20-ديسمبر-2023
توسيع العدوان على قطاع غزة

توصية واشنطن لدولة الاحتلال، ساهمت في الدفع نحو الانتقام للمرحلة التالية من العدوان (Getty)

تدور النقاشات الأمريكية والإسرائيلية، حول "تقليص" العدوان الإسرائيلي على غزة، والاتجاه نحو مرحلة أكثر "تركيزًا"، و"أقل حدة"، من الفترة السابقة، تقوم على فكرة عمليات محدودة، بدون هجوم بري واسع وعمليات قصف كثيفة. وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال يتجه إلى هذا الخيار.

تحدث المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، عن أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يتجه إلى "وتيرة أقل حدة" بناءً على طلب الولايات المتحدة.

وقال هارئيل: "هناك فهم متزايد بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بأن الحرب في غزة سوف تنتقل إلى مرحلتها التالية خلال الشهر المقبل. توصية واشنطن هي أن يشمل التغيير إنشاء منطقة عازلة على حدود غزة (وربما أيضًا بين النصفين الشمالي والجنوبي للجيب)، وتخفيض بعض قوات الاحتياط والتحول إلى غارات على مستوى الفرقة في القطاع". مضيفًا: "تجري الآن مناورات برية بطيئة من قبل أربع فرق داخل غزة".

تحدث المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، عن أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يتجه إلى "وتيرة أقل حدة" بناءً على طلب الولايات المتحدة

ويشير هارئيل إلى أن المداولات "تتركز في إسرائيل على مسألة متى سيكون الوقت المناسب لتنفيذ التغيير، في منتصف شهر كانون الثاني/يناير أو في نهايته. ومع ذلك، لا تزال هناك عقبة سياسية كبيرة أمام الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي خوف بنيامين نتنياهو من انهيار ائتلافه تحت ضغط اليمين الغاضب".

وعم الدعم الأمريكي، قال المعلق العسكري: "إنهم يقدمون دعمًا عسكريًا ودبلوماسيًا هائلاً وأظهروا صبرًا مدهشًا في مواجهة الاستفزازات المتكررة من قبل نتنياهو وبعض الشخصيات اليمينية المتطرفة في حكومته. ولكنهم منزعجون أيضًا من القتل الجماعي للمدنيين في غزة. وكما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي، فإنهم يتوقعون من إسرائيل أن تحد من الغارات الجوية من أجل تقليل عدد القتلى المدنيين".

إلى جانب النقاش الأمريكي، تحدث هارئيل عن عائق آخر، وهو خدمة قوات الاحتياط في جيش الاحتلال، التي باتت طويلة، وهي تنعكس عليهم وعلى الاقتصاد الإسرائيلي.

وعن توسيع العدوان الإسرائيلي، أوضح هارئيل: "ليس لدى الولايات المتحدة أي تحفظات بشأن رغبة إسرائيل في توسيع هجوم خان يونس، فيما قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، يوم الثلاثاء، إن هدفه الرئيسي هو ضرب قيادة حماس. وتسير العملية في خان يونس ببطء وحذر".

وعن الحديث عن اغتيال السنوار وقادة حركة حماس، أشار إلى أن توقعات المؤسسة الأمنية منخفضة قليلًا، إذ قال رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي للكابنيت الإسرائيلي: إن "الأمريكيين استغرقوا 10 سنوات بعد 11 سبتمبر للعثور على أسامة بن لادن وقتله،. أمّا قتل زعيم حماس يحيى السنوار سيستغرق وقتًا أقل"، ويوضح هارئيل: "المعنى الضمني هو أن العملية قد تأخذ طابعًا مختلفًا قبل أن تحقق أهدافها".

getty

ويوضح أن هذه الرسالة مرتبطة في انتقادات وزراء اليمين المتطرف، بعد إيقاف جنود جيش الاحتلال في حادث مسجد جنين، بالإضافة إلى رفض رئيس الأركان التصريحات التي تصدر عن نتنياهو ووزراء اليمين. مضيفًا: "هناك خوف متزايد في اليمين من أن نطاق القتال في غزة من المقرر أن ينخفض ​​دون تحقيق الأهداف المعلنة للحرب، وهي على وجه التحديد تدمير حماس، (كان الجيش قد قلص ذلك، وكان أكثر حذرًا، إذ تحدث عن تفكيك قدراتها)، وإعادة الرهائن وإنشاء نظام أمني جديد يسمح لمستوطني غلاف غزة بالعودة إليه".

واستمر في القول: "كان نتنياهو نفسه هو الذي أصر، على إلزام إسرائيل بمثل هذه المجموعة الطموحة من الأهداف في بداية الحرب. والآن تصطدم هذه الأهداف بالواقع. لقد أدى الهجوم العنيف الذي شنه الجيش الإسرائيلي إلى خسائر فادحة في صفوف حماس وسكان قطاع غزة. وما لم يحصل حتى الآن هو التسبب في انهيار كامل لنظام قيادة حماس أو تدمير روحها القتالية".

وتابع قائلًا: "لقد قامت حماس ببناء نظام غير مركزي، حيث تستمر بعض أجزائه في القتال على الرغم من تدمير التسلسل المحلي لقيادة الكتائب. ولأن الجيش الإسرائيلي ينشر قوات كبيرة في منطقة حضرية كثيفة السكان، فإن لدى حماس أهدافًا ينبغي ضربها. في معظم الحالات، وهجومين في اليوم يكفيان للتسبب في خسائر".

وتحدث هارئيل عن نتنياهو، بالقول: "باعتباره العضو الأكثر خبرة في الحكومة، يفهم نتنياهو كل هذا جيدًا، ولكن أكثر ما يهمه هو البقاء في السلطة. ولذلك، قد يختار الدخول في مواجهة مصطنعة مع الأمريكيين لضمان استمرار أحزاب اليمين في دعمه. في مثل هذه الحالة، ستهبط الكرة في ملعب وزراء حزب معسكر الدولة، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، اللذين سيتعين عليهما أن يقررا متى ولماذا سيتركان حكومة الطوارئ التي انضما إليها في بداية الحرب".

أمّا عن صفقة تبادل الأسرى، فقال: "تحقيق انفراجة في المحادثات يبدو هذه المرة أكثر صعوبة من الماضي".

المداولات "تتركز في إسرائيل على مسألة متى سيكون الوقت المناسب لتنفيذ التغيير، في منتصف شهر كانون الثاني/يناير أو في نهايته"

غالانت على حدود غزة

وأجرى وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت، يوم أمس الثلاثاء، تقييمًا للوضع على السياج الحدودي على حدود قطاع غزة، واطلع على الخطط العملياتية لمواصلة العملية العسكرية في خان يونس، وقال إن "المكان أصبح العاصمة الجديدة للإرهاب - لن نتوقف عن عملياتنا هناك حتى نحضر كبار مسؤولي حماس. العملية البرية تتوسع إلى أماكن أخرى".

وقال جالانت في نهاية تقييم الوضع: "إن العملية منهجية ومنظمة للغاية، ويمكنك في الخلفية سماع هجمات سلاح الجو، والمدافع، والجيش الإسرائيلي يتقدم في مهامه".

وبحسب قوله "في شمال قطاع غزة، تتركز العملية على التطهير النهائي للقطاع والدخول تحت الأرض، إلى أنفاق في أعماق كبيرة حيث نجد غنائم كبيرة ونحضرها إلينا. في جنوب القطاع قطاع غزة، خان يونس أصبح العاصمة الجديدة للإرهاب. نحن نعمل هناك، ونركز جهودنا، العملية سوف تمر بمراحل، وسوف تستمر حتى نصل إلى أهدافنا. لن نتوقف عن هذا المكان. سنجلب كبار مسؤولي التنظيم إلى المكان الذي يستحقونه، إما إلى المقبرة أو إلى السجن"، وفق قوله.