تستمر الأزمات التي تدور حول مالك مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين بالظهور، فبعد صراعات علنية مع وزارة الدفاع الروسية من أجل الحصول على حصة قواته التي تقاتل في باخموت من الذخيرة. كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، عن وثائق أمريكية مسربة، تتحدث عن تواصل مالك فاغنر بريغوجين مع أوكرانيا، وذلك من أجل إتمام صفقة معها، تتضمن تسليمها مواقع القوات الروسية.
الوثائق الأمريكية تدور حول صفقة، حاول مالك فاغنر عقدها مع المخابرات الأوكرانية
وبحسب "واشنطن بوست" فإن صفقة مالك فاغنر، تدور حول سحب أوكرانيا لجنودها من محيط باخموت، مقابل تقديمه لمعلومات عن مواقع القوات الروسية في أوكرانيا، من أجل استهدافها من قبل الجيش الأوكراني. ونقل بريغوجين عرضه إلى المخابرات العسكرية الأوكرانية، وفقًا للوثائق الأمريكية المسربة على منصة ديسكورد.
وأكدت مصادر أوكرانية لـ"واشنطن بوست" تواصل بريغوجين مع المخابرات الأوكرانية، مشيرةً إلى أنه قدم العرض عدة مرات، لكن كييف رفضته "لأنها لا تثق في بريغوجين، وتعتقد أن مقترحاته قد تكون خدعة". كما تحدث مسؤول أمريكي عن وجود شكوك مماثلة لدى واشنطن في نوايا بريغوجين.
وفي وقت سابق، تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وخلال المقابلة لم يؤكد زيلينسكي هذه الأنباء، قائلًا: "هذه مسألة استخبارات". وذلك، إلى جانب اعتراضه على نشر محتويات الوثائق المسربة التي اعتبر أنها في صالح روسيا.
وتتحدث الوثائق عن صراع على السلطة بين بريغوجين وكبار المسؤولين الروس، بما في ذلك وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو. وكان بريغوجين قد هدد بالانسحاب من باخموت قبل عدة أيام، ليتراجع لاحقًا عن التهديد بذلك، مع ارتفاع وتيرة التوتر، بين بريغوجين والقيادة العسكرية الروسية في موسكو.
وتكشف الوثائق، عن علاقة سرية تجمع بريغوجين مع المخابرات الأوكرانية، شملت عدة مكالمات هاتفية، بالإضافة إلى اجتماعات شخصية، عقدت في دولة أفريقية. فيما تشير المعلومات الاستخبارية الأمريكية إلى أن بريغوجين "يتحسر" على الخسائر الفادحة لقواته في باخموت، ويحث أوكرانيا على توجيه ضربات أشد للقوات الروسية.
ووفقًا لإحدى الوثائق، أخبر بريغوجين ضابط استخبارات أوكراني أن الجيش الروسي كان يعاني من إمدادات الذخيرة. ونصح القوات الأوكرانية بالمضي قدمًا في هجوم على حدود شبه جزيرة القرم، في حين كانت الروح المعنوية للقوات الروسية منخفضة.
كما أشار التقرير إلى معلومات استخبارية أخرى أشارت إلى أن بريغوجين كان على علم بتراجع الروح المعنوية بين قوات فاغنر وأن بعض مقاتليه رفضوا الأوامر بالانتشار في منطقة باخموت، خوفًا من تكبد المزيد من الضحايا.
تكشف الوثائق، عن علاقة سرية تجمع بريغوجين مع المخابرات الأوكرانية، شملت عدة مكالمات هاتفية، بالإضافة إلى اجتماعات شخصية، عقدت في دولة أفريقية
أمّا عن كيفية تعامل كييف مع هذه الاتصالات، تشير الوثائق إلى أن كييف تشك، أو ربما تعرف، أن الكرملين على علم باتصالات بريغوجين مع المخابرات الأوكرانية، وربما في مفاوضاته السرية بشأن باخموت.
من جانبه، نفى الكرملين صحة ما ورد في الوثائق، على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف. أمّا مالك فاغنر بريغوجين فقد نفى صحة تواجده في أفريقيا خلال هذا العام.