تستقبل تونس الأحد المقبل ثلاثة من قادة الاتحاد الأوروبي، في مهمة عنوانها الأبرز "معالجة كافة جوانب العلاقة مع تونس"، ويتعلق الأمر برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسي الوزراء الهولندي والإيطالي.
أفاد المتحدث بإسم المفوضية الأوروبية إريك مامر أن الغرض من زيارة الوفد الأوروبي هو "معالجة جميع جوانب العلاقة التي تربط الاتحاد الأوروبي بتونس"
وسيبحث القادة الثلاثة ملفات متعددة مع الرئيس التونسي قيس سعيّد، تدور أساسًا بحسب ما هو معلن حول الهجرة والاقتصاد، مع الإشارة إلى تعثر المفاوضات بين تونس وصندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد، هذا بالإضافة إلى تخبط سلطات قيس سعيّد في إجراءات تمس بالحريات والحقوق طالت اعتقال معارضين والتدخل في شؤون القضاء والحد من الحريات الإعلامية في البلاد والتضييق على عمل منظمات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية، عقب انقلاب تموز/ يوليو 2021.
وفي التفاصيل، أفاد المتحدث بإسم المفوضية الأوروبية إريك مامر أن الغرض من زيارة الوفد الأوروبي هو "معالجة جميع جوانب العلاقة التي تربط الاتحاد الأوروبي بتونس"، في إشارة إلى العراقيل التي واجهت تلك العلاقة مع وصول سعيّد إلى سدة الحكم في قرطاج، حيث دأب سعيد على مهاجمة ما يصفه بـ"التدخل الخارجي والتعدي على القرار السيادي لتونس" في ظل تزايد الانتقادات التي طالت الإجراءات التي اتخذها ضد معارضته.
وأضاف المتحدث باسم المفوضية أن "اتفاقية تعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والهجرة ستكون محور المناقشات". معتبرًا أنّ "توجه رئيسة المفوضية إلى تونس برفقة رئيس الحكومة الهولندي مارك روته ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني هو في ذاته إشارة إلى أن حوارًا بناءً جاريًا مع السلطات التونسية". وتدارك المتحدث قائلًا: "لم أقل أنه سيتم التوصل إلى اتفاق، لكنه سيكون محور المناقشات".
وفي هذا السياق، أشار تقرير وكالة الصحافة الفرنسية إلى ما يواجه مفاوضات تونس مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد بقيمة تناهز ملياري دولار من تعثر، حيث يرفض الرئيس التونسي قيس سعيّد الإصلاحات التي يقترحها الصندوق والتي تشمل إعادة هيكلة أكثر من 100 شركة عامة مثقلة بالديون ورفع الدعم الحكومي عن بعض المواد الاستهلاكية.
وعلى صلة بهذا الملف، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني، إن إبرام اتفاق بين صندوق النقد الدولي وتونس يعتبر "أساسيًا لدعم البلاد وتعافيها الكامل".
يشار إلى أن تونس تمر بأزمة اجتماعية واقتصادية خطيرة وتندد المعارضة فيها "بتراجع الحقوق والحريات منذ احتكار الرئيس سعيّد السلطة الكاملة في تموز/يوليو 2021"، حسب وكالة فرانس برس.
ملف المهاجرين على رأس الأجندة
وصلت رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني تونس الثلاثاء الماضي، وعقدت لقاءً مطولًا مع قيس سعيّد، كان محوره "الهجرة غير القانونية والوضع الاقتصادي في البلاد"، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ويشار في هذا السياق إلى أن تونس تعد نقطة انطلاق مهمة "للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى السواحل الإيطالية التي تعتبر بوابة للاتحاد الأوروبي".
وكانت ميلوني، المعروفة بمواقفها المتشددة من الهجرة، قد دافعت عن دعمها لتونس في مكافحة ما وصفته بـ "الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية ببرنامج يشمل التمويل، بما في ذلك مساعدات في ما يتعلق بعمليات الترحيل للمهاجرين".
وصلت رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني تونس الثلاثاء الماضي، وعقدت لقاءً مطولًا مع قيس سعيّد، كان محوره "الهجرة غير القانونية والوضع الاقتصادي في البلاد"
يذكر أن هذا الموضوع نوقش أمس الخميس في اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ في محاولة "لوضع خطة إصلاح لسياسة الهجرة في دول الاتحاد الأوروبي"، حسب وكالة فرانس برس.