13-يونيو-2024
قمة مجموعة السبع في مدينة فاسانو في بوليا بإيطالي

قمة مجموعة السبع الكبرى 2024

بدَأ زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، اليوم الخميس، قمّتهم السنوية التي تستمر طيلة 3 أيام بإيطاليا.

وعلى الرغم من أنّ العديد من زعماء المجموعة يعيش وسط حالة غموض في الداخل، في إشارة للانتخابات الرئاسية الأميركية وزلزال نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي في فرنسا، إلا أنّ قادة المجموعة يبدون عازمين، حسب تقريرٍ لوكالة رويترز، على إحداث تغييرٍ على الساحة العالمية في سعيهم لمساعدة أوكرانيا ومواجهة طموحات الصين الاقتصادية.

بالإضافة لما سبق يوجد على جدول أعمال مجموعة السبع قضايا أخرى بينها الشرق الأوسط، وفي القلب منه العدوان على غزة، حيث من المتوقع أن تكرر مجموعة السبع دعوتها لوقف إطلاق النار بالقطاع وتأييدها لمقترح الصفقة الذي قدمه الرئيس الأميركي نهاية أيار/مايو الماضي، وبالإضافة لهذه القضية تناقش مجموعة السبع أيضا قضية الذكاء الاصطناعي وإيجاد آلية تسمح باستخدام أصول روسية مجمدة لدعم أوكرانيا.

وقبل يومين من المحادثات، قال دبلوماسيون إنه تم الاتفاق من حيث المبدأ على اتفاقٍ بشأن خططٍ لإصدار قروض بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا باستخدام فوائد الأصول السيادية الروسية المجمدة بعد أن شنت موسكو حربًا على جارتها في عام 2022.

كما قال دبلوماسيون لرويترز إن الدول الغربية أجمعت أيضًا على قلقها بشأن القدرة الصناعية الفائضة للصين والتي يقولون إنها تشوه الأسواق العالمية، كما أجمعت على تصميمها على مساعدة الدول الأفريقية على تطوير اقتصاداتها.

يحظى دعم أوكرانيا ومواجهة طموحات الصين الاقتصادية بالأولية في اجتماعات قادة مجموعة السبع الصناعية الكبرى

وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، لضيوفها من مجموعة السبع مع بدء محادثاتهم: "هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكنني متأكدة من أننا سنتمكن خلال هذين اليومين من إجراء مناقشاتٍ ستؤدي إلى نتائج ملموسة وقابلة للقياس". وذلك في منتجع بروغو إنيازيا الساحلي الفاخر والواقع في منطقة بوليا جنوب البلاد.

وبينما تحلق ميلوني عاليًا بعد فوزها في الانتخابات الأوروبية التي جرت نهاية الأسبوع، فإن زعماء الدول الست الأخرى - الولايات المتحدة واليابان وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا - يواجهون مشاكل داخلية كبيرة تهدد بتقويض سلطتهم.

حيث يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن معركةً شاقةً للفوز بإعادة انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر، فيما يبدو من المؤكد أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك سيخسر السلطة في انتخاباتٍ وطنية الشهر المقبل، وقام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحل برلمان بلاده يوم الأحد بعد هزيمة حزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي.

وللعام الثاني على التوالي، سيحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة، وسيشارك في المحادثات بعد ظهر الخميس، وبعد ذلك سيوقع اتفاقًا أمنيًا جديدًا طويل الأمد مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ويكاد يكون من المؤكد أيضاً أن زعماء مجموعة السبع سيعلنون أنهم اتفقوا على الخطوط العريضة لقرض متجددٍ باستخدام الأرباح من الأموال الروسية المحتجزة، وهو أمر يتولى الخبراء القانونيين لمجموعة السبع وضع اللمسات النهائية عليه بهدف جمع الأموال بحلول نهاية العام.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، عن المناقشات: "أعتقد أننا سنقرر العناصر الأساسية لهذا الأمر، لكن بعض التفاصيل تركت ليعمل عليها الخبراء وفق جدول زمنيٍ محددٍ".

كما أكد مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي وجود اتفاق إطاري.

جدول أعمال مزدحم

قال جيك سوليفان إن هدف بايدن في مجموعة السبع هو تعزيز فكرة أن الولايات المتحدة ستفيد بشكلٍ أفضل إذا كانت متحالفةً بشكلٍ وثيقٍ مع حلفائها الديمقراطيين، وذلك إجابةً عن سؤال حول احتمالات أن تكون القمة الأخيرة للرئيس في ضوء معركة إعادة الانتخاب التي تلوح في الأفق.

وفي تأكيدٍ على تصميم الولايات المتحدة على معاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا، وسّعت واشنطن، يوم الأربعاء، بشكل كبير العقوبات على موسكو، بما في ذلك استهداف الشركات التي مقرها الصين والتي تبيع أشباه الموصلات لموسكو.

ومن خلال الإعلان عن قيودٍ جديدةٍ على الشركات الصينية عشية اجتماع مجموعة السبع، كان بايدن يأمل بلا شكٍ في إقناع الحلفاء الغربيين بإظهار عزمٍ أكبر في مواجهة بكين بشأن دعمها لروسيا وفائض إنتاجها الصناعي الذي يغرق الأسواق الأميركية والأوروبية بمنتجات مدعومة بأسعار منخفضة.

وكان سوليفان قال في حديثه قبل بدء القمة "إن الصين دائنٌ مهم للعديد من الدول المثقلة بالديون".

وأضاف أن "بيان مجموعة السبع لا يستهدف أو يركز على دولة واحدة"، لكنه أردف قائلًا "الصين بحاجة إلى لعب دورٍ بناءٍ في التعامل مع عبء الديون".

يشار إلى أنّ عددًا من الدول الغربية تحرص على عدم اتخاذ تدابير قد تأتي بنتائج تلحق الضرر بأكثر البلدان تعاملًا مع الصين من بينها، فألمانيا مثلا تستورد أكثر من 200 ألف سيارة سنويا من الصين وهي تخشى حربًا تجارية.

مجموعة أكثر انفتاحًا

حرصاً منها على عدم الظهور وكأنها حصن نخبوي، فتحت مجموعة السبع أبوابها أمام عددٍ كبيرٍ من الغرباء هذا العام، بما في ذلك البابا الفاتيكان الذي من المتوقع أن يلقي خطاباً رئيسياً يوم الجمعة حول مخاطر وإمكانات الذكاء الاصطناعي.

ومن بين أولئك الذين تمت دعوتهم أيضًا إلى بوليا قادة بعض أكبر القوى الإقليمية في جميع أنحاء العالم مثل الهند والبرازيل والأرجنتين وتركيا والجزائر وكينيا.

وعلى الرغم من أنه من المقرر أن تستمر القمة حتى يوم السبت، فإن العديد من رؤساء مجموعة السبع سيغادرون مساء الجمعة، بما في ذلك بايدن، مما يعني أن اليوم الأخير قد تم تخصيصه للاجتماعات الثنائية لأولئك الذين سيبقون في القمة وعقد مؤتمرٍ صحفيٍ ختاميٍ لميلوني.