إلى جانب مؤلفاته النقدية والبحثية والتاريخية، تحظى ترجمات إحسان عباس (1920 – 2003) بأهمية كبيرة في المشهد الثقافي العربي، الذي برز فيه الراحل بوصفه مثقفًا موسوعيًا، وصاحب مشروع تنويري نهضوي مهم، شكلت الترجمة إحدى أبرز ركائزه.
ساهم المثقف الفلسطيني الراحل في تزويد المكتبة العربية بعناوين مميزة لكبار الكتّاب والمفكرين العالميين، مثل أرسطو وهايمن وكاسيرر وهرمان ملفل
جمع المثقف الفلسطيني بين مجالات معرفية مختلفة توزع عليها منجزه الفكري، الذي شمل النقد الأدبي، وتحقيق النصوص التراثية، شعرًا ونثرًا وفقهًا وتاريخًا، ونشرها. إضافةً إلى اهتماماته الفلسفية والسياسية والتاريخية التي تجلت في ترجماته، حيث ساهم في تزويد المكتبة العربية بعناوين مميزة لكبار الكتّاب والمفكرين العالميين.
ترجمات إحسان عباس.. رحلة في فضاءات النقد الأدبي والتاريخ والفلسفة
لم يقتصر نشاط عباس في الترجمة على حقل معين، بل شمل الأدب والفلسفة والتاريخ، فترجم: "دراسات في الأدب العربي" للمستشرق النمساوي غوستاف فون جرونيباوم، الذي ترجمه بالتعاون مع كل من أنيس فريحة ومحمد يوسف نجم وكمال يازجي. و"إرنست همنغواي: دراسة في فنه القصصي" للناقد الأمريكي كارلوس بيكر. و"النقد الأدبي ومدارسه الحديثة" للناقد الأمريكي ستانلي إدغار هايمن، ترجمه بالتعاون مع محمد يوسف نجم، وصدر في جزأين.
في الأدب أيضًا، ترجم الناقد الفلسطيني: "ت. س. إليوت: الشاعر والناقد" لمؤلفه ف. و. ماثيسن. و"أبعاد الرواية الحديثة: نصوص ألمانية وقرائن أوروبية" لمؤلفه تيودور لكوفسكي، الذي ترجمه بالتعاون مع شقيقه بكر عباس. و"فن الشعر" لأرسطو. بالإضافة إلى ترجمته لرائعة الروائي الأمريكي هرمان ملفل "موبي ديك".
يقول عباس حول تجربته في تعريبها: "استغرقت ترجمتها مدة تزيد على سنة ونصف بين التسويد والتبييض والمراجعة والتنقيح، وانسجمت كثيرًا في الترجمة، حتى لأعد ما حاولته في "موبي ديك" قمة عملي في الترجمة (...) أعتقد أن ترجمة "موبي ديك" تستحق الجهد الذي بذلته في ترجمتها".
أما في الفلسفة والتاريخ، فقد شملت ترجمات إحسان عباس الأعمال التالية: "مدخل إلى فلسفة الحضارة الإنسانية: أو مقال في الإنسان" للمؤرخ والفيلسوف الألماني إرنست كاسيرر. و"يقظة العرب: تاريخ حركة العرب القومية" للكاتب والمؤرخ اللبناني جورج أنطونيوس، ترجمه بصحبة ناصر الدين الأسد. و"دراسات في حضارة الإسلام" للمستشرق البريطاني هاملتون جب، ترجمه بالتعاون مع محمد يوسف نجم، ومحمود زايد. و"مدن بلاد الشام" للمؤرخ البريطاني أرنولد هيومارتن جونز.