاطات ضدي كاذبة، أنتم تضرون المفاوضات". وأدلى نتنياهو بتصريح علني مماثل على منصة الكنيست عندما ادعى أنه وافق بالفعل على توسيع الولاية للفريق التفاوضي خمس مرات.

ونشرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، يوم أمس، مقطع فيديو للأسير الإسرائيلي ألكسندر ساشا تروبانوف. وبعد نشر الفيديو، أصدر منتدى الرهائن والعائلات المفقودة بيانًا جاء فيه: "إن إثبات حياة ألكسندر (ساشا) تروبانوف هو دليل إضافي على أنه يجب على الحكومة الإسرائيلية إعطاء تفويض كبير لفريق التفاوض، الذي سيتمكن من التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن جميعهم".

بدوره، قال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، عن مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، ومطلب حماس بضرورة وجود البند الأخير في الصفقة، إن نتنياهو "يعارض هذا البند بشكلٍ علني، وهذه فجوة سيكون من الصعب سدها. ومن المشكوك فيه أن يتم التوصل إلى صيغة تتجنب هذه القضية وتترك الطرفين راضيين".