نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليةً عسكريةً كبيرةً في مدينة ومخيم جنين، صباح اليوم الخميس، أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 20 فلسطينيًا بجروح من بينها إصابات وصفت بالخطيرة. وتعد العملية العسكرية الإسرائيلية هي الأكبر منذ سنوات في الضفة الغربية.
نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليةً عسكريةً كبيرةً في مدينة ومخيم جنين، صباح اليوم الخميس، أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 20 فلسطينيًا بجروح
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 9 فلسطينيين من بينهم مسنة (60 عامًا) خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين بشكلٍ واسع صباح اليوم الخميس. وبحسب مصادر محلية، فإن قوةً خاصةً من جيش الاحتلال اقتحمت مخيم جنين، في الساعة السابعة من صباح اليوم، داخل شاحنة تجارية، قبل أن يكتشفها أهالي المخيم، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات واسعة، دفعت خلالها قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة من الجيبات العسكرية والجرافات والطائرات المُسيّرة إلى المخيم.
وخلال الاقتحام منعت قوات الاحتلال مركبات الإسعاف من الوصول إلى الإصابات والشهداء على مدار ساعات داخل المخيم، كما اقتحمت محيط مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت قنابل الغاز بكثافة، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات الاختناق في المستشفى. كما حاصرت قوات الاحتلال عدة بنايات وشقق سكنية خلال اقتحامها للمخيم.
وبحسب بيان جيش الاحتلال، فإن قوةً عسكريةً إسرائيلية اقتحمت مخيم جنين بهدف اعتقال خلية للمقاومة الفلسطينية، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة شبان تواجدوا داخل الشقة المستهدفة، واعتقال شاب آخر.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية: "نحن أمام مرحلة أكثر ضراوة في المواجهة مع الاحتلال، وسنصل إلى نقطة احتدام واسع قد ينتج عنه حسم الصراع مع العدو الصهيوني، وما هو قادم في الضفة المحتلة من مقاومة أكبر مما نراه". وأضاف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري أن "الاحتلا سيدفع ثمن المجرزة في جنين ومخيمها صباح اليوم، ورد المقاومة لن يتأخر"، داعيًا "المقاومة للرد على العدو والاشتباك معه في كل مناطق الضفة الغربية وأراضينا المحتلة".
وعقب الاقتحام، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، إن "المقاومة التي تقودها سرايا القدس في جنين وفي غيرها كسرت هيبة الاحتلال وصدمت حكومته الجديدة"، مضيفًا أن "الاحتلال مذعور ومتخوف من تصاعد قدرة المقاومة في الضفة الغربية ولذلك يستعين بكل الأساليب لمحاولة ردعها".
وأضاف شهاب "ذاهبون نحو مواجهة كبيرة ضد الاحتلال في حال استمرت اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني".
من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن "جماهير شعبنا تبنت خيار المقاومة وترفض الاستسلام، واشتباكات جنين تؤكد أنّ المواجهة سبيلاً وحيدًا لصد العدوان، وهو ليس بغريب على مخيم جنين القسام الذي كان دائمًا يجسد ملاحم بطولية ضد الاحتلال". مشيرة إلى أن جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني لا يجب أن تمر بدون عقاب، داعيةً إلى تصعيد المقاومة العسكرية ضد الاحتلال.
هذا وأعلنت مجموعة عرين الأسود عن تبنيها عملية إطلاق نار ضد قوات الاحتلال في محيط مدينة نابلس، مضيفةً "نطالب أهلنا بمدينة نابلس وبالضفة الغربية إعلان الإضراب الشامل والنفير العام والاشتباك مع الاحتلال على جميع نقاط التماس".
بدوره، قال رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية محمد اشتية: "إن قوات الاحتلال تواصل ارتكاب متوالية القتل والإعدامات بحق أبناء شعبنا، مدفوعةً بشعور القدرة على الإفلات من العقاب"، مطالبًا الأمم المتحدة وجميع المنظمات الحقوقية الدولية، بالتدخل العاجل لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
إسرائيليًا، أعلنت مصادر إعلام عبرية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يجري مشاورات أمنية خشيةً من التصعيد، فيما أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية عن رفع حالة التأهب.
وتحدث مسؤول أمني في دولة الاحتلال لصحيفة يديعوت أحرونوت مشيرًا إلى أن قرار رفع حالة التأهب جاء استعدادًا لإمكانية حدوث تصعيد دون أن يستبعد إمكانية حدوث رد من قطاع غزة. كما رفع جيش الاحتلال مستوى التأهب في محيط قطاع غزة بما يشمل رفع مستوى الاستعداد في القبة الحديدية، تخوفًا من إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
تعد العملية العسكرية الإسرائيلية هي الأكبر منذ سنوات في الضفة الغربية
وحول العملية، أشارت القناة الـ12 الإسرائيلية إلى أن قرار اقتحام المخيم جاء عقب معلومات استخبارية عن إمكانية تنفيذ عمليات للمقاومة الفلسطينية خلال وقت قريب.