07-يوليو-2024
ترفض إسرائيل الإلتزام بوقف الحرب على غزة ضمن المقترحات المطروحة لوقف إطلاق النار (منصة إكس)

استبعد سياسيون إسرائيليون إبرام نتنياهو صفقة تبادل الأسرى (إكس)

لا تزال مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى في قطاع غزة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تطغى على معظم الأخبار المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 275 يومًا.

وتتواصل جهود الوسطاء لإنجاز اتفاق التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين، حيث تستضيف العاصمة المصرية القاهرة وفودًا إسرائيلية وأميركية للتباحث بشأن النقاط العالقة في الاتفاق، فيما أكد مصدر مصري وجود مشاورات واتصالات مصرية مع "حماس" لإنجاز الاتفاق المتعثر منذ أشهر.

وأفادت قناة "القاهرة" الإخبارية، نقلًا عن المصدر نفسه، بأن هناك لقاءات مصرية مكثفة مع جميع الأطراف خلال الأسبوع الجاري لدفع جهود التوصل لاتفاق تهدئة في غزة.

قالت مصادر في "الموساد" إن إسرائيل تُقدّر أن الفرصة ذهبية الآن للتوصل إلى اتفاق، والجهات الأمنية توصي القيادة السياسية باغتنامها

ويرى كثيرون بأنه من الممكن أن تفضي هذه الجولة من المفاوضات إلى اتفاق بين "إسرائيل" و"حماس"، حيث قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أشرف بدر، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إن: "هذه الجولة من المفاوضات يبدو أنها تأخذ منحى إيجابيًا، وخاصة أن هناك توقعات بأنها ستفضي إلى توقيع اتفاق ما لم يصر نتنياهو على إفشال المفاوضات".

وأضاف بدر أن الظروف الموضوعية تشير إلى أن الأمور قد نضجت لتوقيع اتفاق تهدئة في قطاع غزة، خاصةً في ظل حالة الإنهاك التي وصل إليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي عبّر عنها في أكثر من موضع.

وأكد بدر أن تلك المعطيات تدل على أن: "الحرب الإسرائيلية قد استنفدت أغراضها وخصوصًا بعد اجتياح رفح، ما يعني أن هناك توصية للقيادة السياسية الإسرائيلية بالذهاب إلى اتفاق مع حماس".

وذكر أن: "جزءًا كبيرًا من القيادات الأمنية الإسرائيلية تريد الذهاب إلى اتفاق سياسي في المرحلة الحالية والاستعداد فيما بعد لشن حرب على حزب الله في لبنان". وأضاف: "ما يدعو للتفاؤل أن الإطار العام للصفقة بشأن غزة قد جرى الاتفاق عليه، والآن سوف يخوضون في التفاصيل".

وتابع بدر قائلًا: "يبدو أن حماس أبدت مرونة بشأن حصولها على تعهد خطي وستكتفي بتعهدات شفوية من الوسطاء والولايات المتحدة".

"حماس" تنتظر رد "إسرائيل"

وذكرت وكالة "رويترز"، اليوم الأحد، نقلًا عن مسؤولين في حركة "حماس"، بأن الحركة تنتظر ردًا من "إسرائيل" على اقتراحها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال أحد المسؤولين للوكالة شرط عدم الكشف عن هويته: "تركنا ردنا للوسطاء وننتظر سماع رد الاحتلال". فيما قال مسؤول فلسطيني آخر، مطلع على محادثات التهدئة، إن الإسرائيليين ناقشوا مع الوسطاء في قطر رد "حماس"، ووعدوا بتزويدهم برد "إسرائيل" خلال أيام.

وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد قال في وقت سابق إن مفاوضات وقف إطلاق النار ستستمر هذا الأسبوع، ولكن دون ذكر جدول زمني مفصل.

وتأتي المفاوضات بعد طرح الرئيس الأميركي جو بايدن خطة لوقف الحرب في غزة مكونة من 3 مراحل، في نهاية أيار/مايو الفائت، تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة في القطاع منذ 275 يومًا وإطلاق سراح نحو 120 محتجزًا إسرائيليًا لدى حركة "حماس".

وفي سياق متصل، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية، عن مصادر في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، اليوم الأحد، قولهم إن التقديرات: "تشير إلى وجود فرصة ذهبية الآن لإبرام صفقة تبادل أسرى" في غزة.

وبينما أشارت إلى وجود أمل كبير في التوصل إلى صفقة للتهدئة بغزة، أكدت المصادر أن: "إسرائيل تُقدّر أن الفرصة ذهبية الآن للتوصل إلى اتفاق، والجهات الأمنية توصي القيادة السياسية باغتنامها".

سياسيون إسرائيليون يستعبدون إبرام صفقة

في المقابل، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى احتمال عرقلة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صفقة التهدئة في قطاع غزة.

ووفق "هآرتس"، فقد: "استبعدت شخصيات في النظام السياسي الإسرائيلي، بما في ذلك كبار أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، إبرام رئيس الوزراء صفقة تبادل الأسرى".

وقالت الصحيفة، اليوم الأحد، وفق مسؤولين، إن: "الضغوط التي يمارسها الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير ضد تنفيذ الصفقة كبيرة، وأنهما يجدان صعوبة في رؤية كيف يمكن لنتنياهو أن يتعارض مع موقفهما دون حل الحكومة".

وأضافت الصحفية الإسرائيلية، أن: "نتنياهو لم يستوضح الرجلين بعد حول مدى جدية تهديداتهما، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن المفاوضات بين إسرائيل وحماس التي ستستمر في الأيام المقبلة لم تُستنفد بعد".

وقال هؤلاء المسؤولون إن: "الضغوط التي مارسها سموتريتش وبن غفير ضد الصفقة لن تسمح لرئيس الوزراء بمخالفة موقفهما"، ما سيدفعه إلى عرقلتها كما فعل سابقًا.