تُراكم دولة الاحتلال الإسرائيلي المزيد من القدرات الهجومية في ظل استمرار حربها على أكثر من جبهة. ومع ذلك، لا تستغني إسرائيل عن "الحماية الأميركية"، فبالتزامن مع إعلان تل أبيب إبرامها صفقة ضخمة اشترت بموجبها سربًا مكونًا من 25 طائرة من طراز "إف-15" مطوّرة، بقيمة 5.2 مليار دولار من شركة "بوينغ" الأميركية، قامت واشنطن بنقل سرب طائرات "إف-15" للمنطقة، وذلك تحسبًا للرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وفي تفاصيل الصفقة، قالت وزارة الحرب الإسرائيلية، في بيان صدر أمس الخميس، إنها "وقعت الليلة الماضية صفقة ضخمة لشراء الجيل القادم من طائرات إف-15، ستحصل بموجبها على 25 طائرة مقاتلة متطورة من تصنيع شركة بوينغ الأميركية". ولم تحدد وزارة الحرب "مكان توقيع الاتفاق مع شركة بوينغ"، أو موعد التسليم.
وأضاف البيان الإسرائيلي أنه: "سيتم تنفيذ الصفقة، التي تبلغ قيمتها نحو 5.2 مليار دولار من أموال المساعدات الأميركية، وتتضمن أيضًا خيار شراء 25 طائرة إضافية في المستقبل".
تصرّ واشنطن على أن تظلّ شريكة في جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة إلى آخر لحظة
ونوّه البيان الإسرائيلي إلى أنه "سيتم تجهيز الطائرة F15IA الجديدة بأنظمة الأسلحة الأكثر تقدمًا، بما في ذلك مجموعة من الأنظمة الإسرائيلية الرائدة، إلى جانب التحديثات التي ستسمح بمدى طيران أطول، وزيادة القدرة الاستيعابية وتحسين الأداء في المواقف التشغيلية المختلفة".
وأضاف أن هذه المزايا "ستسمح للقوات الجوية الإسرائيلية بمواصلة الحفاظ على تفوقها الاستراتيجي في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية في الشرق الأوسط"، وفق زعمه.
يشار إلى أن واشنطن وافقت، في آب/أغسطس الماضي، على "بيع إسرائيل طائرات ومعدات عسكرية بما فيها سرب من طائرات إف-15 المطورة"، معززةً بذلك مشاركتها في جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة بأسلحة أميركية، وذلك على الرغم من الاحتجاجات والنداءات المطالبة بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة، وقرار محكمة العدل الدولية القاضي بمنع الإبادة الجماعية.
سرب من الطائرات الأميركية المقاتلة يصل المنطقة
قام البنتاغون، أمس الخميس، بنقل سرب من الطائرات المقاتلة من طراز "إف-15" إلى الشرق الأوسط، وذلك لدعم إسرائيل في مواجهة الرد الإيراني المرتقب.
وبحسب معلومات نشرتها هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، فإن سرب "المقاتلات الأميركية وصل إلى المنطقة، مصحوبًا بـ6 قاذفات استراتيجية من طراز B-52"، دون تحديد الدولة التي استقبلت المقاتلات الأميركية، لكنها أكدت أن إرسال المقاتلات والقاذفات جاء "على خلفية استعدادات إسرائيل لردٍ إيراني على هجوم القوات الجوية الإسرائيلية قبل نحو أسبوعين".
ويذكر أن البنتاغون أعلن، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عن اكتمال وصول ونصب منظومة "ثاد" الأميركية المتطورة للدفاع الجوي في إسرائيل. وجاء هذا الإجراء بعدما سجلت منظومات الدفاع الإسرائيلية إخفاقات في اعتراض الصواريخ الإيرانية في رد طهران الثاني انتقامًا لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران؛ والأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتتوعّد إيران إسرائيل بردّ ثالث قوي على الضربات الجوية التي نفذتها تل أبيب في السادس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
ومع هذه الضربات والضربات المضادة، تتزايد المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو سيناريو الحرب الإقليمية بين إسرائيل وإيران، خاصةً أن كلا "القوتين" تعتبر الأخرى عدوها الاستراتيجي، وتتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عن "اغتيالات وأعمال تخريب وهجمات إلكترونية".