تتحدث مصادر أمريكية عن أن زيارة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، انتهت بصدمة نتيجة "إقحام نتنياهو لاعتبارات سياسية في صفقة التبادل"، وأشارت إلى أن بلينكن نظر إلى نفسه باعتباره "ملتزمًا بالصفقة" أكثر من نتنياهو.
جاء ذلك بعد مؤتمر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي كرر فيه الحديث عن "النصر الكامل"، وأنه على مسافة قريبة "وسيتحقق خلال أشهر".
كشفت القناة 13 الإسرائيلية، عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، يطالب وزراء الحكومة من الليكود، بالهجوم على مقترح صفقة تبادل الأسرى
وقالت المصادر الأمريكية أن بلينكن شعر أن "نتنياهو يبحث عن مواجهة مع الولايات المتحدة بشأن القضية الفلسطينية"، بحسب ما ورد في "يديعوت أحرونوت".
وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها المسؤولون الأميركيون طريقة تعامل نتنياهو مع صفقة التبادل. وقبل شهر، قالت مصادر مقربة من الرئيس الأمريكي بايدن إن هناك شعورًا متزايدًا في الإدارة الأمريكية بأن نتنياهو يماطل في الحرب في غزة لأسباب سياسية شخصية - ولا يضع إطلاق سراح الأسرى كأولوية.
نتنياهو يدفع الحرب
وفي هذا السياق، كشف الصحفي الإسرائيلي نداف إيال عن أن "توترات الحرب والسياسة"، حضرت في اجتماع مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، إذ انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو الجيش الإسرائيلي و"بطء تقدمه في تحقيق أهدافه".
كما احتج نتنياهو على تسريح ألوية قتالية من جيش الاحتلال كانت في قطاع غزة، وتحدث في الاجتماع عن مفهوم "النصر المطلق".
ووفق مصادر الصحفي الإسرائيلي، فإن بيني غانتس وغادي آيزنكوت، عضوا المجلس الحربي الإسرائيلي، يشعران بأن "المناقشات الموضوعية منذ بداية الحرب قد تم استبدالها بحملة سياسية كاملة. وسرعان ما تم استبدال الاعتبارات الأمنية، حسب احتياجات استطلاعات الرأي، ومناورات نتنياهو، وإعلاناته، وتسريباته، ومن الصعب عليهم التزام الصمت".
القيادي في حركة حماس أسامة حمدان للعربي: الإدارة الأميركية قادرة على وقف العدوان وفرض شروط على حكومة نتنياهو لكن تصريحات #بايدن تهدف إلى التأثير على الناخب الأميركي خشية فشله في الانتخابات@SoniaElwafi pic.twitter.com/sKIxvB879r
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 9, 2024
أمّا وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، فقد اعتبر أن "تفكيك حماس أولوية استراتيجية قصوى لإسرائيل، حتى لو كانت على حساب التطبيع مع السعودية".
وقال غالانت: "سنبدأ بالقضاء على قدرات حماس واستعادة الردع. ثم السلام"، مشيرًا إلى أنه "مصمم على عملية عسكرية في رفح".
ووفق التقرير الإسرائيلي، فإن صفقة التبادل "ستتطلب خلال أسبوع تقريبًا اتخاذ قرار"، ورغم أن "رد حماس يحمل عدة عناصر إيجابية، ولكن هناك شروط صعبة".
وبحسب إيال، فإن نتنياهو سوف يراقب الحالة: "إذا تم التوصل إلى صفقة تبادل بشروط جيدة ودعمها الجمهور فهو من بادر إليها. إذا انهارت بسبب مطالب حماس، وكان موقف الجمهور معارضًا لها، سيقول نتنياهو إنه كان لديه دائما تحفظات عليها"، معلقًا على ذلك، بالقول: "ليس بالضبط مثالًا للقيادة، ولكنه تكتيك للبقاء على قيد الحياة".
نتنياهو يطلب الهجوم على الصفقة
وفي السياق نفسه، كشفت القناة 13 الإسرائيلية، عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، يطالب وزراء الحكومة من الليكود، بالهجوم على مقترح صفقة تبادل الأسرى.
وقالت القناة الإسرائيلية إن نتنياهو توجه لأحد وزرائه في نهاية جلسة الحكومة الأسبوعية، يوم الأحد الماضي، وسأله: "لماذا لم تتحدث [في وسائل الإعلام] ضد الصفقة؟".
وأشار التقرير إلى أن عددًا من الوزراء تجند لمهاجمة الصفقة خلال الجلسة ذاتها، من بينهم وزير القضاء، ياريف ليفين، ووزيرة المواصلات، ميري ريغيف. وفي ذلك الحين، انتشرت تقارير تفيد بأن نتنياهو هو من "أرسل" الوزراء لمهاجمة الصفقة المقترحة.
"بين الموافقة الجزئية والرفض الكلي".. هل بلورت الحكومة الإسرائيلية موقفها النهائي من مقترح حركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في #غزة؟ @AhDarawsha pic.twitter.com/nrB4BKBbH7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 9, 2024
وبحسب القناة 13، فإن نتنياهو قام بتوبيخ الوزراء الذين لم ينتقدوا الصفقة في وسائل الإعلام.
من جانبه، كتب الصحفي الإسرائيلي، يوسي فيرتر، عن شعار نتنياهو "النصر الكامل والمطلق"، قائلًا: "المعنى الضمني في شعار النصر الكامل هو أن صفقة التبادل ستمنع الجيش الإسرائيلي من الفوز. إما إعادة الرهائن إلى أو النصر. ليس هناك أرضية مشتركة. ولهذا السبب، عندما يتحدث نتنياهو، لا يكون الرهائن أكثر من مجرد حاشية في البروتوكول".
وأوضح الصحفي الإسرائيلي: "رسائل نتنياهو وأعوانه التي تنهال عبر استوديوهات التلفزيون ومختلف النقاد، تهدف إلى إضفاء الشرعية على فكرة أن الاستمرار في التخلي عن الرهائن هو في الواقع مصلحة إسرائيلية".