13-يونيو-2024
قصر الكرملين

قصر الكرملين

اتهمت روسيا الولايات المتحدة الأميركية بعسكرة قارة آسيا، وحذرت الخارجية الروسية على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، من خطورة ما تقوم به الولايات المتحدة في القارة، معتبرًا أن "الإستراتيجية الجيوسياسية الأميركية في آسيا تؤدي إلى زيادة التوتر بالمنطقة" على حدّ زعمه.

وأردف نائب وزير الخارجية الروسي غروشكو في مقابلة مع صحيفة إزفستيا الروسية قائلًا: "نرى إلى أي مدى ذهبت الولايات المتحدة الأميركية في سياسة احتواء روسيا، وبالطبع إذا تحدثنا عن الاتجاهات الأمنية في المنطقة الآسيوية فإننا نرى أنها تؤدي بوضوح إلى التدهور، الوضع حول تايوان يتصاعد، والمحاولات الخطيرة للغاية لعسكرة المنطقة ملحوظة".

وفي هذا الصدد أكّد غروشكو أنّ "نشر أنظمة أسلحةٍ جديدةٍ بعيدة المدى هناك يمكن أن يهدد الصين بشكلٍ مباشرٍ"، مشيرًا في ذات السياق إلى أنّ "التوتر حول كوريا الديمقراطية يتصاعد" على حدّ تعبيره.

واختتم نائب وزير الخارجية الروسي تحذيراته بالقول إنّ "هذه كلها عناصر من اللعبة الجيوسياسية الخطيرة التي بدأتها الولايات المتحدة الأميركية" التي يجب من وجهة نظره التصدّي لها وعدم السماح لها بتحقيق أهدافها التي ستزعزع أمن المنطقة وسلامتها، وفق تعبيره.

عدّدت الخارجية الروسية مجموعةً من الإجراءات والخطوات الأميركية الدالة من وجهة نظرها على مساعي واشنطن لعسكرة قارة آسيا من قبيل نشر أنظمة أسلحة جديدة شكلًا من التصعيد

وفي معرض تعليقها على المقابلة أشارت وكالة تاس الروسية إلى ما سمّته "إعلان الصين رفضها تقويض العلاقات التجارية والاقتصادية بين بكين وموسكو معتبرةً أن تطوير العلاقات الصينية الروسية خيارًا استراتيجيًا".

في سياقٍ متّصل، فرضت واشنطن حزمةً جديدةً من العقوبات، أمس الأربعاء، على على أكثر من 300 فردٍ وكيانٍ لهم صلة بالحرب الروسية على أوكرانيا، وتهدف العقوبات حسب وزارة الخزانة الأميركية إلى "إعاقة المجهود الحربي الروسي". وفي أول ردٍّ من موسكو على هذه الخطوة اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا العقوبات الأميركية إجراءً "معاديا"، متعهّدةً بأن تردّ بلادها على الخطوة، قائلةً "كما جرت عليه العادة في حالات مماثلة، فإن روسيا لن تدع الأفعال المعادية للولايات المتحدة من دون رد".

ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي (رويترز)
ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي (رويترز)

وتضمنت قائمة العقوبات الأميركية الجديدة كياناتٍ في روسيا وفي دول مثل الصين وتركيا والإمارات، كما تضمنت أيضًا "زيادة الضغوط على البنوك الأجنبية التي تتعامل مع روسيا". وجاء الإعلان عن هذه العقوبات عشية قمةٍ لمجموعة السبع في إيطاليا.

يشار إلى أنّ من بين الكيانات المستهدفة بالعقوبات الجديدة: "بورصة موسكو، وفروع شركات، في خطوة ترمي إلى تعقيد التعاملات بمليارات الدولارات، بالإضافة إلى كيانات مشاركة في 3 مشاريع للغاز الطبيعي المسال".

وعلقت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين بالقول إنّ "إجراءات اليوم تضرب الطرق المتبقية لديهم للحصول على المواد والمعدات في السوق الدولية، بما في ذلك اعتمادهم على الإمدادات الحيوية من دول ثالثة".

وأضافت "نحن نزيد المخاطر على المؤسسات المالية التي تتعامل مع اقتصاد الحرب الروسي، ونقضي على مسارات التهرب ونقلل من قدرة روسيا على الاستفادة من الوصول إلى التكنولوجيا والمعدات والبرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات الأجنبية".